نلوم حكوماتنا والعيب فينا... وفيها
![عبداللطيف المناوي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1459078147207955600/1459078157000/1280x960.jpg)
هذه الثقافة هي التي تنتج لنا أياما بلا خطط, وأحداثا نجد أنفسنا دائما في الموقف المتفاجئ بها, لنكون في معظم الأحيان في موقف رد الفعل وليس موقف الفاعل, في موقف من تقوده الأحداث, لا موقف من يسيطر عليها ويدفعها لمصلحته أو يقلل من آثارها السلبية, إن كان لها أثار سلبية.ليس ما فات فقط هو كل الصورة, ولكن الجانب الآخر منها هو التالي لتعاملنا مع موقف أو أزمة, نحن نتفاعل مع الأزمة أو الموقف لحظة مواجهتنا له, نتحمس أحيانا, نتصرف بشكل صحيح أحيانا نتغلب على الموقف أو نتجاوز الحدث, ننجح أحيانا ونفشل أحيانا, ولكن الأكيد أن كثيرا منا لا يعرف ما هي الخطوة التالية, أو ماذا بعد, ليس هذا فقط, بل إن بعضنا يمكن أن يقرر أن يخرج من بيته ثم يقرر فيما بعد ماذا سيفعل, نفتقد هنا ما يمكن أن نطلق عليه ثقافة اليوم التالي, أو ثقافة "وماذا بعد؟"، وهذه مرتبطة بالمسألة الأولى المرتبطة بالتخطيط المسبق لأيامنا ومواقفنا, أو هي الوجه الآخر لها، تواجهنا الأزمة, أو المشكلة أو الكارثة أو الموقف ونتخذ رد فعل سريعاً قد يكون موفقا, أو غير موفق دون أن نقرر وماذا بعد, أو ماذا سنفعل الخطوة التالية, أو ماذا سيكون رد فعلنا لو أننا فشلنا هنا أو نجحنا.لست هنا في مجال جلد للذات أو نقد من أجل النقد, ولكن فقط أردت أن أضع صورة لنا في جزء من شخصيتنا, وثقافتنا وسلوكنا الخاص في مواجهة أنفسنا, أردت أن أرسم هذه الصورة لنتوقف أمامها لحظة لعلنا نعترف ونقول, هذا صحيح, وأتمنى أن يكون السؤال التالي وما العمل؟ كيف يمكن تخطي ذلك وتصحيحه؟كما أضم صوتي إلى كل المنتقدين بالأعلى, فإنني أتمنى البحث في الأسباب التي تؤدي إلى أن يكون هذا القدر من اللا تخطيط أحد مكونات شخصيتنا, هذه مهمة أظن أنه يصح أن نطلق عليها قومية أو وطنية أو أي تعبير يحمل هذه المعاني, البحث في أسباب غياب وجود حياة مخططة لنا نحن أفراد المجتمع, علاج هذا الخلل سوف يؤدي بالضرورة إلى علاج الخلل الأعلى في السلطة التي تدير هذا المجتمع, لأنها من أفراد هذا المجتمع وليست غريبة عنه, البحث في أسلوب التعليم والتربية والتكوين والتنشئة والإدارة والعلاقات الأسرية, البحث في كل هذا يمكن أن يقودنا إلى اكتشاف الأسباب والبدء في حلها, حتى ولو كانت نتائج وحصاد هذا الحل سوف تجنيه أجيال مقبلة.