بعد خوضه 710 مباريات مع نادي ليفربول و34 مباراة مع لوس انجلس غالاكسي، و114 مباراة مع المنتخب الإنكليزي، انتهت قصة "الأسطورة" ستيفن جيرارد مع كرة القدم، وذلك بعد اعلانه اعتزال اللعب نهائيا ليسدل الستار على مسيرة مشرفة لأحد أبرز لاعبي خط الوسط في العالم.

وأعلن جيرارد الأسبوع الماضي اعتزاله بعد أسبوع من رحيله عن لوس انجلس غالاكسي المنافس في الدوري الأميركي لكرة القدم.

Ad

بدأ جيرارد مسيرته الاحترافية في عالم كرة القدم عام 1998 مع ناديه ليفربول الانكليزي عندما كان يبلغ 18 عاما، وقد لفت الشاب انظار جماهير "الحمر" منذ بدايته لما يملكه من مهارة في السيطرة على الكرة وتسديداته المتقنة تجاه مرمى الخصوم، ويعتبر جيرارد أسطورة بالنسبة لجماهير ليفربول، الفريق الذي حصد معه اهم الألقاب باستثناء بطولة الدوري، وهو اللقب الوحيد الذي يخلو منه سجل هذا اللاعب.

وتوج جيرارد بلقب دوري ابطال اوروبا عام 2005 على حساب ميلان الايطالي في مباراة شهيرة تخلف خلالها فريقه بثلاثية نظيفة قبل ان يعود من بعيد لحسمها بركلات الترجيح، كما فاز بكأس الاتحاد الاوروبي عام 2001 وكأس انكلترا (2001 و2006) وكأس رابطة الاندية الانكليزية المحترفة (2001 و2003 و2012) والكأس السوبر الاوروبية (2001 و2005).

ودافع جيرارد عن الوان ليفربول في 710 مباريات وسجل له 186 هدفا واهم اللحظات في مسيرته كانت نهائي دوري ابطال اوروبا 2005 حين مهد الطريق امام "الحمر" للعودة الى اللقاء بتقليصه الفارق بعد ان كان فريقه متخلفا صفر-3 امام ميلان الايطالي.

إمكانات هائلة لستيفي

يعتبر جيرارد من اللاعبين النادرين في عالم كرة القدم، حيث استطاع ستيفي اللعب في أكثر من مركز ولعب اكثر من دور مختلف طوال مسيرته الكبيرة، لعب جيرارد كلاعب خط وسط متقدم وتمكن من قيادة فريقه لتحقيق العديد من الانتصارات، فهو يجيد الاحتفاظ بالكرة والتمرير لزملائه، كما يعتبر جيرارد من أفضل لاعبي عصره فيما يخص الجانب الهجومي، إذ يعد لاعب خط وسط هدافاً من الطراز العالي، كيف لا وقد أحرز أهدافا غزيرة في مسيرته مع ليفربول والمنتخب الانكليزي، وهو لم يشغل مركز المهاجم أبدا، وفي بعض المباريات شارك جيرارد كلاعب خط وسط مدافعا.

وقد أجاد هذا الدور على احسن وجه، فقد كان ستيفي يجيد قطع الكرة أفضل من كثير من لاعبي خط الدفاع في فريقه خلال تلك الفترة، كما اضطر جيرارد الى اللعب كظهير ايمن وكذلك كجناح أيمن في حال حاجة الفريق في ظل الغيابات، ولم يكن ستيفي ليخيب ظن جماهيره في اي مركز استدعته الحاجة لشغله، حقيقة انه نجم لا مثيل له، علاوة على ذلك لم تكن شارة القيادة مجرد رباط على ساعد ستيفي، فجيرارد كان قائدا بمعنى الكلمة، فدائما ما كان يوجه التعليمات لزملائه ويحفزهم على بذل كل جهدهم طوال المباريات، فإحساسه بالمسؤولية كان نابعاً من قلب نجم يعشق ناديه ويحترم جماهيره.

رأسية "أبطال 2005"

ولعل أبرز ملامح مسيرة جيرارد البطولية كانت الكرة الرأسية التي اعادت ليفربول الى اجواء نهائي دوري ابطال اوروبا لعام 2005، أو بالكرة الصاروخية البعيدة التي اطلقها في الوقت الاضافي من نهائي كأس انكلترا عام 2006 ضد وست هام يونايتد.

