قوات الأسد تسيطر على الشطر الشمالي من «حلب الشرقية»

• فرار 10 آلاف مدني من مناطق المعارضة... والنظام يتجاهل ضرب نبّل والزهراء
• إسرائيل تستهدف مقراً يستخدمه «داعش» بالجولان
• أنقرة تبرئ الروس من غارة الباب

نشر في 29-11-2016
آخر تحديث 29-11-2016 | 00:05
في تحول من شأنه أن يقلب مسار الحرب، التي تسببت في مقتل 300 ألف شخص وتهجير الملايين وتدمير البنى التحتية، تلقت فصائل المعارضة السورية أكبر خسارة لها منذ عام 2012 بتراجعها السريع أمام تقدم قوات النظام في حلب الشرقية وانتزاعه كامل القسم الشمالي، الذي يضم أحياء الحيدرية والصاخور والشيخ خضر، وسيطرة الأكراد على حي الشيخ فارس.
وسط استمرار العجز الدولي أمام إيجاد حلول للنزاع المستمر منذ أكثر من خمس سنوات، خسرت فصائل المعارضة السورية، أمس، كامل القطاع الشمالي من "حلب الشرقية"، إثر تقدم سريع أحرزته قوات النظام وحلفاؤها، ودفع آلاف السكان إلى الفرار من منطقة المحاصرة.

وبحسب مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، فإن سيطرة النظام على أحياء الحيدرية والصاخور والشيخ خضر، واحداً تلو الآخر، منذ يوم السبت، تشكل خسارة هي الأكبر لفصائل المعارضة منذ سيطرتها على "حلب الشرقية" في 2012، وستكون بلا شك، من أكبر انتصارات الأسد الذي استعاد المبادرة على الأرض، بعد التدخل العسكري الروسي لمصلحته قبل أكثر من عام.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" عن مصدر عسكري، أن "وحدات من الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة والحليفة نفذت خلال الساعات الماضية عمليات نوعية ودقيقة في الأحياء الشرقية وأعادت الأمن والاستقرار بشكل كامل إلى حيي الحيدرية والصاخور".

وتقدمت قوات النظام منذ ليل السبت بسرعة انطلاقاً من حي مساكن هنانو، الحي الأول الذي سيطرت عليه الفصائل المعارضة في صيف عام 2012 وأكبرها مساحة. واستغل المقاتلون الأكراد، وفق المرصد، المعارك للتقدم والاستيلاء على أحياء بستان الباشا والهلك التحتاني أمس الأول والشيخ فارس أمس، التي كانت أيضاً تحت سيطرة الفصائل، التي تتهمهم بالوقوف إلى جانب النظام في النزاع الجاري.

وبحسب المرصد، الذي أحصى منذ منتصف هذا الشهر مقتل 225 مدنياً بينهم 27 طفلاً جراء القصف والغارات على حلب الشرقية و27 مدنياً بينهم 11 طفلاً في غرب المدينة، يأتي التقدم السريع لقوات النظام "نتيجة خطة عسكرية اتبعتها في هجومها وتقضي بفتح جبهات عدة في وقت واحد، بهدف إضعاف مقاتلي الفصائل وتشتيت قواهم".

ودفعت المعارك أكثر من عشرة آلاف مدني بينهم ستة آلاف إلى حي الشيخ مقصود وأربعة آلاف الى مناطق سيطرة قوات النظام، وفق المرصد، الذي أوضح أنها أول مرة ينزح فيها هذا العدد من حلب الشرقية منذ انقسام الدينة إلى شطرين في 2012.

ولاحقاً، أعلنت القيادة الروسية في قاعدة حميميم أمس، تخلي 100 مسلح عن العمل العسكري والخروج من حلب الشرقية عبر الممرات الإنسانية المخصصة خلال الـ24 ساعة الماضية، إضافة إلى أكثر من ثلاثة آلاف مدني منهم 1519 طفلاً .

وفي دمشق، غادر، صباح أمس، خان الشيح في الريف الغربي نحو 2000 مسلح مع عائلاتهم عبر 42 حافلة بسلاحهم الخفيف إلى محافظ إدلب. وأكد مصدر في لجنة المصالحة أن القوات الحكومية تسلّمت جميع قطع السلاح المتوسطة، التي كانت بحوزة المسلحين وتسوية أوضاع كل من رغب في البقاء بالمدينة التي وعدت الجهات الحكومية بعودة جميع الخدمات إليها.

نبّل والزهراء

إلى ذلك، تجاهل إعلام النظام بشكل كامل خبر استهداف بلدات تخضع كلياً للسيطرة الإيرانية في ريف حلب الشمالي، في حين اتهم سكان بلدتي نبل والزهراء روسيا بشنّ 8 غارات بطريق الخطأ تسببت بمقتل ثلاثة على الأقل، وإصابة نحو 15.

وبعد الاتهامات الصريحة من قبل موالي النظام القاطنين في البلدتين وهما من الشيعة الموالين لإيران، أصدرت القيادة الروسية بقاعدة حميميم الجوية الروسية بياناً على "فيسبوك" نفت فيه تنفيذ الغارات وشددت على أنها رصدت الطائرات منفذة الهجمات عبر منظومات الدفاع الجوي، لكن لم نتلق أي أمر بالتعامل معها من القيادة العسكرية في موسكو، ولم نحصل على الإذن بالإدلاء بأي تصريح عن هوية الطائرات. ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية، رواية أخرى عما أسمته مصادر أهلية، بأن الغارات شنتها بطائرات تركية وقصفت الجهة الجنوبية لبلدة الزهراء الموالية، مستهدفةً منازل المدنيين.

