تعيش الكويت اليوم لحظات مهمة وحاسمة مع اقتراب العملية الانتخابية من نهايتها، ويمكننا القول إن اليوم هو يوم الناخبين بامتياز، حيث انتهى دور المرشحين، بعد أن عرضوا ما لديهم من برامج وخطط ورؤى على مدار الأيام الماضية، وبقي أن يخرج أبناء هذا الوطن الذين يحق لهم التصويت لاختيار من يرونه مناسباً لقيادة دفة البرلمان وسن التشريعات والقوانين التي تخدم المواطنين وتحافظ على البلاد في هذه المرحلة الدقيقة والحرجة التي تمر فيها المنطقة بأحداث وتطورات خطيرة تهدد بقاء الدول والشعوب، وهذا ما أكد عليه مرسوم حل المجلس السابق.

وإذا كانت أصواتنا أمانة فإنه ينبغي علينا أن نمنحها للمرشح الذي يستحقها، والذي يملك رؤية وخطة لخدمة وطنه وشعبه، والذي يضع مصلحة الكويت فوق كل اعتبار، ويسعى إلى تحقيق العدل وإصلاح ما أفسده القبيضة، وأصحاب الذمم التي تشترى بالمال، وعلى الذين يجاملون ويبيعون ضمائرهم استجابة لإغراءات مالية أو لوعود بمكاسب شخصية أو تلبية لنداء القبائل والعائلات أن يدركوا أن الوطن لا يحتمل ذلك، وأن اختياراتهم السيئة ستعرقل خطط التنمية وتجعل الكويت قابعة في ذيل الدول الخليجية الأخرى التي حققت طفرات كبيرة.

Ad

والناخبون الذين سيتوجهون اليوم إلى صناديق الاقتراع يجب أن يكونوا قد حددوا هوية مرشحيهم واطلعوا على سيرهم الذاتية وبرامجهم الانتخابية، حتى لا يقعوا فريسة سهلة للدعايا الكاذبة التى يستخدمها بعض المرشحين أمام اللجان لكسب الود من أجل الوصول إلى الكرسي، كذلك عليهم أن يتذكروا وهم يدلون بأصواتهم حجم الفساد المتفشي في مجتمعنا، والأموال العامة التي تهدر في الوزارات والمؤسسات بدون حسيب أو رقيب وارتفاع الأسعار المتزايد لكل الاحتياجات اليومية وتحميل المواطنين البسطاء فاتورة الإصلاح الاقتصادي، وعلى الناخبين أيضاً أن يدققوا في الاختيار ولا يلدغوا من جحر واحد مرتين، فإذا كان المرشح السابق لم ينفذ وعوده التي الزم نفسه بها فعلينا اختيار آخر مشهود له بالصدق والوفاء واحترام الناخبين في كل الأوقات لا أثناء الانتخابات فقط.

والناخبون مطالبون أيضاً بالابتعاد عن المرشح الذي يطلق وعوداً كثيرة، ويدعي أنه قادر على فعل المستحيل لأنه يكذب من البداية، فعضو البرلمان ليس فى سلطاته إلا مراقبة الحكومة وسن التشريعات، وليس من سلطاته تنفيذ مشروعات أو رفع مرتبات أو تعيين الشباب إلا بالطرق الملتوية وابتزاز المسؤولين، كذلك يجب أن يبتعد الناخبون عن القيل والقال ونشر الشائعات وإيقاع العداوة وإشعال الفتن بين المرشحين عن طريق الكذب والغيبة والنميمة، ويجب أن يكون المعيار في اختيار المرشح أنه يبحث عن مصلحة الوطن ولديه ما يقدمه لخدمته.

وفي الختام نجدد التأكيد على ضرورة تحمل المسؤولية في هذا اليوم المهم في تاريخ الوطن، وأن نمنح صوتنا لمن يستحق ونصون الأمانة التي قال عنها النبي، صلى الله عليه وسلم: «إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة»، ونأمل أن تسير العملية الانتخابية بشكل متميز وتخرج بأبهى حلة، لأن هذا من شأنه أن يعزز مكانة وسمعة الكويت في مجال الديمقراطية في المنطقة العربية والعالم، وعلى الناخبين والمرشحين التعاون مع الجهات المعنية لحفظ النظام والابتعاد عن كل ما من شأنه إفساد عرس الكويت.