قدّمت فرقة "تياترو"، أمس الأول، على مسرح الدسمة عرضاً بعنوان "تحت التراب"، وهو الذي تشارك به ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان أيام المسرح للشباب بدورته الـ11، من تأليف وإخراج إبراهيم نيروز.

يعتبر هذا العرض محاولة لتقديم نوع من المسرح النفسي، الذي يعالج شخصيات معينة باستدعائها، إضافة إلى عملية المزج ما بين الواقع والخيال، حيث يتعامل هذا الإنسان "حفار القبور" في عرض "تحت التراب" ما بين الخيال والحدث المسرحي، ويبدأ يتذكر هذه الشخصيات متحدثاً عن معاناة الإنسان، وكيف عاش في هذه الحياة التي تفتقد لأبسط أمور التعامل مع البشر، كما أن العلاقات الإنسانية ليست أساساً في حياته، ويبدو أنه تعرض لقهر إنساني بحت.

Ad

عبثية الحياة

ومن الواضح بمكان أنه "حفار القبور" هي شخصية خيالية رمزية، وقد عالجها المسرح العالمي، وهنا نستذكر وليام شكسبير في عمله الخالد "هاملت"، حينما وضع الخمر داخل الجمجمة، كدلالة رمزية للإنسان الذي يعيش عبثية الحياة ونوع من الخيال في كيفية التعامل مع الإنسان بلا إنسانية، إنها فلسفة الموت والحياة، التي بدأت تمتزج وتتساوى.

فالإنسان يفتقد بصيصاً من الأمل، كي يتصدر الحدث، وليتقدم إلى الأمام، في لحظة الصراع بين الواقع والخيال، من خلال شخصية كئيبة وسلبية لها سلوكيات مريضة، تنتمي إلى طبقة من المجتمع.

العرض يعتمد على الاكتشاف، عبر البعد الأسطوري داخل الشخصية، ولحظات الصراع والتوتر الدرامي التي تدور حولها الشخصية إلى أن تنتهي.

إيقاع واحد

بيد أن الموضوع برمته كجو درامي يكاد يكون واحداً، وبإيقاع واحد في النص وفي العرض ككل، بسبب الحدث الدرامي، وجو التوتر والغموض وحالات الشخصيات واستلهامها أيضاً، والمزج بين الحزن والملهاة حتى النهاية.

فالخط الدرامي متصاعد بالوتيرة نفسها وعليه علامات استفهام، وهذا شكل من أشكال المسرح، فليست هناك خطوط واضحة أو معايشة أو انتقال من مرحلة إلى أخرى، ثمة تجريد كامل في كل شيء.

نحن بحاجة إلى أعمال أكثر حداثة تنتمي إلى المسرح المعاصر، لأن الظلام والنور يؤثران على بعضهما البعض، حتى تأخذ الأحداث في النمو بشكل واقعي.

ويبقى القول إن هذه التجربة، هي نتاج شباب يقدمون عملهم لأول مرة على خشبة المسرح، ونتمنى لهم التوفيق في عروض مقبلة تكون أكثر نضجاً.

"تحت التراب" من تأليف واخراج ابراهيم نيروز، وبطولة: جراح مال الله، وسعيد السعدون، وناصر حبيب، وعدنان بالعيس، وإيمان فيصل، وإبراهيم العلي، وجاسم التميمي، وعبدالله الهويدي، وكريم المهندس، والتأليف الموسيقي لفهد البحري. ومساعد المخرج: شملان النصار، وأزياء: حصة العباد، وديكور: محمد الشطي. وتنفيذ ديكور: محمد بهبهاني، ومدير الإنتاج: يوسف مال الله، ومدير الخشبة: محمد المنصوري، وتعبير حركي: دعيج الخميس، وإضاءة: علي الفضلي. ومكياج: عبدالعزيز الجريب، والإشراف الإداري: شملان النصار، والإشراف العام: محمد الكندري.