خيانة مشروعة
![عبدالرحيم ثابت المازني](https://www.aljarida.com/uploads/authors/523_1702573323.jpg)
هؤلاء لا يدركون أن بإمكاننا امتلاك الإرادة والقرار إذا حدثت مصالح مشتركة ومركبة على ساحة مجتمعنا العربي من خلال مصالحة سياسية بين تلك الأنظمة وشعوبها، عبر فتح قنوات لمشاركة الشعوب في تقرير مصيرها، مع إيجاد مصالحة بين الأنظمة العربية لتكوين كيان عربي واحد، هنا سنمتلك القوة والقرار، ونسعى جادين نحو إصلاحات داخلية مع تنمية اقتصادية اشتراكية بمشاركة الشعوب، وليس بنظام الإنابة، مع الحفاظ على الهوية والثقافة العربية واحتضان الشباب، ومشاركة الذي أصبح يعاني ضعف الانتماء، فظهرت الفوضى وسوء الأخلاق وانتشر العنف والاغتصاب والقتل والسرقة... إلخ من سلوكيات أصبحت منتشرة في الوطن العربي.وقد أصبح الفقر مارداً يدمر الطبقة المتوسطة لا الفقيرة فقط، حيث بلغ خط الفقر يمثل من ٣٠ إلى ٥٠ في المئة من الشعوب العربية، وضاعت الطبقة المتوسطة التي هي العمود الفقري في أي مجتمع ما أصاب المجتمعات بالوهن والهزال، وأثر على البحث العلمي والتنمية في الوطن العربي، فأصبحنا غير قادرين على إنتاج المعرفة معتمدين على غيرنا، وضاع مفهوم العدالة الاجتماعية أو اختفى من أجندة معظم أنظمة الدول العربية، لذلك كانت النتائج الطبيعية تفكك روابط الأوطان وتراجع المواطنة وهروب المواطنين نحو مراكب الموت بالهجرة غير الشرعية، وفضلوا احتمال الموت غرقاً على الحياة في الوطن، وهم يخضعون للموت البطيء المذل.في ظل ما يحدث على الساحة الدولية لابد للدول العربية من صحوة للمواجهة، عبر إصلاح المجتمع من خلال المصالحة بين الأنظمة السياسية والمجتمع، وبعد ذلك يمكن للمجتمع العربي أن يشكل تكتلاً إقليمياً مع إيران وتركيا، وهذا يحتاج إلى جهود كبيرة، ومع باكستان، أو يشكل تكتلاً إفريقيا، لكن هذا لن يحدث إلا إذا أدركنا حقيقة العالم من حولنا وموقعنا فيه من الإعراب وإلا فسنظل في حالة الفشل والخوف والإذلال والخيانة المبررة من بعض أنظمتنا لحالة العشق الحرام لأميركا.# إسرائيل تحترق... العالم سيقف بجوارها، وربما طائرات عربية وتركية ستشارك في عملية إخماد الحرائق!... لكم التعليق!