كعادتها، حرصت الدائرة الانتخابية الأولى، التي تضم 13 منطقة، على المشاركة بقوة في انتخابات مجلس أمة 2016 للفصل التشريعي الخامس عشر، وسط توقعات أفصح عنها رؤساء اللجان الانتخابية بأن تتجاوز نسبة المشاركة فيها الـ60 في المئة.

ولم تمنع الأمطار، التي غطت شوارع البلاد، صباح أمس، ناخبي وناخبات الدائرة الأولى من التوافد على اللجان الانتخابية الـ16 في الصباح الباكر، إذ شهدت أغلبها طوابير ناخبين وناخبات من مختلف الشرائح، وكانت الغلبة لشريحة الناضجين، قبيل فتح باب الاقتراع عند الساعة الثامنة من صباح أمس، ومرت العملية الانتخابية، التي كان عنوانها الفرح والتفاؤل، بكل سهولة ويسر.

Ad

نسبة المشاركة، بحسب تصريحات المسؤولين في الساعات الأولى، جاءت مرتفعة جداً، مقارنة بالانتخابات الماضية، وتؤشر على انها ستكون مرتفعة جداً في نهاية اليوم الانتخابي، مقارنة بأي انتخابات أجريت وفق نظام الصوت الواحد، وعاشت الدائرة عرساً ديمقراطياً رائعا عكس حالة الوعي الذي يعيشه أبناء الدائرة.

ورغم أن عودة أغلبية المقاطعين للمشاركة في الانتخابات، لم تكن له آثار كبيرة في الدائرة الانتخابية الاولى، المعروف عنها المشاركة بنسبة كبيرة في أي انتخابات، بحسب رأي بعض الناخبين، فإنهم أكدوا لـ"الجريدة" انه بعيدا عن ذلك، هناك رغبة حقيقية لدى السواد الاعظم في المشاركة في العملية الانتخابية، وايصال نواب على قدر الأوضاع الإقليمية والتحديات الأمنية.

54 مرشحا

وباستبعاد المشطوبين والمتنازلين، تنافس في هذه الدائرة 54 مرشحا بينهم 5 مرشحات، حرص أغلبهم على الوجود امام المقرات الانتخابية في اللجان الأكثر تكدسا بأعداد الناخبين مثل منطقة الرميثية، التي لوحظ فيها استقبال غير مرشح للناخب قبيل دخوله اللجنة.

المنافسة على المقاعد العشرة للدائرة لم تكن سهلة أبداً في انتخابات أمة 2016، ففي موازاة تركيبتها المعروفة، احتدمت المنافسة في الدائرة بين أعضاء المجلس المنحل مع الأعضاء السابقين من جهة، وبينهم وبين الوجوه الجديدة من جهة أخرى.

إذ شارك في انتخابات الدائرة الأولى للفصل التشريعي الخامس عشر 21 نائبا سابقا، ضمنهم 12 عضوا في المجلس المنحل، وثلاثة في المجلس المبطل الثاني، وعضوان من المجلس المبطل الأول عادل الدمخي واسامة الشاهين، اضافة الى 4 نواب قدامى هم عبدالله الرومي، وصلاح خورشيد، واحمد المليفي، وحسين الحريتي.

الدائرة التي يبلغ اجمالي الناخبين فيها 78643 ناخبا وناخبة، بواقع 41660 ناخبة، و36983 ناخبا، كانت حاضرة على مواقع التواصل الاجتماعي بقوة في الساعات الأخيرة التي سبقت عملية الاقتراع، وشهدت في الساعات الاولى كثرة الاخبار عبر حسابات محسوبه على بعض المرشحين، كاسرة الصمت الانتخابي بهدف التأثير على الناخبين.

وكان النائب السابق الموجود خارج البلاد عبدالحميد دشتي، والذي تم شطب ترشحه من وزارة الداخلية الغائب الحاضر عن الانتخابات، واستغل حسابه على "تويتر" في المحاولة لتوجيه قاعدته الانتخابية نحو مرشح معين.

وعودة الى نسب المشاركة في لجان الدائرة الاولى، فقد توقع المستشار هشام المطوع رئيس احدى اللجان الفرعية للناخبات بمدرسة محمد الشايجي بمنطقة الرميثية ان تصل نسبة التصويت في لجنته إلى ٦٠ في المئة‏ نهاية الاقتراع.

