تعد مدينة حلب أبرز جبهة في النزاع السوري، والأكثر تضررا منذ اندلاعه عام 2011، إذ من شأن أي تغيير في ميزان القوى فيها قلب مسار الحرب، التي تسببت في مقتل 300 ألف شخص، وتهجير الملايين وتدمير البنى التحتية. ويجمع محللون على أن معركة حلب أشبه بـ"معركة تحديد مصير"، ومن شأن نتائجها ان تحسم مسار الحرب السورية.

ولم يبق من المدينة العريقة، التي كانت العاصمة الاقتصادية لسورية، سوى خراب. وبعدما كان عدد سكانها 2.5 مليون نسمة قبل النزاع، تراجع اليوم إلى نحو 1.5 مليون.

Ad

ودفع سكان مدينة حلب ثمنا باهظا للنزاع منذ اندلاعه، بعدما باتوا مقسمين بين أحياء شرقية يقطنها نحو 250 ألفا في ظروف إنسانية صعبة جراء الحصار والقصف، الذي لا يستثني المرافق الطبية ومقار الدفاع المدني، ونحو 1.2 مليون في الأحياء الغربية.

وتعد حلب واحدة من أقدم مدن العالم، وتعود إلى 4 آلاف عام قبل الميلاد. وقد توالت الحضارات على هذه المدينة المعروفة بصناعة وتجارة النسيج، والتي تتميز بموقعها بين البحر الأبيض المتوسط وبلاد ما بين النهرين.

وبين عامي 1979 و1982، شهدت المدينة فصولا من قمع النظام السوري لجماعة الإخوان المسلمين. وعادت في التسعينيات لتزدهر مجددا نتيجة حراك تجاري ترافق مع سياسة انفتاح اقتصادي.

ومنذ اندلاع النزاع عام 2011، دمرت المعارك المدينة القديمة وأسواقها المدرجة على لائحة "اليونيسكو" للتراث العالمي. وفي عام 2013، أدرجت المنظمة الأسواق القديمة التي تعرضت للحرق والدمار على قائمة المواقع العالمية المعرضة للخطر.

وطاول الدمار أيضا مواقع تعود الى 7 آلاف عام، وتحولت مئذنة الجامع الأموي العائدة إلى القرن الحادي عشر إلى كومة من الركام. كما لحقت أضرار كبيرة بقلعة حلب الصليبية التي استعادتها قوات النظام من المعارضة بعد قتال عنيف.