وفي وقت سابق، نفذ الطيران الروسي مجزرة في دير الزور راح ضحيتها 35 مدنياً باستهدافه معبراً مائياً على مدخل مدينة وقصف حي الحميدية، الخالي تماماً من أي مقرات تابعة لتنظيم "داعش".

بدوره، أعلن الجيش الإسرائيلي أن طائراته شنت غارة ليل الأحد- الاثنين في الجولان، غداة قيام مسلحي "لواء شهداء اليرموك" المبايع لتنظيم "داعش" باستهداف جنوده في الجزء المحتل من المرتفعات السورية بمدافع رشاشة وقذائف هاون.

وأوضح الجيش أن الطائرات الاسرائيلية "دمرت مبنى مهجوراً للأمم المتحدة استخدمه داعش كمركز عمليات على الحدود وقاعدة لهجوم على القوات"، مؤكداً مقتل أربعة من المهاجمين.

«درع الفرات»

وفي إطار عملية "درع الفرات"، أعلنت هيئة الأركان التركية، أمس، سيطرة فصائل "الجيش الحر" على بلدات الخليلية والعجمي وساب ويران.

وعقب اجتماع وزاري في أنقرة، قال نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد لتركيا أن الطائرة، التي نفذت هجوماً على الجنود الأتراك قرب مدينة الباب يوم الخميس الماضي ليست روسية، مشدداً على أن "الخطوات اللازمة" ستتخذ بشأن الضربة، التي وقعت أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود أتراك على الأقل وإصابة عشرة، بمجرد مراجعة سجلات الضربة الجوية.

في غضون ذلك، اعتبر مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين السورية، أن "قطر بإعلانها دعمها المتواصل للتنظيمات الإرهابية يجعل منها أحد خزانات التطرف والإرهاب والفكر التكفيري"، مؤكداً أن "استمرارها في تزويد الإرهابيين بالأسلحة ليس سوى جرعة لرفع معنوياتهم أمام الهزائم والانهيارات المتلاحقة التي تمنى بها يومياً".

تسلسل المواجهات منذ ٢٠١١
فيما يلي استعراض لتسلسل المواجهات في مدينة حلب منذ اندلاع الثورة الشعبية السورية في عام 2011.

• أبريل ومايو 2011: انضمت حلب إلى التظاهرات ضد نظام بشار الأسد بخروج آلاف الطلاب وتعرضهم لقمع الأجهزة الأمنية.

• 20 يوليو 2012: شنت الفصائل المعارضة هجوما كبيراً على المدينة تمكنت خلاله من فرض سيطرتها على الأحياء الشرقية.

• 8 أغسطس، شنت قوات النظام هجوماً مضاداً بالأسلحة الثقيلة والطيران، واستعادت يوم 23 الأحياء المسيحية.

• 15 يناير 2013: مقتل أكثر من 80 شخصا في قصف شمل جامعة حلب.

• 24 أبريل 2013: سقوط مئذنة الجامع الأموي العائدة الى القرن الحادي عشر.

• 15 ديسمبر 2013: استخدم النظام البراميل المتفجرة وقتل 76 في 4 أحياء.

• أول فبراير 2016: النظام يشن هجوماً واسعاً ويقتل أكثر من 500 في عشرة أيام، ويكسب مناطق استراتيجية له وللأكراد.

• 27 فبراير: اتفاق لوقف الأعمال القتالية برعاية روسيا والولايات المتحدة، يستثني "داعش" و"جبهة النصرة".

• 11 مارس: الطيران السوري ينتهك الهدنة بقصف جوي.

• 22 أبريل: اتفاق الهدنة يسقط مع قصف النظام للأحياء الشرقية ورد الفصائل المقاتلة لاحقاً باستهداف الأحياء الغربية.

• 17 يوليو: الجيش يحاصر حلب الشرقية بعد سيطرته على آخر طرق إمدادها. والنظام وحليفه الروسي يكثفان ضرباتهما.

• 12 سبتمبر: هدنة جديدة بموجب اتفاق روسي- أميركي سقطت بعد أقل من 10 أيام.

• 15 نوفمبر: قوات النظام تستأنف حملتها العسكرية العنيفة مع هجوم على أكثر من جبهة وغارات كثيفة.

• 20 نوفمبر: قوات النظام تدخل مساكن هنانو، أكبر أحياء حلب الشرقية، ثم تسيطر عليه في 26 من الشهر.

• 21 نوفمبر: منظمة الصحة العالمية تعلن أنه "ليس هناك أي مستشفى قيد الخدمة بحلب الشرقية".

• 27 نوفمبر: فرار نحو عشرة آلاف مدني.

• 28 نوفمبر: الفصائل المعارضة تخسر سيطرتها على كامل الجزء الشمالي، لتصبح حلب الشرقية مقسومة الى شطرين.

أهالي خان الشيح يغادرون إلى إدلب ودمشق تعتبر الدوحة أحد خزانات التطرف
back to top