أنقرة تتهم الأسد بقتل 3 جنود... والقاهرة تنفي إرسال قوات
• واشنطن تتصدى لناقلات النفط الروسية
• خامس هجوم بالغاز على حلب الشرقية
في أول هجوم من نوعه، استهدف سلاح الجو السوري موقعاً توجد فيه قوات تركية شمال مدينة الباب بريف حلب، في وقت نفت مصر إرسال أي قوات لدعم الرئيس بشار الأسد.
للمرة الأولى منذ إطلاقه عملية "درع الفرات" في 24 أغسطس لطرد تنظيم "داعش" والقوات الكردية من على الحدود، اتهمت رئاسة أركان الجيش التركي نظام الرئيس السوري بشار الأسد بشن غارة جوية أمس، على منطقة الباب، أدت إلى مقتل ثلاثة من جنوده وإصابة 10 آخرين، أحدهم جروحه خطيرة.وعلى الفور، توجه رئيس الأركان خلوصي أكار بمرافقة قائد القوات البرية زكي جولاق، لمواقع قوات "درع الفرات"، للاطلاع على آخر تطورات العملية العسكرية والإشراف بنفسه على إجلاء المصابين في الغارة السورية، التي رفعت عدد قتلى الجنود الأتراك إلى 15 من المنطقة لمعالجتهم.وفي بيان منفصل، أعلنت رئاسة الأركان استهداف 14 موقعاً لتنظيم "داعش" وتدمير مقر قيادة وسبعة مواقع دفاعية في مدينة الباب وقريتي قباسين والعريمة المجاورتين، موضحة أن وحدة المهام الخاصة في "درع الفرات" سيطرت على قرى جب الدم وجب البرازي وتل بريشا لتبسط نفوذها على نحو 1820 كلم.
قوات مصرية
ومع توارد معلومات عن وجود قوات أو طيارين مصريين في سورية عقب إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي للمرة الأولى دعمه الصريح للجيش السوري، نفى المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أحمد أبوزيد "وجود أي قوات مصرية في سورية تحت أي مبررات"، في إشارة إلى تقارير عن وجود قوات مصرية تشارك في مناورات في طرطوس. أما رداً على ما نشرته جريدة "السفير" اللبنانية، أمس الأول، عن وجود 18 طياراً مصرياً في قاعدة حماة وضباط مصريين كبار في غرفة العمليات بدمشق، قال أبوزيد لـ"الجريدة": "موقف مصر واضح من الأزمة السورية، أنه لا حل إلا عبر الدبلوماسية، وأن الحوار هو السبيل الوحيد لإنهاء تلك الأزمة، مع تأكيد رفض أي خيار يهدد وحدة القطر السوري".ونفى مصدر مصري رفيع المستوى، ما نشرته "السفير"، وقال لـ"الجريدة" أمس: "هذا الكلام لا أساس له من الصحة على الإطلاق".المصدر اعتبر ما تقوم به القاهرة، التي زارها رئيس مكتب الأمن الوطني علي المملوك والتقى رئيس مخابراتها اللواء خالد فوزي، هو "العمل بشكل حثيث مع بقية الأطراف الدولية والإقليمية الأخرى لبحث كيفية التوصل إلى حل سياسي، يضمن الحفاظ على استقلال وسيادة سورية".وأضاف: "القول بإيفاد 18 طياراً مصرياً إلى سورية هراء وسخف، لن يكون له أدنى تأثير، كونه كذبا وافتراء"، مضيفاً أن "عقيدة القيادة العامة والدولة المصرية وسياستها، تقوم على عدم التدخل فى الشؤون الداخلية للدول".بدوره، رفض المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف التعليق على مشاركة عسكريين مصريين في القتال إلى جانب قوات الأسد. وقال:"لا أعرف شيئاً عن هذا، ولا أستطيع أن أقول شيئاً".الناقلات والكيماوي
