بعد استكمال التحالف الدولي بقيادة واشنطن، أمس، تدمير الجسور الخمسة على نهر دجلة التي تربط ساحلي مدينة الموصل شمال العراق، وغداة إعلان مصادر رسمية استكمال عزل المدينة من الجهات الاربع، ومحاصرة «داعش» في مركز المدينة، يبدو أن التنظيم الإرهابي أراد إيصال رسالة قوية للحكومة العراقية أنه لا يزال قادرا على إلحاق الأضرار وتنفيذ ضربات نوعية مؤلمة.

في هذا الإطار، تبنى «داعش» أمس انفجار سيارة مفخخة داخل محطة للوقود في قرية الشوملي (120 كلم جنوب شرق بغداد)، حيث كانت توجد حافلات تنقل زوارا شيعة عائدين من إحياء ذكرى أربعين الإمام الحسين، الأمر الذي أدى الى مقتل 80 شخصاً على الأقل.

Ad

وقال ضابط برتبة مقدم لوكالة فرانس برس: «سبع باصات على الأقل كانت داخل المحطة لحظة وقوع الانفجار». وأشار بيان لقيادة العمليات المشتركة العراقية إلى أن مواطنين إيرانيين هم من بين الضحايا.

ووقع الانفجار في قرية الشوملي التي تقع على بعد 120 كيلومترا جنوب شرق العاصمة بغداد، ونحو 80 كيلومترا إلى جنوب شرق كربلاء.

الموصل

إلى ذلك، ضيقت القوات العراقية الخناق على تنظيم «داعش» داخل الموصل، ما ينذر بمعارك شرسة غداة قطع آخر خطوط إمداد الجهاديين ووسط مخاوف حيال مصير المدنيين الذين ما زالوا محاصرين داخل المدينة.

وحققت قوات مكافحة الإرهاب تقدما جديدا في الأحياء الشرقية داخل الموصل، بحثا عن زخم جديد بعدما واجهت مقاومة شرسة غير متوقعة من الجهاديين هددت بتعثر العملية العسكرية المستمرة منذ خمسة أسابيع.

وقال القيادي في قوات مكافحة الإرهاب العميد الركن معن السعدي على خط الجبهة في الموصل إن قواته تقاتل في حي شقق الخضراء. وأضاف أن الجهاديين «لا يستطيعون الهروب. لديهم خياران، الاستسلام أو الموت».

وتمكنت القوات العراقية على مدار الأيام الماضية، من قطع خط الإمداد الرئيسي الممتد من الموصل غربا باتجاه سورية، حيث معقل تنظيم «داعش» في مدينة الرقة.

وتحدثت مصادر أن هناك ممرات ترابية جنوب الموصل تصلها بمحافظة الأنبار لم يتم قطعها، وأن «داعش» قد يستقدم تعزيزات من هناك.

العبادي وتلعفر

في غضون ذلك، جدد القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تأكيده أن قوات الحشد الشعبي الشيعية، لن تدخل مركز مدينة تلعفر التركمانية غرب مدينة الموصل.

وقال العبادي، في مؤتمر صحافي عقده في بغداد أمس، إن قوات الجيش والشرطة هي التي ستدخل المدينة القريبة من الحدود مع سورية، وذلك وسط انتقادات وجهتها «الجبهة التركمانية» لإشراك الحشد في العمليات. وفي وقت لاحق زار العبادي الخطوط الأمامية لقواطع عمليات «قادمون يا نينوى».

على صعيد آخر، لفت العبادي إلى أنه «يؤيد تشريع قانون الحشد الشعبي وإجراء الانتخابات وفق مواعيدها المحددة، وأن قرار دمج الانتخابات النيابية والمحلية ليس حكوميا»، في إشارة إلى قرار الرئاسات العراقية الثلاث بدمج الانتخابات المحلية المقررة في أبريل المقبل، لتجرى بالتزامن مع انتخابات البرلمان في 2018.

«الحرس الثوري»

إلى ذلك، قال قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد علي جعفري، إن قوات الحشد الشعبي قد يتم إرسالها إلى سورية عقب تحرير الموصل من تنظيم «داعش»، وأنه لا حاجة لدعم عسكري إيراني لها.

وقال جعفري «إن العالم الإسلامي بحاجة إلى دعم ومساعدة بعضه البعض في الوقت الراهن، وقد يتم إرسال الحشد الشعبي إلى سورية في هذا الإطار».

ونفى ما يُقال عن تدخل إيران في عملية الموصل، قائلاً «لا يوجد لدينا أي وجود عسكري في الموصل»، مبيناً أنه قد يكون هناك عدد محدود من المستشارين الإيرانيين في المنطقة.

في غضون ذلك، طالب محافظ صلاح الدين أحمد الجبوري أمس، قوات الحشد الشعبي والجهات الأمنية العراقية الأخرى بإخلاء مصفى بيجي في المحافظة والتمركز في محيطه الخارجي للشروع بإعادة إعماره وتشغيله.

وقال الجبوري إن كل يوم يمر دون المباشرة بإعمار مصافي بيجي والشمال، هو خسارة للعراق ولمحافظة صلاح الدين.

وتحدثت مصادر في المحافظة عن مخطط لإفراغ صلاح الدين من المشاريع المنتجة، وذلك وسط حديث عن تغيير ديمغرافي في أول منطقة تسكنها غالبية سنية تتحرر بالكامل من «داعش» بعد 2014.

المالكي والتسوية

في غضون ذلك، وصف المجلس الأعلى الإسلامي العراقي أمس الأول «التسوية السياسية» التي طرحها «التحالف الوطني» الذي يضم الأحزاب الشيعية الأساسية كافة أخيراً بأنها «صيغة إنقاذية» للبلاد، مشدداً على أن رئيس الحكومة السابق، زعيم ائتلاف «دولة القانون» نوري المالكي «كان من أول المصوتين عليها ولم يعترض على أي من مبادئها».

بارزاني

في غضون ذلك، دعا رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني الى حوار بين الإقليم والأحزاب الكردية من جهة وإيران من الجهة الاخرى.

وعن المتمردين الأكراد الإيرانيين، قال بارزاني: «يوجد الحزب الديمقراطي الكردستاني فرع إيران (حدكا) هنا في الإقليم، ولكن لديهم قوات ايضاً داخل إيران».

وأضاف بارزاني: «نحن غير مسؤولين عن السياسية التي تتبعها الأحزاب الأخرى، لهذا من الضروري ان تتفاوض إيران مع الاطراف الاخرى، للوصول الى حل لهذه المشاكل وإحلال السلام».

وشهدت منطقة شنو الحدودية بين الاقليم وإيران معارك واشتباكات بين مقاتلين في الحزب «الديمقراطي الكردستاني - إيران» (حدكا) وقوات الحرس الثوري الإيراني.