قام الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أمس الأول بتسمية ثاني امرأة في إدارته.

وبعد ساعات من ترشيحه نيكي هالي حاكمة ولاية كارولاينا الجنوبية، وهي شابة من أصول هندية لمنصب سفيرة في الأمم المتحدة، قرر ترامب تسمية المليونيرة بتسي ديفوس وزيرة للتربية، وذلك بعد أن اتهم بعنصريته تجاه النساء أثناء حملته الانتخابية.

Ad

وحول تعيين ديفوس، قال ترامب: "تحت إدارتها سنعمل على إصلاح النظام المدرسي الأميركي وإلغاء البيروقراطية التي تشل أطفالنا لكي نكون قادرين على تقديم تعليم على مستوى عالمي إلى كل العائلات".

بدورها، غردت ديفوس وهي أم لأربعة أطفال وجدة لخمسة أحفاد، ولديها خبرة بملف التعليم تمتد إلى 28 عاما قائلة: "أتشرف بالعمل مع الرئيس المنتخب لتحقيق رؤيته الخاصة بجعل التعليم الأميركي عظيما مرة أخرى".

وتبلغ ديفوس الـ58 من العمر، وتنشط في الأعمال، وصاحبة مليارات، وتساهم كثيرا في الأعمال الخيرية، وتدافع ديفوس التي شغلت منصب الرئيسة السابقة للحزب الجمهوري في ولاية ميشيغان، عن فكرة اختيار المدرسة، وهي سياسة تهدف إلى إتاحة الفرصة للآباء لاختيار مدارس لأولادهم خارج منظومة المدارس المجانية التي تديرها السلطات المحلية.

كما تؤيد مبادرة المعايير الحكومية للأساس المشترك، والتي تتيح للأهالي تحديد ما يدرسه أولادهم في المدارس من لغة إنكليزية ورياضيات.

وفي وقت سابق، سمى ترامب هالي في منصب سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، وهو يعد منصبا مهما على مستوى السياسة الخارجية للبلاد.

وقالت هالي، وهي واحدة من رموز المؤسسة الجمهورية: "أنا لا أدعي أنني كنت من أوائل داعمي الرئيس المنتخب، إلا أنني انتخبته وكنت سعيدة جدا بنجاحه".

وساندت هالي التي تنتمي الى عائلة من طائفة السيخ منافسه الجمهوري ماركو روبيو خلال الانتخابات التمهيدية داخل الحزب الجمهوري.

ولا خبرة لهالي، وهي أصغر حاكمة سنا في البلاد، في الشؤون الدولية، ولابد أن يوافق مجلس الشيوخ على تعيينها في منصبها الجديد.

رسالة عيد الشكر

الى ذلك، دعا ترامب الأميركيين، أمس الأول، إلى التكاتف والتلاحم، وذلك بعد موسم انتخابي أثار الانقسام. وقال في رسالة مصورة بمناسبة عيد الشكر: "أصلي في عيد الشكر هذا من أجل أن نبدأ في معالجة انقساماتنا، والمضي قدما نحو بلد واحد يعززه الهدف المشترك وبعزم مشترك جدا".

وأقر ترامب بالعواصف والتوترات بين أنصار منافسته السابقة هيلاري كلينتون الذين صدموا جراء فوزه في الانتخابات، بخلاف توقعات استطلاعات الرأي.

ودعا ترامب المواطنين الأميركيين إلى "التكاتف وإلى تغيير حقيقي في واشنطن وتحسين المدن الأميركية وتعزيز الاقتصاد".

في شأن آخر، لم يتلق ترامب سوى اثنين من التقارير اليومية السرية التي ترفع للرئيس منذ فوزه في الانتخابات في وقت سابق من هذا الشهر.

وتثير المشاركة المحدودة للجمهوري العمل مع فريقه للمحللين في الاستخبارات، تساؤلات لدى المسؤولين حول التزام قطب العقارات بالأمن القومي أو الشؤون الدولية، التي لا يملك فيها خبرة كبيرة.

وسعى فريق ترامب الانتقالي الى تهدئة هذه المخاوف، مؤكدا أن الرئيس المنتخب مشغول بتعيين أعضاء في إدارته.

وعلى عكس ترامب، فإن نائبه مايك بنس يتلقى تقارير استخباراتية بشكل يومي تقريبا منذ انتخاب الرئيس في 8 من نوفمبر الماضي.

وبعد أيام من فوزه المفاجئ، تلقى ترامب تقريرا أمنيا والتقى مرة أخرى مع محللين كبار في الاستخبارات، قبل أن يتوجه الى فلوريدا لقضاء عطلة عيد الشكر الأميركي.

ووفق الصحيفة، فإن ترامب رفض فرصا أخرى للقاء مسؤولين في الاستخبارات.

