لبنان: «حملة شيعية» إعلامية هدفها «الثنائي المسيحي»

• باسيل تحت السهام بعد استهداف جعجع • نقولا: العقد الحكومية «مش رمانة بل قلوب مليانة»

نشر في 30-11-2016
آخر تحديث 30-11-2016 | 00:04
 عون مستقبلاً وفداً من جمعية «غداً لبنان» في قصر بعبدا أمس ( دالاتي ونهرا)
عون مستقبلاً وفداً من جمعية «غداً لبنان» في قصر بعبدا أمس ( دالاتي ونهرا)
بات الجميع في لبنان يتحدث عن الخلاف الشيعي - الماروني المتصاعد، الذي ترجم أخيراً بحملة إعلامية من صحيفتي الأخبار والسفير المواليتين لحزب الله، استهدفت طرفي الثنائي المسيحي الجديد زعيم حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ورئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل.
تشي حركة المشاورات الدائرة بين الأطراف بأن تشكيل الحكومة ﻻ يتم بالشكل اليسير، بل تزيد العقد وتكبر التعثرات، ومع اقتراب شهر الأعياد من دون بوادر ولادة قريبة، وبحكم اتكال كل طرف على ضغوط يجريها حلفاؤه على الطرف اﻵخر لتسهيل مهمة تمرير الشروط. وطرأ على عملية تشكيل الحكومة عامل مهم أمس قد يعوق الموعد المبدئي لأجوبة الأفرقاء حول قبولهم بالحقائب التي ستطرح عليهم نهاية الأسبوع الجاري، إذ شنت صحيفة "السفير" اللبنانية حملة إعلامية قاسية تحت عنوان "ليس هكذا يكون الوفاء يا جبران"، استهدفت وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل.

وقالت مصادر متابعة إن "الأمر بات مفضوحاً، فرئيس المجلس النيابي نبيه بري يقود الحملة، وحزب الله هو الشريك"، لافتة إلى أن "المطلوب ضرب التفاهم المسيحي". وأشارت المصادر إلى أن "صحيفتي الأخبار والسفير توكلتا بهذه المهمة في الأسابيع القليلة الماضية بنشر أكثر من مقال يستهدف باسيل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع".

وأضافت: "ما أثار استياء بري هو ما تنامى إلى مسامعه عن توقف البحث بالشأن الحكومي حتى عودة باسيل من البرازيل واستئناف اتصالاته مع نادر الحريري، وكأن مصير الحكومة منوط بهما فقط".

وتابعت: "حتى الآن الألغام أكثر تعقيدا من إمكان تفكيكها، فتيار المردة مصر على حقيبة من ثلاث، الأشغال أو الاتصالات أو الطاقة، ووراءه الرئيس بري المكلف من حزب الله"، مضيفة: "إعطاء المردة غير واحدة من هذه الحقائب يجعله خارج الحكومة، ويتضامن معه الرئيس بري"، مؤكدة أن "حزب الله لا يدخل الحكومة من دون الرئيس بري".

وكانت حملة "السفير" قد شددت على ضرورة إعطاء فرنجية الحقيبة التي يريد، لأنه "ممر إلزامي للحكومة"، وهذا يعني أن الرئيس بري المفوض من "حزب الله" تسمية وزراء حركة "أمل" والحزب لن يشاركوا في الحكومة إلا اذا استجيب لطلب فرنجية.

واللافت أنه أثناء الهجوم على باسيل، تناولت الحملة أيضا تذكيره بما بذل من أجله من جهود سورية مع السعودية، من أجل حصوله على حقيبة الطاقة في الحكومة الأولى للحريري، وتذكيره بأنه لا يجوز بتحالفه مع "القوات اللبنانية" أن يعطيها بما وعدها به من حقائب، إلا بعد انتخاب مجلس النواب الجديد.

ونبه عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب نبيل نقولا "من محاولة البعض رفع السقف بهدف تأخير التشكيل ومن خلاله تأجيل الانتخابات". وحث "كل فريق للعودة الى ضميره، باعتبار أن التشبث بالمطالب يؤخر انطلاقة العهد، وبالتالي يؤخر تخفيف الأعباء الاقتصادية عن اللبنانيين وإقرار قانون عصري للانتخابات".

وقال: "نستبعد أن تكون وزارة الأشغال هي العقدة الأساسية التي تؤخر عملية التشكيل"، وأضاف: "القصة الحكومية مش رمانة، بل قلوب مليانة!".

وذكّر نقولا بأننا "مقبلون على فصل الشتاء، بحيث تتراجع وتيرة عمليات التزفيت وصيانة الطرق"، لافتا الى أنه "اذا كان هناك من يفكر بالأشغال كوزارة خدماتية لرفع شعبيته قبل موعد الانتخابات النيابية، فهو مخطئ، خاصة أن زمن التصرف والإنفاق من دون حسيب أو رقيب ولى الى غير رجعة".

باسيل

في موازاة ذلك، شارك الوزير باسيل في حفل العشاء الذي أقيم مساء أمس الأول في البرازيل في اختتام أعمال مؤتمر الطاقة الاغترابية الأول لقارة أميركا اللاتينية، حضره وزير السياحة ميشال فرعون وحشد من المشاركين في المؤتمر.

وقال: "أدعوكم إلى استعادة جنسيتكم اللبنانية والمحافظة على هوية وطنكم المهددة، نحن في لبنان ندفع دمنا ثمنا للمحافظة على هويتنا، وجيشنا يستشهد على حدودنا حفاظا عليها، ما عليكم إلا القيام بجهد بسيط لا يتطلب منكم لا المال ولا الوقت ولا التنازل عن أي شيء يخص انتماءكم الى الوطن الذي تقيمون فيه، إن كان البرازيل أو غيرها، وتحصلون بالتالي على جنسيتكم اللبنانية التي من خلالها يعطى لكم حق المشاركة في الانتخابات في لبنان، فنحن بحاجة إلى أن يكون صوتكم مسموعا".

واعتبر باسيل أن "قضية استعادة الجنسية اللبنانية هي مسألة حياة أو موت للبنان، إنها قضية أمان قومي للبنان، وهذا ما يبقينا على قيد الحياة، ويجعلنا نتنفس حرية وكرامة".

جعجع يلوح بـ«حكومة دستورية»
لوح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بالذهاب باتجاه "حكومة دستورية"، في حال لم تظهر أي حلول لأزمة تشكيل حكومة.

ورأى في حوار صحافي أن "ما يجري على مستوى تشكيل الحكومة من تنازع على الحصص والحقائب هو الوجه المبطن لاستهداف التحالف بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية".

وأكد أن "أقصى أمنياتنا أن يتوسع بيكار محور بعبدا – معراب- بيت الوسط، ليشمل عين التينة والضاحية، علما بأن نجمة هذا المحور الدائمة هي الحزب التقدمي الاشتراكي".

back to top