قوات الأسد تتجه إلى شطر «حلب الشرقية» نصفين

• مقتل أول جندي أميركي بعبوة ناسفة في شمال سورية
• موسكو تتنصل من لقاءات نجل ترامب

نشر في 26-11-2016
آخر تحديث 26-11-2016 | 00:05
مقاتلون موالون للنظام يوجهون مدفعاً روسياً نحو منطقة الباب في محافظة حلب أمس (أ ف ب)
مقاتلون موالون للنظام يوجهون مدفعاً روسياً نحو منطقة الباب في محافظة حلب أمس (أ ف ب)
وسط تعاظم المخاوف من تقسيم حلب الشرقية إلى شطرين وحدوث مجاعة وشيكة، سجل جيش الرئيس السوري بشار الأسد تقدماً إضافياً أمس في القسم المحاصر، وذلك غداة مقتل أول جندي أميركي في الميدان السوري.
مع دخول هجومها الجوي والبري الشرس يومه العاشر، حققت قوات الرئيس السوري بشار الأسد تقدماً سريعاً أمس، بسيطرتها على 60 في المئة من حي مساكن هنانو، الأكبر في حلب الشرقية.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإنه في حال استطاعت قوات الأسد انتزاعه بالكامل فستتمكن من كشف حي الصاخور أمامه، وبالتالي شق المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة إلى قسمين عبر عزل الشمال عن الجنوب.

وفي ظل تواصل المعارك وعمليات القصف على المنطقة، التي يعاني فيها أكثر من 250 ألفاً حصاراً يفرضه النظام منذ يوليو، حذر قائد قطاع حلب في «الجبهة الشامية» أبو عبدالرحمن نور من «كارثة» في حال تمكنت قوات النظام من تقسيم حلب الشرقية إلى شطرين في هجوم بري وجوي ضار أودى بحياة الكثير من المدنيين المحاصرين، داعياً إلى مزيد من المساعدة من دول مثل فرنسا وتركيا وغيرهما.

وأوضح نور أن تقسيم حلب الشرقية سيعرض فصائل المعارضة لهجمات على جبهات جديدة، وقد يسرع م نصراً كبيراً للأسد في أهم معقل حضري لخصومه، مؤكداً أن «النظام يستخدم قصفاً ممنهجاً وكثيفاً جداً على الخطوط الأمامية في المناطق التي يحاول التقدم فيها وخصوصاً المنطقة الشمالية الشرقية، وهذا الشيء يهدد المنطقة الشرقية بالكامل».

ورداً على سؤال بشأن استراتيجية الحكومة، قال مصدر عسكري سوري: «الجيش عنده عدة خطط باتجاه الأحياء الشرقية. هذا الموضوع سيحسم عاجلاً».

براميل وغاز

وأدى قصف النظام الجوي والمدفعي وبالبراميل المتفجرة، خصوصاً على حي باب النيرب، إلى مقتل 32 مدنياً بينهم خمسة أطفال في حصيلة هي الأعلى منذ استئناف النظام هجومه في 15 نوفمبر، بحسب المرصد، الذي وثق منذ ذاك التاريخ مقتل 188 مدنياً بينهم 27 طفلاً في حلب الشقية و 18 غرب حلب و122 مقاتلاً معارضاً.

وأفاد المرصد أيضاً بإصابة أكثر من عشرة أشخاص بجروح بينهم أطفال بحالات اختناق جراء قصف بالبراميل المتفجرة على أرض الحمرا والجزماتي، ناقلاً عن مصادر طبية أن هناك «استخداماً لغاز الكلور في القصف».

مجاعة وشيكة

في هذه الأثناء، قال مدير منظمة الدفاع المدني المعروفة باسم «الخوذ البيضاء» رائد الصالح، أمس الأول إن سكان الشطر الشرقي المحاصر أمامهم أقل من عشرة أيام لتلقي مساعدات إغاثة أو مواجهة المجاعة والموت بسبب نقص الإمدادات الطبية.

