قبل أيام مرَّت عيناي على خبر مروع جديد عن الكارثة الإنسانية الماثلة في حلب. يقول ذاك الخبر، نقلاً عن مسؤولي الإغاثة في مدينة حلب، إنه لم تعد هناك أكفان في المدينة لتجهيز الشهداء الذين تقتلهم طائرات وصواريخ مجرم العصر الروسي فلاديمير بوتين، وشركائه في طهران وبيروت وبغداد، وسفاح دمشق بشار الأسد.توقفت كثيراً أمام ذلك الخبر... وقلت أيمكن أن تكون خرقة بيضاء أطهر من تراب حلب الذي يعيش عليه هؤلاء الأبطال المقاومون؟ أعَرف التاريخ مدينة تقصف لخمس سنوات بأعتى الأسلحة وبكل أدوات الخسة، من قتل وتجويع، ويقف أهلها رافضين الاستسلام والخنوع، قابضين بأيديهم على تراب حلب الشهباء؟ أليس ذلك التراب أغلى من الذهب وأعز من كنوز الدنيا؟... ليلتحف به الشهداء الذين ماتوا من أجله.
تراب حلب... أغلى من كل أقمشة بدل جنرالات العرب الأبطال المرصعة بنياشين الوهم وحروب "تان تان"، وأنعم من ملمس الحرير الذي يتقلب عليه الزعماء في مخادعهم وهم يتابعون على الشاشات جر الأطفال من تحت الركام في الصاخور وباب النيرب، وهم ملطخون بتراب الشرف من رؤوسهم حتى أخمص الأقدام، وهم مصرون على أن يواجهوا الزلزال.تراب حلب... حفنة منه أغلى من كل الورق المسجلة عليه ثروات أمة عقيمة، وخطبها العروبية الرقيعة، وجامعتها المتواطئة القعيدة، تذبحها ثارات الفرس بأيادٍ عربية أثيمة، ونشار رقاب أطفال سورية من "المهاجرين" يدعي أنه لها زعيم، ومهرجها منافق ينتسب بكنيته إلى دريد العرب، وهو يرقص على جثث أبناء وطنه بـ"كأس" اللؤم والضغينة.فبالله عليكم كفنوا الشهداء بتراب حلب... فحباته "ستجُب" كل نجاسة همجية البشرية... ومن تربتها ستنهض سورية الأبية.
أخر كلام
كفِّنوهم... بتراب حلب
24-11-2016