أحيا المطرب الشاب عبدالعزيز المسباح على مسرح عبدالحسين عبدالرضا، الليلة الثانية من ثلاثية السلام الغنائية، التي تنظمها أكاديمية لوياك للفنون الأدائية (لابا)، معلنا نفسه مطربا لا يشق له غبار، يمتلك ناصية الأداء المتمكن والعزف الماهر.

حضر الحفل كل من رئيسة أكاديمية "لوياك"، فارعة السقاف، ومدير إدارة الموسيقى والتراث في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، سعود المسعود.

Ad

وعبر المسعود عن سعادته لميلاد مطرب رائع هو المسباح، مؤكدا أن الزرع الجيد للمجلس الوطني في أرض الكويت ينجب مواهب تؤكد أن أرض الكويت معطاءة بكل ما هو جميل في الفنون والطرب.

وقال لـ "الجريدة" إن كان الحفل متميزا في كل شيء، مطرب رائع الصوت، وجمهور رفيع المستوى في الحس، وتنظيم جميل من "لوياك" التي تعد واحدة من المؤسسات التي تسهم في بناء الشباب الكويتي.

وقدم المسعود الشكر للسقاف على الدور الكبير الذي تؤديه في تمكين الشباب بالتعبير عن نفسه في كل مجال يهواه ويتمناه.

وقالت السقاف لـ "الجريدة": لقد أعلن المسباح أنه مطرب كبير، رغم عمره الصغير، وأعلن مسرح عبدالحسين عبدالرضا الذي يقف عليه نجوم الطرب والتمثيل الكبار ميلاد مطرب كبير، يمكنه أن يغني في أوبرا القاهرة أو يحيي حفلا في أوبرا الكويت أو في أي بلد يقدر الأداء الجميل والحس المتميز.

ليلة رائعة

بدوره، قال المسباح لـ "الجريدة": "لقد كانت ليلة رائعة بجمهورها وأجوائها التي قدمت مجالا للإبداع"، مقدما الشكر لـ "لوياك"، من رئيستها إلى أصغر عضو فيها، على ما قدمته له منذ أن تبنته قبل 3 سنوات ونصف السنة، مشددا على أنه "لولا لوياك ما كان هنا الليلة يغني بمفرده على مسرح كبير للكبار".

حلق المسبح بالجمهور الغفير الذي حضر حفلته التي تعد الثانية في مسيرته الغنائية التي يحييها بمفرده في سماء الإبداع بأداء شيق بديع، انسجمت فيه الأنغام مع مساحة صوته العريضة والشجية التي مكنته من أن يغني الجمل اللحنية التي حفلت بها الأغاني العشر التي قدمها مساء أمس الأول من أعلى الطبقات الصوتية (جواب الجواب) وحتى أخفضها (قرار القرار).

وجمع المسباح في تلك الليلة التي كتب فيها اسمه في سجل المطربين المرموقين، رغم حداثة عمره، بين القوة والأداء المرهف، ودفء النبرات ونقاء في النطق، وعذوبة في الصوت، كل هذا مكنه من أن يقبض على حواس مستمعيه بحلم في إطار شيق، فبلغ التجاوب معه أعلاه من الصالة غناء وتصفيقا أو إنصات الإجلال في معظم الأحوال التي تستدعي "خشوع اللحظة".

إحساس عميق

ونجح المسباح في أن يقدم نفسه بشكل رائع، معلنا أنه واحد من أصحاب أعذب الأصوات وأنقاها، وأن الغناء ليس بالضرورة مصارعة بين حناجر زاعقة، أو تنافسا على أداء الجوابات العالية، وإنما أداء فذ وإحساس عميق.

وغنى الفنان الواعد في ليلته الطربية المتميزة أغاني المطرب السعودي الكبير عبادي الجوهر "قالوا ترى"، وعبدالله الرويشد "دنيا الوله"، ومن التراث القديم "شويخ من أرض مكناس"، و"فدوة لج"، للفنان عبدالمحسن المهنا، و"أنت طيب" لنوال الكويتية، و"يفوق الوصف" لمحمد المسباح، "عودت عيني" و"يا دارنا يا دار يا منبت الأحرار" لأم كلثوم، و"مضناك" لموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب.

وعزف المسباح خلال الحفل مقطوعة موسيقية من تأليفه وبمشاركة صديقه الأميركي غابرييل لافين بعنوان "رحلة".‬