وقال المطوع لـ"الجريدة": "ان عملية الانتخابات تمت بسلاسة ويسر في الساعات الاولى، ولوحظ ارتفاع نسبة المشاركات مقارنة بالانتخابات الأخيرة"، مشددا على انه "اذا استمرت المشاركة على نفس الوتيرة فستكون مرتفعة جداً، لاسيما أن ٤٠ ناخبة صوتت في الساعة الاولى بلجنته، رغم ان اليوم (أمس) يوم اجازة".

مشاركة الناخبات

وأشاد المطوع بمشاركة الناخبات، قائلا "الكل يعلم الثقافة العالية التي يتمتع بها الناخب الكويتي ودرايته بأهمية المشاركة في عملية الاقتراع، وارتفاع نسبة التعليم، فكل من صوت يجيد القراءة والكتابة".

من جهته، قال المحامي العام محمد الدعيج في اللجنة الفرعية 74 في الدائرة الاولى بمدرسة سيد محمد حسن الموسوي (بنين) في الرميثية انه حتى العاشرة صباحا وصل عدد الناخبين في اللجنة المسؤول عنها 115 من اصل 855 ناخبا، مشيرا إلى ان "العملية الانتخابية منظمة، والدخول سهل جداً وسلس، ولا توجد اي مشاكل والزحمة في الدخول للادلاء بالأصوات لا تتعدى الثواني".

وأكد الدعيج ان نسبة المشاركة جيدة وتدل على أن المؤشرات ايجابية، وان نسبة المشاركة في انتخابات أمة ٢٠١٦ ستكون مرتفعة جدا، مشيرا الى انه سيتم بعد انتهاء الاقتراع الساعة الثامنة مساء فرز صندوق لجنته داخل اللجنة، والتوجه بعد ذلك الى اللجنة الأصلية.

بدوره، قال رئيس لجنة ٥١ "لجان الرجال بمدرسة انجفة بالسالمية" المستشار عادل حمد الجويعيد، إن "عملية الاقتراع تسير بسلاسة نتيجة الاستعدادات المسبقة ليوم الاقتراع والتنسيق بين وزارة العدل والداخلية"، مشيرا الى أن "الفرز سيكون يدوياً بإشراف قضائي كامل".

إقبال جيد

من جانبه، قال رئيس اللجنة الرئيسية في الدائرة الاولى بمدرسة سيد محمد حسن الموسوي المستشار عبيد العصيمي، ان "الاقبال على مراكز الاقتراع في الساعات الأولى جيد، ويعد مؤشرا على الازدياد في الساعات الانتخابية المقبلة"، مشيرا إلى أن "العملية الانتخابية تسير حتى الان بكل يسر وسهولة، ولا يوجد تأخير او اي مشاكل في دخول الناخبين إلى قاعات الاقتراع، وذلك بمساعدة جميع القائمين على المركز الانتخابي، سواء رجال الامن او بقية اجهزة الدولة الذين يقومون بالإشراف على سير العملية الانتخابية".

وشهدت لجان الدائرة الانتخابية الأولى في مناطق الدعية والشعب والدسمة، اقبالا جيدا خلال الفترة الصباحية، لاسيما من كبار السن والنساء، ففي مدرسة احمد البشر الرومي (ذكور) في منطقة الدعية، بلغ عدد المصوتين في اللجنة الأصلية 100 ناخبا، خلال الساعة الأولى من فتح باب الاقتراع، أما في مدرسة الدعية المشتركة بنات (إناث) فبلغت اعداد المصوّتات خلال الساعة الأولى من فتح باب الاقتراع 60 ناخبة من أصل 761.

وفي منطقة الشعب، بلغ اجمالي عدد المصوتين، خلال الساعة الأولى من فتح باب الاقتراع، في اللجنة الاصلية لمدرسة (علي بن أبي طالب/ ذكور) 150 مصوّتا من أصل 1500 ناخب اجمالي عدد المقيدين في اللجنة، أما في اللجنة الأصلية لمدرسة (فاطمة علي المسباح المشتركة/ إناث) فبلغ إجمالي عدد المصوتات خلال الساعة الأولى 80 من أصل 886 ناخبة مقيدة في الجداول الانتخابية للجنة.

