حضور تشكيلي نسائي بامتياز في القاهرة...
تكريم نادية سري ومعرض استيعادي لمعالي زايد ولوحات حنان النحراوي تتخطى الصمت
شهدت القاهرة أخيراً حضوراً تشكيلياً لكوكبة من الفنانات. استضاف مركز «كرمة» بن هانئ الثقافي معرضاً جماعياً لأعمال 15 فنانة، وشهد مركز محمود مختار معرضاً استيعادياً للفنانة الراحلة معالي زايد، فيما تجاور معرضان للفنانتين حنان النحراوي وإيناس صقر في مركز «سعد زغلول»، وأقيم في قاعة الباب بدار الأوبرا معرض الفنانة مريم عبد الوهاب بحضور لفيف من النقاد والفنانين.
افتتح رئيس قطاع الفنون التشكيلية المصري د. خالد سرور معرض «فنانات مُبدعات من مصر» في مركز «كرمة بن هانئ الثقافي» بمتحف أحمد شوقي، وضم أعمال 15 فنانة تشكيلية من أجيال ومدارس مختلفة، وتميّز بتناعم فني وجمالي يكشف أسرار العالم الأنثوي، ويتفاعل مع مواقف إنسانية وشعورية عدة. قال د. خالد سرور إن المعرض يسلط الضوء على الحضور الثقافي للمرأة المصرية، ومُنجزها في الفن التشكيلي ككينونة فكرية وثقافية لها دورها وإسهامات سجلها التاريخ، فضلاً عن تعاطيها مع خصوصية مجتمعها العربي، وكنوزه التراثية، وهي ما زالت تضرب المثل في العطاء والبذل والتضحية والوفاء لكل من حولها». شاركت في المعرض الفنانات
د. صفية القباني، وإيناس الصديق، ومنى غراب، ود. سهير عثمان، ونازلي مدكور، ود. عقيلة رياض، ود. علا يوسف، ود. زينب سالم، ود. سلوى شكري، ود. هدى عبدالرحمن، وسلوى الحمامصي، وزينب منهي، ود. سالي الزيني، د. نهلة وجدي، ونازلي مصطفى.
علامات مضيئة
شهد مركز محمود مختار الثقافي في القاهرة معرضاً استيعادياً في قاعة «إيزيس» للفنانة الراحلة معالي زايد بمناسبة الذكرى الثانية لرحيلها، كذلك استضافت قاعة «نهضة مصر» معرضاً لأعمال الفنانة وفيقة مصطفى في مجال التصوير الفوتوغرافي، بحضور د. طارق الكومي مدير المركز، وكوكبة من الفنانين والنقاد ومحبي الفنون الجميلة. لفت د. خالد سرور إلى أن معالي زايد ستظل أيقونة وموهبة استثنائية، وما زالت أعمالها علامات مضيئة في تاريخ الدراما والسينما العربية، كما كانت شخصيتها الفنية منفتحة ومتعددة المواهب، موضحاً أنها درست الفن التشكيلي قبل التحاقها بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ورغم نجوميتها العريضة لم تنفصم عن ممارسة الرسم والتصوير، والمعرض فرصة لمحبيها لمشاهدة مجموعة من لوحاتها الفنية. وفي عرضٍ موازٍ قدمت الفنانة وفيقة مصطفى مجموعة من أعمالها الفوتوغرافية، راصدةً عدداً من المشاهد الحياتية وشخصيات ومناظر طبيعية. كذلك أبرزت خصوصيات جمالية وثقافية متفردة، وارتادت فضاءات إبداعية مغايرة، وتتابع لقطاتها بزواياها معطيات إنسانية وملامح الحياة المصرية. وأقيم في مركز «سعد زغلول الثقافي» معرضان، أولهما للفنانة حنان النحراوي «من فئة الصم والبكم»، ضم مجموعة من أعمالها في مجال التصوير جسدت صياغات غاية في الرهافة، وتخطت حواجز الصمت بينها وبين المجتمع. وفي المعرض الثاني «اختيارات حياة» قدمت الفنانة إيناس صقر مجموعة جديدة من لوحاتها التي تتميّز بالثراء والتنوع في أطروحاتها وموضوعاتها، وعبرت عنها من خلال عالم خاص حالم وشاعري.أساطير وأحلام
استضافت قاعة الباب بساحة الأوبرا بالقاهرة، معرضاً تشكيلياً جديداً للفنانة مريم عبدالوهاب، وجسدت لوحاتها ملامح من تجربة فنية متفردة، مفعمة بارتياد عالم الأساطير والأحلام، والتحرر من القواعد البصرية التقليدية، ومغامرة التجريب عبر تكوينات جمالية ومضامين فكرية أكثر تفاعلاً مع معطيات الحياة المصرية. أقيمت على هامش المعرض ندوة «نقوش على جدران النفس» تحدث خلالها الناقد محمد كمال عن التجربة الإبداعية للفنانة مريم عبدالوهاب، وارتكازها على لمسات فرشاة سريعة ومتلاحقة، وارتحالها إلى فضاءات الخيال والأساطير بتشويقها وثرائها البصري.يذكر أن مريم عبدالوهاب من مواليد الإسكندرية، وتخرجت في كلية الفنون الجميلة بالأقصر قسم «التصوير». قدمت خلال تجربتها التشكيلية ثمانية معارض خاصة، وشاركت في معارض جماعية وورش عمل فنية داخل مصر وخارجها. كذلك كرم قطاع الفنون التشكيلية المصري، الفنانة نادية سري لحصولها على الوسام الذهبي بالدورة السادسة من بينالي بيرو الدولي 2016 عن الالتزام الفني، والوسام الفضي لعضويتها في لجنة تحكيم البينالي، وشارك في هذه الدورة أكثر من300 فنان من 22 دولة حول العالم.تمثّلت مشاركة نادية سري في عملين بخامة الألوان الزيتية على ورق الذهب، وعمل ثالث بألوان مائية شاركت به من خلال مركز «أرمانو» لفناني أميركا الجنوبية بالبرازيل.يذكر أن نادية سري من مواليد عام 1958، وتعد إحدى أبرز التشكيليات المصريات في مجال التصوير. شاركت في معارض مصرية ودولية عدة، وحصلت على جوائز وتكريمات، من بينها جائزة خاصة للتصوير بالألوان المائية في بينالي الأكوادور الدولي الرابع 2012، والجائزة الأولى لبينالي الأكوادور الدولي الخامس 2015، والوسام الفضي من البينالي لهذا العام. تدور أعمال نادية سري في إطار تصويري بالألوان المائية والزيتية، ولها مجموعة من اللوحات تعبّر من خلالها عن مناسبات مصرية وعربية عموماً، وأبرز المحطات التاريخية في القرن الماضي، فضلاً عن استلهام التراث المصري القديم، وذلك في لوحتي «النيل الأبدي» و«سانيت وفيضان النيل» وغيرهما.