لا شك في أن العراقيل الحكومية التفصيلية هي التي تؤخر ولادة الحكومة العتيدة، وإذا كان بعض من عارض العهد هو نفسه من يصر على الحصول على بعض الحقائب، لتعزيز حصته ووجوده في السلطة خلال العهد الجديد.

وقالت مصادر متابعة إن "الأسبوع الحالي يفترض أن يكون حاسما في ملف تشكيل الحكومة"، لافتة إلى أنه في الظاهر أن العقد القليلة المتبقية توحي أن حظوظ إمكان التوصل إلى التأليف مرتفعة، وأن التوقيت يتعلق بعودة وزير الخارجية جبران باسيل من رحلته إلى أميركا الجنوبية".

Ad

وأضافت: "هذا إذا كان الأمر يتعلق بتشكيل الحكومة فقط، أما إذا كان تشكيل الحكومة هو الجزء الظاهر من الأزمة، وأن الواقع أعقد من هذا بكثير، فإن الأسبوع الطالع سينتهي من دون حكومة، ما يمكن أن يؤدي إلى أزمة حكومية مفتوحة".

واعتبرت المصادر أن "من يعطل تأليف الحكومة يهدف إلى فرملة العهد، وضرب صورته أمام الرأي العام باعتباره قادرا على جمع اللبنانيين"، مؤكدة أن "الفريق المعطل يرى أنه غير مستعجل على التشكيل، وأنه الحلقة الأقوى في لعبة الوقت، في حين أن الرئيسين عون والحريري يحتاجان إلى بدء عهدهما عبر تشكيل الحكومة بسهولة ومن دون عراقيل حقيقية".

وكان الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري زار قصر بعبدا أمس، واجتمع بالرئيس عون، للبحث في آخر تطورات ملف تأليف الحكومة. وبعد لقاء استمر لـ40 دقيقة بين الرئيسين، أكد الحريري في تصريح "محاولة تذليل العقبات لتأليف الحكومة بأسرع وقت، والرئيس عون حريص على الوضع الاقتصادي بالبلد واستمرار الإيجابية". وردا على سؤال حول العلاقة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، قال الحريري: "نحن مع الرئيس بري ظالما كان أو مظلوما".

أحمد الحريري

إلى ذلك، عقد الأمين العام لتيار "المستقبل" أحمد الحريري مؤتمرا صحافيا في مقر التيار أمس، عرض فيه مقررات المؤتمر العام الثاني للتيار الذي اختتم أعماله يوم أمس الأول في "البيال" وسط بيروت.

وأكدت التوصيات "عداء لبنان لإسرائيل وتبنيه القضية الفلسطينية وتحرير الأراضي اللبنانية التي تحتلها إسرائيل في مزارع شبعا وتلال كفر شوبا ووادي الهبارية والجزء اللبناني من الغجر واتباع المقاومة السياسية لتحريرها، مبتعدا عن تبني المقاومة العسكرية في الجنوب، ومستبدلا إياها بالاتفاق على استراتيجبة دفاعية وطنية للدفاع عن لبنان".

كما أكدت التوصيات أيضا "وحدة الدولة ومرجعيتها الحصرية، بما يضمن صون السيادة الوطنية ونبذ كل أشكال التطرف والتقوقع الطائفي والمذهبي، والتلاقي بين مختلف المكونات اللبنانية"، كما دعت التوصيات إلى "العمل على تطبيق اتفاق الطائف وقطع الطريق أمام أي مؤتمر تأسيسي"، كذلك أكدت "الالتزام الثابت بخيار الاعتدال والانفتاح، ورفض التقوقع الطائفي وكل حالات الإقصاء ودعم الحوار، ورفض أي سلاح غير سلاح الجيش".

وشددت التوصيات على أن "لبنان هو بلد نهائي لجميع أبنائه على قاعدة المناصفة والمشاركة، مع تأكيد حق الدولة الحصري باستخدام القوة ورفض انتشار السلاح غير الشرعي بين اللبنانيين، ورفض زج لبنان في الصراعات الخارجية، ورفض زجه في الصراع المسلح بسورية، سواء لمصلحة النظام أو قوى الثورة".

وبعد تعيينه نائبا لرئيس تيار "المستقبل"، اعتذر النائب السابق باسم السبع عن عدم قبول تسميته، وذلك في بيان صادر عن مكتبه.