اختفت مظاهر الاحتفال بـ«المولد النبوي الشريف» في الشارع المصري هذا العام، حيث كانت المحال التجارية خلال سنوات طويلة مضت، تستبق موعد حلول المولد، 12 ربيع الأول من كل عام، بعرض الحلوى، وانتشار بيعها في المناطق الشعبية، لكن حالة الغلاء التي تشهدها البلاد قصرت هذه العادة على المحال الكبرى المتخصصة في بيع الحلوى، والتي وضعت على منتجاتها أسعاراً خيالية، أدت إلى موجة نفور شعبي واسعة. وتضاعفت أسعار الحلوى هذا العام لعدة أسباب، أبرزها ارتفاع سعر السكر «المكون الأساسي في صناعتها»، بخلاف نقص الكميات المتاحة في الأسواق، إلى جانب ارتفاع أسعار المكسرات في ظل استمرار الحرب في سورية، التي ظلت سنوات أبرز الدول المصدرة للمكسرات إلى مصر. وبالتالي وصل سعر علبة «حلاوة المولد» زنة 3 كيلوغرامات إلى 500 جنيه نحو (30 دولاراً)، وهو رقم كبير مقارنة بالسعر في السنوات السابقة، الذي لم يكن يتجاوز 150 جنيهاً، للعلبة من الوزن ذاته. ودفع ارتفاع الأسعار المواطنين إلى إطلاق حملة لمقاطعة شراء «حلاوة المولد» هذا العام، وعكست مواقع التواصل الاجتماعي هذا الاستياء، حيث قال أحد المغردين: «ايه رأيكم نعمل مقاطعة كاملة لشراء حلاوة مولد النبي، وزي ما بتوع الحلاوة خزنوا السكر وتسببوا في الأزمة دي علشان يصنعوا حلاوة المولد نخليهم يتحملوا نتيجة جشعهم».

وقال نائب رئيس شعبة الحلويات في «غرفة القاهرة التجارية» محمد رفاعي، إن ارتفاع أسعار حلوى المولد سيتسبب في تراجع الشراء، والسبب في تلك الأزمة ارتفاع سعر السكر، مشيراً إلى أن الأسعار ارتفعت بنسبة من 40 في المئة و50 في المئة، وأن من يدفع الثمن دائماً هو المواطن. وقال سكرتير الشعبة علاء عيسى، إن ارتفاع أسعار حلوى المولد سببه الأزمة الاقتصادية التي تشهدها مصر، وارتفاع سعر الدولار والسكر والجمارك، فمن الطبيعي أن ترتفع أسعار الحلوى، لأن المواد الأساسية المستخدمة في صناعتها ارتفعت أسعارها بنسبة 50 في المئة.

Ad

من جانبه، أكد رئيس جمعية «مواطنون ضد الغلاء» محمود عسقلاني، أن ارتفاع سعر السكر تسبب في زيادة أسعار الحلوى بشكل كبير بنسبة 70 في المئة تقريباً، مطالباً وزارة التموين والتجارة الداخلية بحل الأزمة، موضحاً أن ارتفاع سعر صرف الدولار أدى إلى ارتفاع قيمة الجمارك، وبالتالي ارتفاع أسعار الحلوى بسبب ارتفاع أسعار مكوناتها المستوردة.