قدّمت الفنانة سمية الخشاب أغاني منفردة عدة في السنوات الأخيرة وصوّرتها على طريقة الفيديو كليب أيضاً. يرى البعض أن لجوء الممثلة المصرية إلى الغناء تزامن مع انخفاض الطلب عليها كممثلة وغيابها الطويل عن الشاشة سواء درامياً أو سينمائياً، فآخر فيلم سينمائي لها كان بطولة جماعية عام 2012 بعنوان «ساعة ونص»، أما في الدراما التلفزيونية فكان مسلسل «يا أنا يا أنتي» عام 2015 مع فيفي عبده.

الحال نفسها مع لقاء الخميسي التي قدّمت حفلة غنائية في ساقية الصاوي أخيراً، وتستعد إطلاق أول أغنية منفردة لها قريباً، وكانت شاركت في مسلسل «رأس الغول» مع محمود عبد العزيز وقبله كانت مشاركتها الأشهر في مسلسل «راجل وست ستات».

Ad

من بين الممثلات اللاتي رفعن رايات الغناء أيضاً كل من يسرا ولقاء سويدان وأميرة فتحي ومنة فضالي وغيرهن.

من جانبها، تعرب لقاء الخميسي عن سعادتها بخوض هذه التجربة التي كانت تتمنى تقديمها من فترة، فهي شاركت فرقة «وسط البلد» الغناء في بدايتها لكنها لم تستمر لانشغالها بالتمثيل، مضيفة أنها تنوي تكوين فرقة غنائية مستقلة مثل «الأندرغراوند». أما عن عودتها إلى الغناء بعد غياب فتؤكد أن الموضوع لا علاقة له بانحسار الأضواء عنها أو بأنها لم تعد مطلوبة من المخرجين، فهي شاركت الفنان الكبير محمود عبد العزيز مسلسل «رأس الغول» وقبله «ألوان الطيف» وحقق العملان نجاحاً واسعاً، موضحةً أنها رفضت أعمالاً عدة لأنها لم تجد فيها ما يناسبها، فضلاً عن أن مسلسلات عدة معروضة عليها.

أما لقاء سويدان فتؤكد أن الغناء ليس جديداً عليها لأنها خريجة الكونسرفتوار، وسبق أن قدمت أكثر من أغنية عاطفية ووطنية ودويتو، كذلك شاركت في أوبريت مع تامر حسني خلال مشوارها الفني، وحققت هذه الأغاني النجاح. وتضيف أن انشغالها بالتمثيل منعها من التركيز في الغناء وتقديم ألبومات وحفلات باستمرار، موضحةً أن الموهبة أمر ضروري لخوض تجربة الغناء لأنها ليست سهلة كما يعتقد البعض، وتؤكد أن الجمهور هو الفيصل في الحكم على نجاح الفنان في مجال الغناء، وعليه إما يستمر أو ينسحب.

رأي النقد

النـــاقد نـادر عــدلي يرى أن لجوء الفنانات إلى الغناء محاولة أخيرة منهن للعودة إلى الأضواء بعدما انحسرت عنهن ولم يعد يطلبهن أحد كما في السابق، بدليل أن أياً منهن لم تتجه إلى الغناء عندما كانت في قمة النجاح والتألق، مضيفاً أن حالة الانحسار تلك تدفع بعضهن إلى الظهور كضيفات في بعض البرامج للحديث عن هذه التجربة ثم القبول بأدوار ثانوية أو خوض تجربة تقديم البرامج. ويشير إلى أن الأسماء التي لجأت إلى الغناء ضعيفة الموهبة في الأساس، وذلك لن يشفع لها للبقاء طويلاً في التمثيل.

ويضيف عدلي: «كان لجوء الفنان إلى الغناء سابقاً دليل نجاحه واستغلالاً لاسمه ونجوميته، كما حدث مع أحمد زكي (فيلم «كابوريا») ومحمود عبدالعزيز اللذين قدما أغاني في أفلامهما وطّرحت في الأسواق حيث حققت نجاحاً كبيراً. كذلك خاض محمود الجندي التجربة نفسها، وكلهم أصحاب موهبة وتاريخ واستمروا بعد ذلك».

في السياق نفسه، ترى الناقدة ماجدة خير الله أن الفنان يجب أن تكون لديه القدرة على الغناء بشكل جيد فهي من أدواته، ولكن المهم كيف يستغلها ويوظفها كما في حالة دنيا سمير غانم التي قدمت أكثر من أغنية ناجحة وشارات أعمال إلى جانب نجاحها كممثلة. وسبقتها أيضاً يسرا التي خاضت تجربة الغناء ولم تتوقف يوماً عن أعمالها الفنية الناجحة درامياً وسينمائياً، وبالطبع نجاحها كممثلة أكبر وأهم من نجاحها في الغناء.

وتضيف خير الله أن غناء كل من لقاء الخميسي وسمية الخشاب دليل فشلهما في التمثيل وانحسار الأضواء عنهما وتجاهل المنتجين لهما في الفترة الأخيرة، إذ لم تشارك الخشاب في أي عمل درامي ولا سينمائي في السنوات الأخيرة، والحال نفسها بالنسبة إلى الخميسي التي تُعد مشاركتها في «راجل وست ستات» الأهم في تاريخها، مؤكدة «أنهما عندما كانتا مطلوبتين من المخرجين ولديهما أعمال فنية ناجحة لم تلجأ أي منهما لخوض تجربة الغناء ولم نسمع أي تصريح منهما في هذا الشأن».

بدوره يذكر الموسيقار حلمي بكر أن خوض الممثلات تجربة الغناء أمر مقبول إذا كان داخل العمل الفني ويخدم الشخصية التي يُجسدها كما فعل كثيرون أمثال هدى سلطان ومحمود عبد العزيز وأحمد زكي. أما عندما يتحول الغناء إلى أمر احترافي يكون هنا الهدف إما مادياً من خلال رنات الموبايل، أو مكسباً معنوياً عبر مزيد من الأضواء والظهور في البرامج الفضائية مدفوعة الأجر.