وأضاف الصالح، الموجود في ستوكهولم لتسلم جائزة (رايت لايفليهود) المعروفة باسم «جائزة نوبل البديلة» التي تمنحها السويد، إن الأطباء وموظفي الإغاثة في حلب يستخدمون فقط ما بقي من المعدات بعد عمليات القصف لفعل كل ما بوسعهم، مؤكداً أن «الخوذ البيضاء خسرت 50 في المئة من معداتها في الشهرين الماضيين».

وفي وقت سابق، أكد مستشار الأمم المتحدة للشؤون الانسانية يان إيغلاند، أن مقاتلي المعارضة وافقوا على خطة إيصال المساعدات وإجلاء المصابين لكن المنظمة الدولية تنتظر الضوء الأخضر من روسيا والحكومة السورية.

«غضب الفرات»

وإلى جانب جبهة حلب، اشتدت المعارك في محافظة الرقة على بعد 160 كلم شرقاً الخاضعة بمعظمها لسيطرة تنظيم «داعش» منذ إطلاق قوات سورية الديمقراطية (قسد) في الخامس من نوفمبر حملة «غضب الفرات» لطرده منها بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، الذي أعلن أمس الأول وفاة أول جندي أميركي متأثراً بجروح أصيب بها في انفجار عبوة ناسفة يدوية الصنع في المنطقة التي ينتشر فيها عدد من أفراد القيادة المركزية (سنتكوم) الخاصة.

«درع الفرات»

وفي إطار عملية «درع الفرات»، أعلن الجيش التركي أمس، مقتل أحد جنوده وإصابة 5 آخرين بجروح، بالإضافة إلى أربعة من مقاتلي الجيش الحر وإصابة 25 خلال اشتباكات مع «داعش» في محيط مدينة الباب، تخللتها غارات جوية على سبعة أهداف تابعة للتنظيم.

ويأتي مقتل الجندي التركي غداة مقتل أربعة من زملائه في غارة جوية اتهمت أنقرة نظام الأسد بتنفيذها وتوعدت بالرد عليها، ليصل إلى 17 عدد الجنود الذين خسرتهم تركيا منذ بدء «درع الفرات».

ديميستورا وأوباما

في غضون ذلك، أكد مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا، الذي نفى مكتبة صحة طلبه الاستقالة من منصبه، أن «الرئيس الأميركي باراك أوباما سيواصل العمل حتى آخر يوم له لإنهاء الحرب في سورية، وإن روسيا لا تريد تحميلها مسؤولية تدمير شرق مدينة حلب، لكنها لا تمنع القوات السورية من استهداف المستشفيات وأهداف أخرى في المدينة».

وقال ديميستورا، لصحيفة «زودوتشه تسايتونغ» الألمانية، «لن أحط أبداً من شأن رئيس أميركي منتهية ولايته وأصفه بالبطة العرجاء»، مضيفاً: «الرئيس أوباما ووزير الخارجية جون كيري متحمسان للغاية لإنهاء أسوأ مأساة إنسانية في هذا القرن اندلعت خلال وجودهما في المنصب. يتعلق الأمر بإرثهما».

بوتين وترامب

وفي موسكو، نفى المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف «أي دور لموسكو في تنظيم لقاء في باريس بحضور نجل الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب الابن لبحث مستقبل علاقات واشنطن مع موسكو ودمشق»، مؤكداً أن «الرئيس فلاديمير بوتين كان يطرح منذ البداية فكرة التعاون الروسي الأميركي من أجل تسوية الأزمة بالوسائل السياسية»، معبراً عن أسفه لـ»عدم لمس استعداد مماثل من الإدارة الحالية للولايات المتحدة».

10 أيام تفصل الحلبيين عن المجاعة وديميستورا مازال متفائلاً بأوباما
back to top