زبدة الهرج

نشر في 25-11-2016
آخر تحديث 25-11-2016 | 00:09
 حمد الهزاع يا أخي أمر غريب كلما أردت كتابة هذا المقال دخلت في متاهات من الأفكار وزحمة مواضيع تشرق بي وتغرب، وأحياناً تأخذني لأسبح معها في فضاء الخيال الواسع، وفي أحيان أخرى يوسوس لي شيطان الكتابة بأن أوجه سهام الانتقاد إلى جهة ما، والشيطان شاطر يا كابتن، وفي هذه الأيام غلطة الشاطر بعشر.

لم يقطع حبل هذه الأفكار إلا اتصال من ابنتي الصغيرة، تطلب مني أن اذهب إلى المكتبة لأشتري لها وسيلة لمعلمة اللغة العربية، وعلى ذكر الوسيلة، أقدم اقتراحاً وفكرة مجانية لوزارة التربية، بأن تجمع وسائل المدارس العامة والخاصة في نهاية كل عام دراسي وتبيعها لمصانع الورق، على الأقل لتستفيد ويعتبر ذلك مصدر دخل آخر، ومنه تدفع بدل سكن المعلمين الوافدين، وأهم شيء ألا يدري بذلك معلمو المدارس الخاصة، اللهم هل بلغت، اللهم فاشهد.

المهم، وفي أثناء معمعة هذه الأفكار وتلاطمها في رأسي، فجأة! دخل علي أبومتعب "كنه تاجر شنطة تطرد وراه البلدية"، وهو يقول: أشهد أن الصوت الواحد إحراج!

- عسى ما شر يا ولد، عساك ما حلفت بالطلاق أنك تعطي صوتك لأربعة مرشحين.

قال: لا

- أشوا، العلم؟

قال: الوالد يبيني أصوت لفلان، وأمي عشمت رفيقتها بأن صوتي لولدها، وولد عمي يتعالج في لندن يتصل بي يطلب مني أن أصوت للمرشح الفلاني لأنه تدخل لعلاجه في الخارج.

- يا بو متعب أنت وش رايك؟

قال: أنا حايس

- لا "تحتاس"، بع صوتك وسافر إلى أذربيجان، ترى يمدحونها ورخيصة!

قال: حرام!

- وعندما يطالبك أهلك بأن تصوت لربعهم يعني حلال؟

حكّ أبومتعب لحيته والتفت إليّ، وقال: انت وش رأيك؟

- أنا وش رأيي؟! يا عم الحاج اللي حاصل الحين أننا عَوّدْنا على طير ياللي...

يا جماعة الخير، تخيلوا الكويت رجلاً "يمون" عليكم، وأنه أقرب إليكم من سائر الناس، ويطلب منكم و"ينخاكم" أن تصوتوا له فقط لا غير، اتركوا المجاملات وحكموا ضمائركم، إلى متى سنظل نلهث وراء مصالحنا الضيقة ونترك المصلحة الكبرى للكويت؟ ألا يستحق منا هذا الوطن العظيم أن نضحي من أجله، دعونا نطوِ صفحة الماضي ونبدأ حياة برلمانية تشريعية حقيقية، انفضوا هذه الشوائب عن عقولكم واختاروا الأمين، لأنها أمانة، ويوم القيامة ستكون خزياً وندامة.

ثم أما بعد،،،

الكويت أولاً وثانياً وثالثاً ورابعاً وخامساً وسادساً وسابعاً وثامناً وتاسعاً وعاشراً.

back to top