لا يستحق عرض «عوماس» لفرقة باك ستيج قروب دخول المسابقة الرسمية في مهرجان أيام المسرح للشباب الحادي عشر، رغم الجهود الشبابية المبذولة فيه، لأن النوايا الطيبة بمفردها لا تصنع مسرحاً جيداً.

ويتناول العرض آفة المخدرات التي ستقضي على الشباب، ويحذر من الفساد والمفسدين، الذين يدمرون الشباب عماد المجتمع.

Ad

خلل الشخصيات

«عوماس» ماذا يريد أن يقول؟ في ظل هذا الكم الهائل من المتناقضات على صعيد شخصيات العرض، ثمة خلل في رسمها وأبعادها الثلاثة (الجسدية، والنفسية، والاجتماعية)، مثال على ذلك: التاجر هل هو طيب أم شرير؟ هل هو ظالم؟ كما أن ملابسه لا تدل على أنه ثري. وما الفرق بين الغني والفقير؟ العرض قدمهما متساويين.

هناك تناقض آخر، شخصية «المخبول»، أحياناً نجده مجنوناً وأحياناً يكون رجل حكمة، فهل هناك أي مبرر درامي لهذا التحوّل في الشخصية؟

أما على صعيد الأداء التمثيلي، فقد وقعت مشاكل في التقنيات الصوتية، إذ لم يكن صوت الممثلين مسموعاً، حتى لدى الجالسين في مقاعد الصفوف الأولى، إضافة إلى أن مخارج الحروف كانت غير سليمة، ولعل من أبرز الممثلين ظهوراً وتميزاً هو محمد الشطي، الذي أضفى جواً من الكوميديا، من خلال شخصية «المخبول».

ما نعرفه عن الشغل الأدائي الحركي هو «الكوريغراف»، الذي يعتمد على الجسد لأنه معمار في فضاء الخشبة، فليس كل حركة أو رقصة تم تقديمها في هذا العرض يقال عنها انها تعبير حركي.

قائد العرض، وهو المخرج، لم يوفق في فهم النص أولاً، وفي المذاهب المسرحية ثانياً، إذ ثمة خلط واضح بين الحاضر والماضي، والفنتازيا والواقع، وهذا ما تسبب في ضياع العرض برمته، ويعود ذلك إلى قلة خبرة المخرج الشاب، والوعي الثقافي المسرحي، وعدم دراسة النص جيداً، وإغفال قراءة ما بين السطور، ومن ثم لم توضع الرؤية المناسبة لتنفيذه على الخشبة.

وثمة خلل واضح في إيقاعي النص والعرض، كما أن استخدام مفردات المرض، والغبار، والجراد، في التحذير من الخطر القادم باتت مستهلكة، إذ تم تناولها في الكثير من المسرحيات السابقة والقديمة، ولم تأت بجديد أو بصمة.

يبقى القول... مستوى العرض جاء متواضعاً جداً ولا يرتقي الى مستوى الطموح في المسرح، ونتمنى أن يتجاوز المخرج هذه السلبيات في أعماله المقبلة.

«عوماس» من تأليف عثمان الشطي، وإخراج عبدالعزيز التركي، وتمثيل: ثامر الشعيبي، ومحمد الشطي، وسعاد الحسيني، ونوف جواد، وعبدالعزيز السعدون، ويعقوب حيات.