واصلت أسعار النفط تراجعها في ظل تنامي حالة عدم اليقين بشأن نتائج محادثات "أوبك" المرتقبة اليوم لبحث مصير اتفاق خفض الإنتاج، عقب مزيد من الأنباء التي أضافت مخاوف المستثمرين حيال الاتفاق المرتقب.

وقالت وكالة الإعلام الروسية أمس، إن وزير الطاقة ألكسندر نوفاك لن يحضر اجتماعات (أوبك)، لكنه مستعد لمناقشة التعاون المحتمل مع المنظمة إذا ما توصلت إلى اتفاق بشأن الإنتاج.

Ad

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن نوفاك قوله "ليس هناك منطق في هذا (الذهاب إلى فيينا في 30 نوفمبر). نحتاج إلى أن تعقد أوبك اجتماعها (أولا)"، مضيفا أن موسكو مستعدة لمناقشة خطوات محتملة للتعاون مع أوبك عندما تتوصل المنظمة إلى اتفاق بين أعضائها.

وقالت متحدثة باسم وزارة الطاقة الروسية، إن موعد عقد مباحثات محتملة بين "أوبك" والمنتجين المستقلين لايزال قيد البحث، وإن نوفاك كثيرا ما قال إن موسكو لا تشارك في اجتماعات "أوبك".

وأجرى وزيرا النفط الجزائري والفنزويلي مباحثات مع نوفاك في موسكو تهدف إلى محاولة إقناعه بالحاجة إلى خفض في إنتاج روسيا من الخام، فضلا عن تثبيته بعد أن وصل إلى مستويات قياسية جديدة هي الأعلى في حقبة ما بعد الاتحاد السوفياتي السابق في الأشهر الأخيرة.

وبعد محادثات مطولة أمس الأول بين خبراء "أوبك" في فيينا، أصرت العراق وإيران على رفضهما مقترح خفض الإنتاج، وفقاً لما أوردته "بلومبرغ" عن مندوب لدى المنظمة.

وتراجعت أسعار العقود الآجلة لخام "برنت" القياسي تسليم يناير بنسبة 1.9 في المئة إلى 47.33 دولارا للبرميل، الساعة 01:46 مساءً بتوقيت مكة المكرمة.

فيما انخفض خام "نايمكس" الأميركي بنسبة 2.15 في المئة إلى 46.07 دولارا.

وتقاوم إيران والعراق ضغوطا من المملكة العربية السعودية لخفض إنتاج النفط، ما يجعل من الصعب علي منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) التوصل إلى اتفاق للحد من الإنتاج حين تجتمع اليوم.

وقالت مصادر في أوبك لـ"رويترز"، إن اجتماع خبراء المنظمة في فيينا والذي عقد الاثنين فشل في تضييق هوة الخلافات بين السعودية أكبر منتج داخل المنظمة، وثاني وثالث أكبر منتجين بالمنظمة بشأن آليات خفض الإنتاج.

ونقل موقع معلومات وزارة النفط الإيرانية على الإنترنت (شانا) عن وزير النفط بيجن زنغنه، والذي من المقرر أن يصل إلى فيينا في وقت لاحق امس قوله "استعادة حصة إيران المفقودة في سوق النفط إرادة وطنية ومطلب للشعب الإيراني".

واتفق أعضاء أوبك -التي تمثل ثلث الإنتاج العالمي من النفط- في سبتمبر على كبح الإنتاج عند ما بين 32.5 إلى 33 مليون برميل يوميا مقارنة مع 33.64 مليونا يوميا، لدعم أسعار الخام التي انخفضت بمقدار النصف منذ منتصف 2014.

وقالت إيران إنها تريد زيادة الإنتاج لاستعادة حصتها السوقية التي فقدتها في ظل العقوبات الغربية، ما أتاح لغريمتها السعودية زيادة إنتاجها.

وفي الأسابيع الأخيرة عرضت الرياض خفض إنتاجها بواقع 500 ألف برميل يوميا، وفقا لمصادر في "أوبك"، واقترحت أن تقيد إيران إنتاج النفط عند أقل من 4 ملايين برميل يوميا. وأرسلت إيران إشارات متباينة بما في ذلك رغبتها في إنتاج 4.2 ملايين برميل يوميا.

وضغط العراق أيضا من أجل مستوى أعلى للإنتاج قائلا إنه بحاجة للمزيد من الأموال لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.

وينصب الخلاف بين العراق والسعودية بشكل أساسي على ما إذا كانت بغداد ستستند لتقديراتها الخاصة لمستوى الإنتاج عند تقييد إنتاج الخام أم لأرقام أقل حسب تقديرات خبراء "أوبك".

وفيما تصاعدت حدة التوتر داخل "أوبك"، قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح في نهاية الأسبوع، إن "أسواق النفط ستستعيد توازنها حتى بدون اتفاق لكبح الإنتاج. وكان الفالح قال في وقت سابق إن الرياض حريصة على التوصل إلى اتفاق.

من جانبه، قال بنك غولدمان ساكس في مذكرة بحثية إنه يتوقع ارتفاع أسعار النفط إلى المستوى الأدنى في نطاق 50 إلى 59 دولارا للبرميل، إذا ما توصلت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إلى اتفاق لتقليص الإنتاج خلال اجتماع من المقرر أن يعقد في فيينا اليوم.

وتشهد الأسواق حالة من عدم الاستقرار قبيل اجتماع "أوبك" مع استمرار عدم التوافق بين أعضاء المنظمة بشأن تحديد المنتجين الذين ينبغي أن يقلصوا إنتاجهم وحجم التخفيض. وبحلول الساعة 0632 بتوقيت غرينتش جرى تداول خام القياس العالمي مزيج برنت بسعر 47.80 دولارا للبرميل.

وقال "غولدمان ساكس" لعملائه في المذكرة البحثية التي صدرت بتاريخ الاثنين، إن سوق برنت يتوقع بنسبة 30 في المئة احتمال التوصل إلى اتفاق بشأن خفض من المفترض أن ينزل بإنتاج المنظمة إلى 32.5 مليون برميل يوميا.

وحذر البنك من أنه في غياب اتفاق فإن زيادة المخزونات في النصف الأول من العام القادم ستعني أن يبلغ متوسط السعر 45 دولارا للبرميل في الصيف القادم.