وفي منطقة الدسمة، قال رئيس اللجنة الأصلية - إناث، في مدرسة آمنة الابتدائية المستشار سعد المريخي، إن "إجمالي الناخبات المصوتات خلال الساعات الأولى من فتح باب الاقتراع في اللجنة بلغن قرابة 280 ناخبة"، في حين ذكر رئيس اللجنة الأصلية - ذكور، في مدرسة بيبي الصباح، المستشار محمد العنجري، أن "إجمالي عدد المصوتين خلال الساعات الاولى من فتح باب الاقتراع في اللجنة بلغ قرابة 250 ناخبا".

العملية الديمقراطية

"الجريدة" سألت عددا من مرشحي الدائرة الاولى عن رأيهم في سير العملية الديمقراطية، فأكدوا أن "الكويت تعيش واحدا من أعراسها الديمقراطية، التي تفتخر بها بين دول المنطقة، منذ ستينيات القرن الماضي، لكونه يعطي الشعب احقية المشاركة في إدارة شؤون البلاد عبر الانتخابات البرلمانية".

لم يغب عن المرشحين الذين التقتهم "الجريدة" التنويه "للظروف الإقليمية والتحديات الأمنية المختلفة التي تسببت في حل مجلس 2013، متوقعين ان تكون سببا في زيادة نسب المشاركة عن الانتخابات السابقة، لاسيما مع عودة المقاطعين والمستقلين والتيارات السياسية".

وبعيداً عن الأسماء، ناشد المرشحون جموع الناخبين بالاختيار الصحيح، وايصال نواب قادرين على حمل الأمانة، وأن يكونوا على قدر طموح وآمال الناخبين، حتى يتسنى لنا بناء كويت المستقبل، وبلوغ التنمية الحقيقية، والإصلاح السياسي والاقتصادي، خصوصا أن هذا المجلس، والكلام هنا على لسان المرشح صالح عاشور "يعد من أهم المجالس النيابية في تاريخ الكويت، ويعادل في الأهمية مجلس ما بعد الغزو الصدامي الغاشم الذي شُكل عام 1992".

حدث في «الأولى»

زحمة ناخبين

كان لافتا زحمة الناخبين امام اغلب أبواب لجان الدائرة، قبل فتح باب الاقتراع، ثم غابت الزحمة امام المدارس بعد ذلك لتنتقل الى داخلها.

ذوو الاحتياجات... حاضرون

حرص ذوو الاحتياجات الخاصة على الحضور مبكرا، في الساعات الأولى من فتح باب لجان الاقتراع، للادلاء بأصواتهم، بمساعدة الفرق التطوعية الموجودة داخل كل لجنة من الهلال الأحمر.

نظام «الداخلية»

جهود مضنية مبذولة من رجال وزارة الداخلية، لتنظيم العرس الديمقراطي، لاسيما دخول الناخبين وخروجهم، ما كان له بالغ الأثر في سير عملية الاقتراع بسهولة ويسر، دون تسجيل أية شكاوى.

«بوفيه» عاشور

مع الساعات الاولى لفتح باب الاقتراع، شرع القائمون على حملة مرشح الدائرة الأولى صالح عاشور، يفرشون «بوفيها» كاملا أمام مدرسة بيبي الصباح، المخصصة لتصويت الذكور في منطقة الدسمة، امتد لقرابة الـ 7 أمتار، محتويا على ما لذ وطاب من الطعام والشراب.

«خيام» المرشحين

في إطار حملة مغازلة الناخبين، حرص المرشحون من اصحاب الفرص الكبيرة على الفوز، وجريا على العادة تم تخصيص مقرات مصغرة تضم فريقا من اللجنة الانتخابية للمرشح أمام كل اللجان الانتخابية بالدائرة الأولى، مظللة بصور المرشح الشخصية وشعاره الانتخابي، يقدمون المياه والعصائر الباردة والمخبوزات للناخبين، قبيل الذهاب للاقتراع.

5 دقائق

استغرق متوسط الوقت لإدلاء الناخب بصوته منذ وصوله الى لجنته حتى الانتهاء، نحو 5 دقائق، وهو زمن قياسي ينم عن مدى سهولة العملية الانتخابية.

كبار السن الأكثر حضوراً... والنساء

لوحظ، خلال الفترة الصباحية، توافد اعداد كبيرة من كبار السن، للإدلاء بأصواتهم، إلى جانب الحضور النسائي القوي، في حين تراجع عدد الشباب من الجنسين.

الاستعانة بالقضاء

لوحظ استعانة بعض الناخبين، لاسيما من كبار السن، برئيس اللجنة للمساعدة في عملية التصويت، والاختيار من بين المرشحين.