«أنا أم عزباء، لذا أتبع نظاماً صارماً وأقبل المساعدة»

تنصح أماندا، سكرتيرة وأم لولد في الرابعة من العمر: «خلال الأسبوع، ثمة وقت لكل شيء. نتبع جدولاً محدداً في الصباح والمساء. على سبيل المثال، نتناول العشاء في السابعة ثم نستحم وأقرأ قصة لابني الذي يخلد بعد ذلك إلى النوم. أُحضّر جميع أغراضه مساء. وأتبضع عبر شبكة الإنترنت. أما إذا نسيت بعض الحاجيات، فأقصد المتجر خلال استراحة الغداء في العمل أو مساء يوم الأربعاء حين يتولى والداي ووالدا أبيه رعاية ابني. عندما تكون الأم عزباء، تميل إلى إنجاز المسائل كافة بمفردها كي تبرهن أنها ناجحة. ولكن من الضروري أن تقبل المساعدة وأن توكل المهمات إلى آخرين. أقدّر كثيراً اليوم الذي أمضيه بمفردي لأنني أتمكن من الذهاب إلى مصفف الشعر والتنزه...».

Ad

في المنزل

وزعي المهمات المنزلية:

تشير التقديرات إلى أن %80 من المهمات المنزلية تنجزها النساء بمعدل ساعتَين في اليوم تقريباً. ولكن حان الوقت على الأرجح لتبدلي هذا الوضع. عليك أن توزعي مهمات التنظيف والتبضع وغيرها وفق ما يفضله كل من أفراد عائلتك. ولا تترددي في طلب مساعدة أولادك، موكلة لكل منهم مهمة تتناسب مع سنه ويجد متعة في إنجازها. فمنذ سن الثالثة، يستطيع الولد، مثلاً، تعلم وضع الجوارب النظيفة معاً أو المشاركة في ترتيب ألعابه. وفي سن الخامسة، يمكنه مساعدتك في ترتيب طاولة الطعام.

سهلي عملية التبضع:

الجئي إلى التبضع عبر الإنترنت بعد إعداد لائحة واضحة بما تحتاجين إليه كل أسبوع. كذلك اطلبي من الموزع المحلي إيصال سلال جاهزة من الفاكهة والخضراوات، اللحوم، والسمك إلى منزلك. على سبيل المثال، يقدّم بعض الشركات سلالاً مخصصة للعائلات تحتوي على فاكهة، خضراوات، لحوم، وسمك تتيح لك إعداد خمس وجبات لشخصَين بالغين وثلاثة أولاد، فضلاً عن أن الوصفات لا تستغرق أكثر من 30 دقيقة. على نحو مماثل، يكفي مع شركات أخرى أن تختاري الوصفات التي تودين إعدادها ليحضر لك العاملون في هذه الشركات المشتريات التي تحتاجين إليها. وهكذا لا يتبقى لك سوى تحديد ما ترغبين في إعداده.

أعدي الأطباق مسبقاً في نهايات الأسابيع:

تتيح لك هذه الخطوة كسب كثير من الوقت، فضلاً عن أنها تحد من الإجهاد الذي تتعرضين له. إن كان أولادك صغاراً، أعدي الأطعمة المهروسة بكميات كبيرة، قسميها إلى حصص، واحفظيها في الثلاجة. كذلك يمكنك تثليج وجبات عدة للعائلة، مثل الغراتان والمسقعة. وهكذا تكتفين بتسخينها مساء لتستمتع العائلة بها.

أعدي روزنامة عائلية:

تُعتبر هذه الروزنامة الحل الأمثل كي لا تنسي أي تفصيل. ثمة نماذج محددة تحتوي على خانات يمكنك أن تدوني فيها النشاطات خارج المدرسة أو حفلات أعياد الميلاد. تتوافر في الأسواق مجموعة متنوعة من الروزنامات المخصصة للنشاطات العائلية. وإن كان أولادك يحبون الملصقات، يمكنك شراء روزنامة تسمح لهم بإلصاق ما يرغبون فيه ليتمكنوا من تحديد المناسبات العائلية المهمة. كذلك تستطيعين أنت وزوجك أن تعدا روزنامة تتشاركان فيها عبر جهاز الكمبيوتر أو الهاتف الذكي (Google Agenda أو Outlook).

اختاري شبكة من الجليسات المحترفات:

أتحتاجين إلى مَن يتولى رعاية أولادك في الحالات الطارئة؟ تسجلي في وكالة لرعاية الأولاد. وهكذا يكفي أن تتصلي بالقيمين عليها عبر الهاتف ليؤمنوا لك جليسة مناسبة. ولكن احرصي أولاً على التحقق من أن مَن يعملون في هذه الوكالة مجازون. كذلك يقدّم بعض الوكالات جليسات يتقنّ لغتين أو متخصصات في وسائل التسلية التثقيفية.

