خاص

أحمد صالح لـ الجريدة•: كل الحكومات حنثت بوعودها للنوبيين

عضو اللجنة المشكلة لصياغة القانون: السادات حاول ومبارك تركها للأمن و«الريف المصري» فجر الموقف

نشر في 30-11-2016
آخر تحديث 30-11-2016 | 00:00
رئيس هيئة آثار أسوان أحمد صالح
رئيس هيئة آثار أسوان أحمد صالح
قال رئيس هيئة آثار أسوان أحد أعضاء اللجنة المشكلة لصياغة مشروع قانون "إعادة تعمير وتوطين بلاد النوبة القديمة" أحمد صالح، إن الترويج لرغبة النوبيين في الانفصال والاستقواء بالخارج شائعات تستهدف حقهم في العودة إلى أماكن إقامتهم خلف السد العالي، مشدداً خلال مقابلة أجراها مع "الجريدة" على أن اغتيال الرئيس الأسبق أنور السادات عطل مشروعه القومي بإعادة تسكين النوبيين، وفيما يلي نص الحوار:

• هل لك أن تطلعنا على أسباب تصاعد أزمة أهالي النوبة أخيراً؟

ـــ مشكلة النوبيين تعود إلى نحو قرن من الزمان، وتحديداً عام 1889، وقت إنشاء "خزان أسوان" الذي تسبب في تهجير سكان ما يقرب من 24 قرية نوبية، ثم زادت المشكلة بعد تهجير النوبيين من أماكن إقامتهم، بعد قرار الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر، بناء السد العالي 1964، وللأسف جميع الحكومات المصرية التي تولت المسؤولية عقب الانتهاء من بناء السد وعدت النوبيين بتعويضات مناسبة ووعود أخرى بإعادتهم مجدداً إلى مكان إقامتهم الأول على جانبي "بحيرة ناصر"، إلا أنه لم تفِ أي حكومة بتلك الوعود، كما أن القرارالجمهوري رقم 444 الصادر في 2014 الذي خص الحدود الجنوبية لمصر مع السودان، وحدد مسافة 100 كيلو منها منطقة عسكرية يحظر التواجد المدني فيها، بدد آمال النوبيين في العودة، رغم أن المادة 236 من الدستور أكدت حق النوبيين في العودة خلال 10 أعوام، والذي فجر الأزمة في الوقت الحالي، أن الأهالي فوجئوا بقيام شركة "الريف المصري" ببيع أراضي منطقة "خورقندي" للاستثمار في حين أنها من أراضي النوبة.

• ما سبب تمسك النوبيين بالعودة؟

ـــ الدستور والقانون أكدا حق النوبيين في العودة، ولاشك أن مناطق إقامة النوبيين الأولى تمس وجدان كل منهم، من حيث الارتباطات الثقافية لكل منهم، كما أن تلك المناطق غنية بالثروات جداً ففيها مناجم ذهب و"منجنيز" وبحيرة ناصر، والدولة تريد إقامة مشاريع على هذه الأراضي ونحن لنا حقوق تاريخية فيها.

• ماذا عن الاتهامات التي تطول النوبيين بالرغبة في الانفصال والاستقواء بالخارج؟

ـــ كلها محاولات تشويه للجماعة النوبية للنيل من مطلبهم المشروع في حق العودة، ولا مجال لأي مزايدة على وطنية أهالي النوبة الذين تركوا أراضيهم من أجل مشروع قومي وهو بناء السد، وللأسف الثقافة السائدة في مجتمعاتنا أن كثرة المطالبة بالحقوق تجعل الناس تشك في نية المطالب، والرئيس الأسبق محمد حسني مبارك هو السبب في إحالة ملف النوبة إلى جهاز الأمن للتعامل معها، بينما الرئيس الراحل أنور السادات هو الوحيد الذي وعد النوبيين بالعودة وبدأ إقامة نماذج سميت "نماذج العودة"، وهي عبارة عن ثلاث قرى نوبية أطلق عليها أسماء "الشهداء، والعبور، والسلام"، بالقرب من معبد أبوسمبل، لكن اغتياله لم يمهله لاستكمال مشروعه الوطني.

• ما أسباب هدوء الأزمة في الوقت الحالي؟

ـــ النائب مصطفى بكري وعد أهالي النوبة بتنظيم لقاء قريب مع رئيس الحكومة المهندس شريف إسماعيل، لحل مشاكلهم، ومطالب الجماعة النوبية هي تعديل القرار الجمهوري 444 فيما يخص الحدود الجنوبية لمصر، بما لا يتعارض مع الأمن القومي للبلاد، ودون المساس بأمن مصر، وتفعيل المادة 236 من الدستور، والتي تنص على عودة أهالي النوبة خلال 10 أعوام.

back to top