وفي حين، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن اعتزام باريس تقديم مشروع قرار دولي يتهم نظام الأسد باستخدام الكيماوي ضد المعارضة، تعرقل تنفيذ الاتفاقيات السابقة، طالبت وزارة الخارجية الأميركية الدول الغربية "بعدم السماح لناقلات الوقود الروسية التي تقوم بتزويد الطيران الروسي في سورية بالمرور في مياهها الإقليمية"، موضحة أن "الناقلات تتيح لروسيا مواصلة تنفيذ ضرباتها الجوية".وخلال مؤتمر صحافي مع نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية فيتنام فان بين مين، اعتبر لافروف دعوة فرنسا لعقد لقاء للدول المؤيدة للمعارضة المعتدلة "إشارة إلى عدم الاستعجال في المفاوضات مع الحكومة التي دعا مجلس الأمن إلى استئنافها".الأمم المتحدة
ووسط أنباء عن طلب مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا بإعفائه من منصبه بسبب إصابته بـ"الإحباط" من إمكان تحقيق أي تقدم في المسار السياسي وتعرضه لضغوط مستمرة وصلت لطعن روسيا في صدقيته وحياديته، اتهم رئيس مجموعة العمل التابعة للأمم المتحدة يان إيغلاند نظام الأسد بعدم تقديم التسهيلات اللازمة لوصول الإغاثة للمناطق المحاصرة التي تتزايد مع تناقص المساعدات.وفي مؤتمر صحافي غاب عنه ديميستورا، كشف إيغلاند عن حصول فريق العمل الإنساني "على موافقة خطية من فصائل المعارضة على تأمين دخول المساعدات لحلب الشرقية والقيام بعمليات الإجلاء لأسباب طبية وينتظر الضوء الأخضر من النظام بعد تلقيه تأييداً شفهياً من روسيا". وشدد إيغلاند على ضرورة تحييد المرافق الطبية في حلب عن أي استهداف.حرق دوما
في غضون ذلك، أفادت مديرية الدفاع المدني في ريف دمشق عن استهدف الطيران النظامي، أمس الأول، الأحياء السكنية بمدينة دوما وبعض مساجدها في غوطة دمشق الشرقية بالصواريخ المحملة بمادة النابالم الحارق المحرمة دولياً، كما اتهم "جيش الإسلام" قوات النظام بقصف جبهة الريحان بغاز الكلور السام، قبل أن تبدأ عملية فاشلة لاقتحام المنطقة كبدتها خسائر في الأرواح والمعدات.وفي ريف دمشق الجنوبي، اتفقت سلطات النظام مع مسلحي خان الشيح على خروجهم بالكامل من المنطقة باتجاه مدينة إدلب على أن يتم تنفيذ الاتفاق خلال الأيام المقبلة بعد وقف العمليات العسكرية في المنطقة وتطويق الجيش لها.الروس والحزب
ومع تسجيل خامس هجوم لقوات الأسد بغاز الكلور السام في حي طريق الباب بعد الأرض الحمرا وقبلهما مساكن هنانو، شهدت مدينة حلب "أول لقاء رسمي ومباشر" بين ضباط روس وقادة من ميليشيات "حزب الله" منذ أسبوع، بصحيفة "الأخبار" اللبنانية الموالية للحزب، التي أوضحت أمس، أنه تم بطلب روسي، وسيؤدي إلى زيادة التنسيق الأمني بين الطرفين في سورية.وفي وقت سابق، نشر مركز "كارنيغي" للشرق الأوسط تقريراً في 26 فبراير الماضي بعنوان: "حزب الله يتعلم الروسية" كشف فيه تواصله مع روسيا في سورية، عبر تقارير من غرفتي عمليات على الأقل في اللاذقية ودمشق وعمليات عسكرية مشتركة من شأنها "صقل" مهاراته القتالية.النظام يدعو لمباراة ودية
وسط براميله المتفجرة والمدمرة، ألقى النظام السوري منشورات على حلب الشرقية المحاصرة، تدعو مقاتلي فصائل المعارضة إلى مباراة "ودية" لكرة القدم.كما أرسل أيضاً رسائل إلكترونية لعناصر المعارضة، تدعوهم لحضور مباراة في ملعب الحمدانية بالمدينة، وتعرض عليهم توفير مخرج آمن لهم عقب المباراة.