الطائفية المسيحية!!
خلافات المذاهب موجودة في كل الأديان السماوية، بل في التعاليم العديدة التي يتعبَّد بها ملايين البشر!!**• ولد صانع مذهب كبير يأخذ به ملايين الناس في العالم، لأسرة ألمانية كانت تعاني فقراً شديداً عام 1483، وتوفي عام 1546 (مارتن لوثر)، الذي عمل منذ نعومة أظفاره في سلك الرهبنة، إلى أن شبَّ عن الطوق، فصار راهباً في دير القديس أوغسطين، وكان كثيراً ما يوجه نقده لبابوية روما، ويجهر علانية بما يوجب إصلاحها، ولما ذهب إلى روما ترسخت قناعاته بفساد الكنيسة الرومانية، ما دفعه إلى العمل، بكل ما يملك من طاقات، في مواجهة الكنيسة الكاثوليكية!
• في عام 1520 أصدر لوثر كُتيباً يهاجم فيه، وبعنف، بيع صكوك الغفران التي كانت الأسعار فيها تتراوح بحجم الذنوب التي يرتكبها المخطئ المسيحي!• ثم كتب مبادئه الإصلاحية الخمسة والتسعين، وقام بتعليقها على بوابة كنيسة تنبرغ بألمانيا!• أصدر بابا روما لكل الأساقفة الكاثوليك بالتصدي لمواجهة مارتن لوثر، بعد أن أصدر له أمراً بالقدوم إلى روما، وكان يدبر لإلقاء القبض عليه، لكن لوثر علم بالمؤامرة، فتمكن من الفرار مع أتباعه، فطردهم البابا جميعاً من الكنيسة، وأصدر صك تحريم أي مكان يصلون فيه بالعالم، فكان لوثر يقيم صلوات الشعائر بسرية!• وأصدر البابا ليو العاشر مرسوماً بجمع كل كتابات لوثر وتعاليمه وإحراقها! ***• لكن وقعت الضارة النافعة!!... فقد حدث أن هنري الثامن - ملك إنكلترا - دخل في مواجهات مع الكنيسة الكاثوليكية حول قضايا اجتماعية تتعلق بطلاقه من زوجته الإسبانية، وكانت الكنيسة الكاثوليكية متشددة في موقفها من طلاق هنري الثامن، فما كان منه إلا أن أعلن اللجوء إلى تعاليم لوثر (البروتستانتية) التي تتواءم مع تطلعاته!!وبعد معارك طاحنة مع أنصار الكنيسة الكاثوليكية في إنكلترا، انتصر هنري الثامن، بجعل بلاده تأخذ بالبروتستانتية... التي أخذت بها بعض الدول الأوروبية، منها السويد، وأصبح الملك في إنكلترا هو رئيس الكنيسة، وبالطبع كان لبريطانيا نفوذ كبير في العديد من دول العالم، إلا أن البعض منها لم يتزحزح عن كاثوليكيته، فقامت الصراعات والحروب لسنوات استمر البعض منها حتى السنوات الأخيرة ما بين بريطانيا وأيرلندا!لكن في النهاية أصبح المذهب السائد في بريطانيا وفي العديد من الدول غيرها يأخذ بالبروتستانتية!***• ومادام الشيء بالشيء يُذكر، فإن الصراع بين هنري الثامن والكنيسة الكاثوليكية جعل من إنكلترا بروتستانتية، بسبب طلاقه من زوجته الإسبانية! ففي التاريخ الإسلامي هناك أحداث مشابهة لهذا الحدث، مع شيء من الاختلاف في التفاصيل!!• فإسماعيل الصفوي كان يحكم بلاد فارس السنية، لكنه اصطدم بقضية فقهية حول تحليل عودة زوجته إليه التي طلقها ثلاثاً، فلجأ لقراءات في الفقه الشيعي التي أجازت له عودتها، معتبراً أن الطلقات الثلاث طلقة واحدة، فتعمق في قراءاته في المذهب الذي قلب بلاد فارس من دولة سُنية إلى دولة شيعية!!... هذا إلى جانب مواجهاته مع دولة الخلافة العثمانية!!