جاء قرار انسحاب الفريق الأول لكرة القدم بالنادي العربي من بطولة دوري ڤيڤا للموسم الجاري 2016-2017 بشكل متسرع جدا، ومن دون مبرر من قبل إدارة النادي، بغض النظر عن تفعيل القرار من عدمه.

يذكر أن مجلس إدارة النادي العربي قرر، في الاجتماع الطارئ الذي عقد مساء أمس الأول، الانسحاب، بعد ساعات من المؤتمر الصحافي الذي عقد في الاتحاد، والذي شهد إعلان رفض احتجاج النادي، إذ طالب مسؤولو النادي في الاحتجاج باحتساب نتيجة مباراته مع الكويت 3-صفر للأخضر، في الجولة السادسة من منافسات الدوري، اعتراضا على فهد الهاجري «الموقوف» من وجهة نظرهم، على الرغم من أن لجنة الانضباط قررت إيقاف اللاعبين في بطولة كأس سمو ولي العهد في وقت سابق!

Ad

أسئلة برسم أصحابها؟
• إلى أعضاء اللجان العاملة باتحاد الكرة الذين تقدموا باستقالتهم أمس الأول: هل كان سيختلف موقفكم لو تعرض ناد آخر غير العربي للظلم كما تزعمون؟ أم أن الأمر مجرد فزعة للقلعة الخضراء؟

• أمين سر القادسية رضا معرفي: منذ متى وأنت حريص على مصلحة العربي وتدافع عن حقوقه؟ وما سبب دفاعك واتخاذك من القنوات الفضائية منبراً للحديث بإسهاب عن حقوق الأخضر والعمل على إشعال فتيل الأزمة رغم أنكم لستم طرفاً فيها سواء أنت أو النادي؟ وإذا كنت حريصاً بالفعل على مصلحة العربي فلماذا إذاً كنت تقاطع الاجتماعات التي كان يدعو لها العربي والسالمية وكاظمة والكويت رغم أنها كانت تناقش مشاكل أهم وأعم وأشمل من الاحتجاج؟

• رئيس نادي القادسية الشيخ خالد الفهد: كيف تريد أن تقنعنا بأن فزعتك للعربي هي انتصار لتطبيق اللوائح والقوانين واحترامها وناديك يشجع على انتهاك ومحاربة قوانين الدولة؟ ولماذا لم تلفت إلى المخالفات واللوائح البالية في الاتحادات الأخرى التي يسيطر عليها التكتل؟

خسائر لا حصر لها

ومن المؤكد أن القرار سيجعل القلعة الخضراء تتكبد خسائر لا حصر لها، في حال تطبيقه، حيث سيتعرض النادي لعقوبة مالية تبلغ 20 ألف دينار بسبب الانسحاب، بالإضافة الى عدم مشاركته في البطولة ذاتها في الموسم التالي، ولعله من سوء الطالع العودة إلى دوري الدرجتين في الموسم المقبل 2017-2018، أي إنه سيهبط الى الدرجة الأولى في الموسم القادم، وليس للإدارة سبيل إلا الخضوع للعقوبة!

أما إذا تم العدول عن القرار، فستكون له آثار سلبية بالجملة، وسينعكس هذا الأمر على الجهازين الفني والإداري واللاعبين بالسلب في الفترة المقبلة.

وما يثير الدهشة، ويؤكد أن قرار مجلس إدارة النادي العربي جاء متسرعا وبشكل مبالغ فيه، هو عدم اللجوء إلى القنوات الشرعية بالتقدم بتظلم لاتحاد الكرة على قرار لجنة الانضباط، ثم اللجوء إلى اللجنة الأولمبية الكويتية، ثم الهيئة العامة للرياضة للحصول على حق النادي، هذا إذا كان له حق من الأساس!

ومما لا شك فيه أن جميع المعطيات تؤكد أن النية كانت مبيتة لاتخاذ هذا القرار، وعدم الانتظار للحصول على حقوق النادي، وفقا للأطر القانونية، فمن الواضح أن الإدارة التي أتت على الأخضر واليابس في النادي، سواء بتسببها في خسارة البطولات تباعا وغياب الدوري، البطولة المفضلة للنادي، عن خزائنه منذ موسم 2001-2002، رأت اللعب على وتر دغدغة مشاعر الجماهير من أجل كسب تعاطفها، لاسيما أن الانتخابات باتت على الأبواب، لتبقى الإدارة «الفاشلة» المنقسمة على ذاتها 4 سنوات أخرى، سيجني فيها النادي مزيدا من الفشل والخسائر!

كسب تعاطف الجماهير

ولا ينكر أحد أن الإدارة نجحت في كسب تعاطف ومساندة عدد كبير من الجماهير، وأعضاء الجمعية العمومية، من خلال قرار الانسحاب، الذي عددنا سلبياته، وهو أمر لا يهم أعضاء مجلس الإدارة بالطبع، بقدر ما يهمهم المقاعد الوثيرة التي يضحون من أجلها بالغالي والنفيس!

والمتتبع لنتائج ومستوى العربي هذا العام، سيكون على يقين بأن المنافسة على لقب الدوري ضرب من ضروب المحال، والدليل أنه بعد مرور 6 جولات فقط يأتي الأخضر في المركز السابع برصيد 9 نقاط، وبفارق نقطة يتيمة عن الثامن (الصليبيخات) والتاسع (التضامن).

كما أن هناك أمرا في غاية الأهمية، يتمثل في تفوق الكويت الكاسح عليه في السنوات الأخيرة، للأسف الشديد، ولذلك فإن إدارة العربي تحاول أن تحصل على ما لم يستطع اللاعبون تحقيقه على المستطيل الأخضر من خلال الاحتجاجات، والهدف منها في المقام الأول دغدغة مشاعر الجماهير ليس إلا!

ضغوط فقط... دون تنفيذ!
لم يتقدم النادي العربي بكتاب انسحابه من مسابقة دوري ڤيڤا إلى مجلس إدارة اتحاد الكرة حتى ظهر أمس الأول الثلاثاء.

ويبدو أن الإدارة مازالت تدرس تداعيات التنفيذ، بعد أن كان من المفترض أن يصل الكتاب إلى مقر الاتحاد صباحا.

يذكر أن مجلس إدارة النادي العربي سبق أن هدد بالانسحاب من المسابقات تحت إدارة الاتحاد السابق بعد القرارات الخاطئة للحكم مبارك شعيب في نهائي كأس سمو ولي العهد أمام القادسية، والتي أثرت بشكل مباشرة في نتيجة اللقاء، ولم تنفذ الإدارة القرار ولجأت إلى حيلة انقطاع الكهرباء عن إنارة الملعب في مباراة التضامن ضمن مسابقة الدوري آنذاك، لكي تتجنب خوض المباراة والتعرض للعقوبات في الوقت ذاته، ومن ثم عادت إلى المشاركة دون تفعيل القرار... هذه المرة الجماهير والشارع الرياضي يراقب هل تفعل الإدارة قرارها بالانسحاب بسبب احتجاج أم لا!