وتلقى أسلاف ترامب الثلاثة السابقين تقارير أمنية سرية بانتظام وفي كثير من الأحيان يوميا. وكان ترامب أكد قبيل تلقيه أول تقرير سري، وهو امتياز ممنوح لمرشحي الرئاسة من الحزبين الرئيسيين، أنه لا يثق كثيرا بالخبراء الذين سيلتقيهم.

إعادة الفرز

الى ذلك، طالبت مرشحة الرئاسة الأميركية عن حزب الخضر جيل ستين، أمس الأول، بإعادة فرز الأصوات في ثلاث ولايات أميركية، وسط مخاوف تتعلق بانتخاب الرئيس المنتخب دونالد ترامب.

وقالت ستين: "بعد سباق انتخابي أثار الانقسام والألم، قام فيه عملاء أجانب باختراق قواعد بيانات الحزب وخوادم بريد إلكتروني خاصة وقواعد بيانات الناخبين في ولايات معينة، يتشكك العديد من الأميركيين في مدى مصداقية نتائج انتخاباتنا". وأضافت: "هذا سبب يدل على أن النتائج غير المتوقعة للانتخابات وما يتردد عن حدوث أمور غريبة، بحاجة إلى تحقيق قبل اعتماد انتخابات الرئاسة لعام 2016، نحن نستحق انتخابات نثق بها".

كانت مجلة "نيويورك ماغازين" قد ذكرت في وقت سابق أن مجموعة من علماء الكمبيوتر ومحامي الانتخابات يطالبون بإعادة الفرز في ثلاث ولايات فاز فيها ترامب، مما يشير إلى مخاوف بإمكان حدوث تلاعب وقرصنة. ولم تتضح التفاصيل حول ما استندت إليه تلك المجموعة في مخاوفها.

شركة أسمنت مكسيكية تعرض خدماتها لبناء «الجدار»

عرضت شركة "جي سي سي" المكسيكة، أكبر مصنع للأسمنت في البلاد، خدماتها على الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لبناء الجدار الذي تعهد بإقامته على الحدود الجنوبية مع المكسيك.

وقال مدير الشركة إنريكي اسكالانتي: "لا يمكننا أن نكون انتقائيين، ونحن مصنع مهم في المنطقة، وعلينا احترام عملائنا على جانبي الحدود".

وأضاف: "من منظور أعمالنا، نعتبر أن ترامب زبون محتمل يفيد الصناعة نوعاً ما".

وتعتبر الشركة من أكبر مصنعي الأسمنت وتشكل مبيعاتها في السوق الأميركي حوالي 70 في المئة وتمتلك 3 مصانع هناك أيضاً.

ووعد ترامب أثناء الحملة الانتخابية ببناء جدار يبلغ طوله 3200 كم لكبح حركة المهاجرين غير الشرعيين القادمين من المكسيك، الذين وصفهم بالمغتصبين ومهربي المخدرات. لكنه قال لاحقاً إن أجزاء من الجدار ممكن أن تكون مجرد سياج عادي.

استطلاع على الهاتف يثير قلق المسلمين

استشرت حالة من القلق بين مسلمي الولايات المتحدة من احتمال خضوعهم للمراقبة، بعدما تلقوا هذا الأسبوع اتصالات آلية تطلب منهم الضغط على رقم واحد إن كانوا مسلمين وعلى رقم اثنين إن كانوا غير ذلك.

وتملك القلق كثيرين من أن يكون الرئيس المنتخب دونالد ترامب بدأ العمل على تحقيق وعده الانتخابي بتسجيل كل المسلمين في الولايات المتحدة، أو من أن يكون بعض المواطنين يمهدون لعملية التسجيل.

والمكالمات في الواقع جزء من مسح تجريه منظمة "إيميرج يو. إس. إيه" التي لا تسعى للربح، بهدف تمكين الأميركيين المسلمين.

وقالت مديرة ملف فرجينيا بالمنظمة سارة كوكران، أمس الأول، إن "إيميرج يو. إس. إيه" بدأت عملية حسابية بغرض استطلاع آراء المسلمين بشأن وجهات نظرهم وتجاربهم بعد انتخابات الثامن من نوفمبر.

وأضافت أنها لابد أن تطمئن بعض متلقي هذه المكالمات إلى أن منظمتها تجري استطلاعا، وأنه ما من جماعة مناهضة للمسلمين تتخفى وراء اسم المنظمة.

وقالت كوكران: "تأثر عملنا كله. لا يمكننا الاتصال بالناس كي يشاركوا لأنهم خائفون".

ويشعر المسلمون بالولايات المتحدة بالقلق منذ فوز ترامب المفاجئ في الانتخابات، كما أثارت تعيينات ترامب في إدارته الجديدة القلق أيضا، خصوصا تعيينه مايكل فلين في منصب مستشار الأمن القومي. وكان فلين وصف "التيار الإسلامي" بأنه "سرطان خبيث داخل جسد 1.7 مليار شخص على هذا الكوكب ويتعين استئصاله". كما وصف الإسلام بأنه أيديولوجيا سياسية على شكل دين.