ولم يكن حصول جيرارد على لقب افضل لاعب في تاريخ ليفربول في التصويت الذي شارك فيه الجمهور عام 2013، من فراغ، فهو فرض نفسه من افضل صانعي الالعاب ولاعبي الوسط في انكلترا والعالم، ولا يوجد هناك افضل من مدرب ريال مدريد الاسباني الحالي النجم الدولي الفرنسي السابق زين الدين زيدان لكي يعطي تقييمه لهذا اللاعب.

ففي عام 2009 تساءل زيدان: "هل هو افضل لاعب في العالم؟، قد لا يحصل على نفسه الاهتمام الذي يناله ميسي او رونالدو، لكن نعم، اعتقد أنه كذلك".

ضياع الحلم

وكان جيرارد قريبا من اعادة ليفربول الى اعتلاء عرش كرة القدم الانكليزية بعد غياب طويل منذ عام 1990، وذلك عندما كان "الحمر" يقدم موسما مميزا "2013-2014"، ولكن تعرض القائد الى نكسة كبيرة عندما فقد توازنه وفقد الكرة ليتسبب في هدف سجله تشلسي في المرحلة السادسة والثلاثين، ليخسر فريقه المباراة والنقاط الثلاث التي كانت لتكون حاسمة جدا، قبل ان يتعرض الفريق لنكسة جديدة في المرحلة قبل الختامية، حين تقدموا على كريستال بالاس 3- صفر قبل ان تتلقى شباكهم ثلاثة اهداف في الدقائق العشر الاخيرة ليذهب اللقب لمصلحة مانشستر سيتي، ليفلت اللقب الغائب من ايدي رفاق جيرارد.

وبعد أقل من شهر، سافر جيرارد مع منتخب بلاده الى البرازيل لخوض مونديال 2014 على امل مداواة جراح الدوري المحلي، لكن الخيبة تضاعفت بعد ان ودعت انكلترا النهائيات من الدور الاول او بالاحرى بعد مباراتين فقط، لان الجولة الثالثة كانت هامشية بعد ان حسم خروجها في الجولتين الاوليين.

وكان مونديال البرازيل نهاية المشوار الدولي لجيرارد وهو اعترف بعدها "اني اختبرت على الارجح اسوأ ثلاثة اشهر في حياتي".

سعيد بما قدمه

وقال جيرارد، في بيان بعد اعلانه الاعتزال: "أنا فخور بخوض أكثر من 710 مباراة مع ليفربول، الكثير منها كقائد، وقد أديت دوري في مساعدة الفريق على إعادة البطولات الكبرى إلى انفيلد، لن أنسى الليلة الشهيرة في اسطنبول".

وأضاف: "على المستوى الدولي، أشعر بالتميز لمشاركتي في 114 مباراة مع المنتخب الإنكليزي، كما نلت شرف حمل شارة قيادة منتخب بلادي".

وقال جيرارد: "آخر ثلاثة أو أربعة أشهر تعرضت لكثير من الإصابات، المباريات أصبحت أكثر ثقلا بالنسبة لي، والسفر بدأ يؤثر علي"، متابعاً: "عشت لحظات خلال الأشهر الأخيرة كنت أشعر بأنني لا أؤدي بشكل جيد أو أن لاعباً آخر تفوق علي، لكن لم أكن أعترف بذلك لنفسي".

وأشار: "لقد استمعت إلى الناس عبر السنين، أشخاص ذوي أهمية في كرة القدم أثق بهم وأكن لهم كل الاحترام، وقد قالوا لي لا تجعل مسيرتك تطول بشكل مبالغ حتى لا يصبح الأمر محرجا".

تجدر الإشارة إلى أن جيرارد سيعمل كناقد تليفزيوني في محطة "بي تي" هذا الموسم.

ولعل مسيرة جيرارد كانت تنقصها نهاية بطولية على منصات التتويج، الا ان عالم كرة القدم لم ينصف نجماً بقيمة ستيفن الذي قدم لكرة القدم أكثر مما ناله، ويبدو أن جماهير "المستديرة" لا ليفربول فقط سيعرفون قيمة جيرارد الحقيقية فقط بعد ان تفقده ملاعب المستطيل الأخضر، فمن الصعب تعويض لاعب يملك هذا الكم من الامكانات والاحترافية والقدرة على القيادة.

ألقاب ستيفن جيرارد

اللقب العام

كأس الاتحاد الإنكليزي 2000-2001

كأس رابطة الأندية الإنكليزية المحترفة 2000-2001

كأس الاتحاد الأوروبي 2000-2001

كأس السوبر الأوروبية 2000-2001

كأس رابطة الأندية الإنكليزية المحترفة 2002-2003

دوري أبطال أوروبا 2004-2005

كأس السوبر الأوروبي 2004-2005

كأس الاتحاد الإنكليزي 2005-2006