التجمع السلفي ليس حزباً لكنه يملك نظاماً أساسياً وأميناً عاماً وجمعية عمومية، وأعضاء مجلس أمة وكتلاً برلمانية وعضوية واستقالات وبيانات، التجمع السلفي لا يؤمن بالديمقراطية لكن كل مرشح له يصل للمجلس يقسم على الدستور الذي تقول المادة السادسة منه "نظام الحكم في الكويت ديمقراطي".

التجمع السلفي لا تأخذه بالله لومة لائم، لكنه يزكي مرشحين في الانتخابات لأنهم يمررون معاملات ويصمت عن وزراء ونواب ومسؤولين بحجة "هذا ولدنا"، والتجمع يعلم أن دعوة المظلوم لا ترد، لكنه لا يرد حتى ببيان على مطالب المظاليم كالبدون وغيرهم، في حين يتفرغ لإصدار بيان حاد النبرة مخنوق العبرة عن بكيني نادر في شارع البلاجات، وبوركيني عجيب على شواطئ مرسيليا.

Ad

التجمع السلفي شرعاً يرى الناس سواسية كأسنان المشط، لكنه يراهم اقتصاديا أو تقشفياً عبر عدسات نظرية "موس على كل الرؤوس" التي أبطلتها شواهد الواقع، ولا عزاء للأمشاط وأسنانها وإنسانيتها، التجمع السلفي لا يؤمن بحقوق المرأة السياسية لكنه ومع كل انتخابات يدعوها لدعم مرشحيه والخوض في بحر السياسة لشوشتها.

التجمع السلفي يؤمن رموزه بأن الأمر شورى بينهم وبين قواعدهم لكنهم لم يشاوروا أحداً عند تزكية مرشحي الانتخابات الأخيرة.

كل "ليس" هنا على السطور أعلاه هي "ليست للتجمع في بلاد العجائب"، التجمع السلفي هناك على ناصية السطور هو كذلك، وهو أيضاً ذاك على أرصفة الحروف، لذلك فشل التجمع في إيصال ولو مرشح واحد له في الانتخابات الأخيرة، فالشعب ببساطة يريد ممثلا حقيقياً له في مجلس الأمة، ولا يريد "ممثلا" يؤدي نصف نهاره بطلاً على مسرح التناقضات والنصف الآخر ككومبارس في مسرحيات المواقف.

باختصار التجمع السلفي استنفد كامل رصيده خلال السنوات السابقة، والمواطن اليوم "ما عنده سَلَف" ليس لأنه بخيل، بل لأنه قطعا ليس... "خبل" و"ليس" بـ"ليس" والبادي أظلم.