«كوني منطقية»

ليكن هذا شعارك في حياتك. عندما تفوضين المهمات للآخرين، لا تتحققي مما أنجزوه. على سبيل المثال، إذا وضّب زوجك المشتريات التي ابتعتماها من المتجر ووضع الأرز مكان البسكويت، فلا بأس في ذلك. وما المشكلة إن اختار ولدك قميصاً ملوناً زاهياً؟ يجب ألا تدققي في شتى المسائل.

دار الحضانة والمدرسة

اطلبي مساعدة الجيران:

في كثير من الأحياء، تتفق عائلات عدة على تولي الأهل مداورةً مرافقة الأولاد إلى المدرسة. يمكنك تطبيق الفكرة ذاتها عند الظهيرة أو مساء. لا شك في أنك لن تنجحي في تطبيق حل مماثل خلال اليوم الأول من المدرسة، بل انتظري إلى أن يعتاد ولدك روتينه الجديد. كذلك احرصي على الاستيقاظ باكراً قليلاً في اليوم الذي تتولين فيه هذه المهمة لئلا يتأخر الأولاد على المدرسة.

تعاوني أنت وزوجك على إحضار الأولاد من دار الحضانة:

كي لا تقع المسؤوليات كافة على عاتقك، تقاسميها مع زوجك. على سبيل المثال، ليحضر زوجك الأولاد من دار الحضانة في يومَين متتالين وتولي أنت ذلك في اليومين الآخرين. ماذا عن اليوم الخامس؟ لمَ لا تستعينين بجليسة؟ لن يكون لذلك تأثير كبير على ميزانية المنزل. ولا داعي لأن تشعري بالذنب إن لم تحضري الأولاد أنت بنفسك كل يوم. وكي تشاركي في حياة ولدك المدرسية، رافقيه في إحدى رحلات المدرسة. أما إذا لم تتسنَّ لك مقابلة مدرّسته بانتظام، فحددي مواعيد للقائها ومناقشة تقدّم ولدك.

نظمي النشاطات خارج المدرسة:

تشتكي أمهات كثيرات من أنهن يتحولن إلى سائق سيارة أجرة يوم الأربعاء أو السبت لأن عليهن إيصال أولادهن إلى مشغل الرسم، صف الرقص، تدريب كرة القدم... تمهلي قليلاً وفكري في ما إذا كانت هذه النشاطات كافة بالغة الأهمية إلى هذا الحد. هل من الضروري حقاً الرسم في مشغل؟ من الممتع أيضاً الرسم في المنزل وتتوافر أدوات عدة تساعد الأولاد الصغار في هذا المجال. بالإضافة إلى ذلك، يمكنك الحد من المشاوير على الطرقات بتسجيل أولادك في نشاطات مختلفة إنما في المركز ذاته. على سبيل المثال، تقدّم المراكز الاجتماعية نشاطات رياضية وفنية في آن. أو ما رأيك في أن تسجلي ولدك في نشاطات مماثلة خلال العطل فحسب؟

مغلف في الدرج

خلال معمعة الصباح، يوسخ الأولاد أحياناً ملابسك قبيل الانطلاق. ولأن وقتك ضيق، يستحيل عليك تبديل ملابسك. لكنك تستطيعين ذلك في المكتب. يكفي أن تحتفظي بملابس بديلة في درج المكتب. مع خطوة مماثلة، لا تضطرين إلى الإسراع إلى المتجر لشراء الملابس قبل اجتماع بالغ الأهمية.

توقّعي الحالات الطارئة

ناقشي مع زوجك كل أسبوع أو 15 يوماً مَن منكما يستطيع إحضار الأولاد من المدرسة في الحالات الطارئة، خصوصاً إن مرضوا وكان من الضروري اصطحابهم إلى عيادة الطبيب.

