الاستحقاق الوطني وكويت المستقبل
غداً السبت يتوجه الناخب الكويتي إلى صناديق الاقتراع في يوم الاستحقاق الوطني، ليختار ممثليه بوضع مصلحة الكويت نصب عينيه، على أمل ألا يقال هذه بضاعتكم ردت إليكم, بعد أن سهلت وسائل التواصل الاجتماعي التعرف على المرشحين، وعلى مستواهم الفكري وبرامجهم الانتخابية.لو نظر الناخب إلى المذكرة التفسيرية للدستور الكويتي وما أعطته من صلاحيات تشريعية ورقابية لنواب الأمة بترجيح كفتهم على كفة الجهاز التنفيذي المتمثل بالحكومة من خلال تمكين نائب واحد من محاسبة الوزير المختص ومحاسبة الحكومة مجتمعة، متمثلة في شخص رئيس الوزراء، لما فرط ذلك الناخب في صوته لمن لا يستحق.مخرجات الناخب الكويتي يجب أن تحاكي خطورة المرحلة القادمة، فالأوضاع الإقليمية في غاية الخطورة، والأزمة الاقتصادية في بدايتها، ولأجل ذلك فإن الحاجة إلى نائب يمثل كل الأمة، يحمل على عاتقه آمالها، لا يميل لفئة دون أخرى، ينتصر للمظلوم ولا يعين الظالم، يجمع ولا يفرق، يحمل فكراً إصلاحياً وخطاباً معتدلاً، يضع مصلحة الكويت في المقدمة، يسعى إلى تطبيق العدالة، ولا يستجدي الصوت من خلال الفزعة القبلية أو من خلال الفزعة المذهبية والنفس الطائفي.
لقد كفل الدستور حرية التعبير وحرية الاعتقاد وضمن حق التعليم وحق التوظف وحق السكن وحق المواطن في العلاج وساوى بين الناس في الكرامات من منطلق تكافؤ الفرص في الحقوق والواجبات، ولأجل ذلك ولأجل عيشة كريمة فلتكن فزعتنا إلى الكويت بترك التصويت لمرشح تجاوز القانون أو لنائب سابقٍ ظهر الثراء عليه بعد دخوله إلى المجلس أو لنائب سابق سكت وتخاذل عن نصرة مظلوم، أو توسط لغير مستحق، فأضاع حقاً لمستحق أو لنائب سابق أغمض عينيه عن التجاوز على المال العام لأجل بضعة دنانير، أو لمرشح ليس لديه ما يقدمه سوى النفس الطائفي، وتخوين مكونات الشعب الكويتي، وأخيراً وأولاً لكل مرشح لا يضع الكويت في أول وآخر حسابه.للأسف في هذه الانتخابات ضاع المرشحون الأكفاء بسبب الانحراف في لغة الخطابة والهجوم الشخصاني وبمباركة بعض وسائل الإعلام التي ما انفكت تطبل وراء كل ناعق يبحث عن تسجيل بطولات وهمية بغية دغدغة مشاعر المواطن العاطفية كهؤلاء الذين كانوا تحت قبة عبدالله السالم نياماً وفي جيب الحكومة، واليوم يتبرون من قوانين وافقوا عليها بالأمس القريب.في النهاية، النائب يمثل الأمة ولا يمثل فئة دون أخرى، ولأجل الكويت علينا حسن الاختيار ونكران الذات، فالإصلاح يبدأ من الناخب ويرجع إليه إن أردنا مجلساً قوياً ملتزماً يؤمن بفصل السلطات لا يفرط في حقوق المواطن، فالطريق سالك وسهل، إلا إذا أردنا أن نجعله صعباً على أنفسنا.آخر دعونا: اللهم أرشدنا إلى خير الفلاح، وإلى خير خلقك.ودمتم سالمين.