في المكتب

فكري في العمل من المنزل:

ربما لا تتبع الشركة التي تعملين فيها نمط العمل هذا. ولكن لا تترددي في سؤال رب عملك عما إذا كان بإمكانك إنجاز عملك في المنزل. يكفي أحياناً أن يقدِم أحد الموظفين على خطوة مماثلة لتتبناها الشركة. وإن لم يكن ذلك ممكناً دوماً، فما رأيك في العمل من المنزل لنصف يوم مثلاً؟

نظمي ساعات عملك:

اسألي مديرك عما إذا كنت تستطيعين تعديل برنامج عملك: تعملين ساعة إضافية كل مساء طوال أربعة أيام في الأسبوع لتحصلي في المقابل على نصف يوم عطلة. أو ما رأيك في أن تصلي باكراً في الصباح لتغادري باكراً مساء؟

احتفظي باستراحة الغداء:

بدل أن تستغلي هذه الاستراحة لتنجزي شتى الأعمال العالقة، خصصيها لنفسك: قلمي أظفارك أو اقصدي حوض السباحة. استمتعي قدر الإمكان. وإن كان زوجك يعمل في مكان قريب من مقر عملك، فاستغلا هذه الاستراحة لتتناولا الغداء معاً بمفردكما. كذلك لا داعي لأن تخصصي الوقت الذي تمضينه في وسائل النقل لتتحققي من رسائلك، بل استغليه في مطالعة كتاب ممتع.

صبي تركيزك على عملك:

كي لا تزعجك الاتصالات غير الضرورية من دار الحضانة (لم ترسلي الأموال الضرورية لالتقاط صورة الصف...)، سجّلي رقم زوجك أولاً في ملف المعلومات، بعد التأكد من أنه لا يمانع. وهكذا تنهمر عليه الاتصالات المزعجة.

مساعدة فاعلة عبر الإنترنت

تتوافر مجموعة واسعة من تطبيقات عملية مجانية عبر الشبكة (على Apple Store وGoogle Play) التي تقدم مساعدة كبيرة للأهل. على سبيل المثال، يتيح ZerPlusZero للوالدين العثور على حل في محيطهما في الحالات الطارئة (العائلة، الجيران، الأصدقاء...): «أنا عالقة في ازدحام سير خانق. مَن يستطيع إحضار ريا من دار الحضانة»؟. فيجيب أي شخص متوافر في الحال. أما Malin، فيسمح لك بتنظيم حفلات أعياد الميلاد وإخطار المدعوين بالتفاصيل (التاريخ، المكان، والساعة).

مع التطبيق Hopways، يستطيع الأهل تشاطر الطرائق المتبعة لإيصال الأولاد إلى المدرسة أو صف الرقص مثلاً. ويتيح Momsintouch للأمهات بتشكيل شبكة بينهن لمناقشة شتى المسائل، تنظيم النزهات في الحي، وتبادل المساعدة.

«لأوفّق بين عملي وولديّ، أتبع أسلوب معجزة الصباح»

تنصح أديل، رئيسة تحرير لها ثلاثة كتب وأم لولدين: «عندما بدأت بتأليف كتابي الثاني، كنت أتولى تحرير موقع إلكتروني. وكان الحل الوحيد كي أتمكن من إنجاز المهمات أن أستيقظ قبل ساعة صباحاً. في هذه الفترة من النهار، يكون المنزل هادئاً. وهكذا أتمكن من التركيز والعمل بسرعة. كنت أنجز في هذه الساعة عملاً يتطلّب ثلاث ساعات. عندما يستيقظ أولادي، أكون قد أنهيت عملي واسترخيت. صحيح أنني أشعر بالتعب وبوخز في عيني عندما أستيقظ باكراً، لكنني أستعيد نشاطي في غضون خمس دقائق. لذلك حافظت على نظامي هذا، ما سمح لي بتأليف كتاب ثالث بعنوان Les devoirs de vacances (واجبات العطلة). وما زلت أستغل هذا الوقت الصباحي لأنجز الأعمال الملحة، أتحقق من رسائلي، وأنهي التسجيلات في مركز التسلية والترفيه».

«يفرض كل حمل واقعاً مهنياً خاصاً»

تنصح هيلين، وهي بروفيسورة متخصصة في اليوغا ومصصمة ملابس يوغا وأم لثلاثة أولاد: «تفرض الأمومة على المرأة كثيراً من التغييرات المهنية. بعد حملي الأول، تخليت عن عملي المميز في وسائل الإعلام لأدرّس اليوغا. شعرت برغبة في مساعدة الآخرين. وبعد حملي الثاني، أطلقت برنامج «يوغا في المدينة» الذي يجمع نحو مئة شخص في أماكن استثنائية. بعد حملي الثالث، أسست علامتي التجارية Yuj لملابس اليوغا. وكي أحافظ على حياتي كأم عاملة، أتبع نظاماً شبه عسكري. كذلك ساعدتني اليوغا على الاحتفاظ بطاقتي والإمساك بزمام الأمور. أعمل كثيراً خلال الأسبوع. ولكن في العطل ونهايات الأسابيع، أطفئ هاتفي وأقفل جهازي الكمبيوتر. فهذه الأوقات مخصصة للعائلة بالكامل».