«ريا وسكينة»... نص مختلف تنقصه جرأة تغيير العنوان

المخرج العوضي قدم معادلة سليمة لعناصر العرض المسرحي

نشر في 01-12-2016
آخر تحديث 01-12-2016 | 00:03
الحسيني والحداد في «ريا وسكينة»
الحسيني والحداد في «ريا وسكينة»
عرضت فرقة المسرح الشعبي «ريا وسكينة» في مهرجان «أيام المسرح للشباب»، من تأليف وإخراج أحمد العوضي، الفائز بجائزة الدولة التشجيعية لعام 2016.
قدمت فرقة المسرح الشعبي العرض قبل الأخير في المسابقة الرسمية لمهرجان "أيام المسرح للشباب" بدورته الـ 11، تحت عنوان "ريا وسكينة"، تأليف وإخراج أحمد العوضي.

عنوان العرض "ريا وسكينة" يدل على أن النص مأخوذ عن قصة الكاتب المبدع نجيب محفوظ، التي تحمل الاسم نفسه، عن القصة التاريخية والحقيقية التي حدثت عام 1920، عن الشقيقتين القاتلتين ريا وسكينة، وأصبحت قصتهما وجرائمهما مصدر إلهام للعديد من الأفلام والمسرحيات وبعض الكتب، حيث قدمها نجيب الريحاني أولا على خشبة المسرح، من خلال عرض "قضية ريا وسكينة"، ثم المخرج صلاح أبوسيف في الفيلم السينمائي عام 1953، من بطولة أنور وجدي وفريد شوقي وشكري سرحان ونجمة إبراهيم، وبعده فيلم "إسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة"، وفيلم آخر في ثمانينيات القرن الماضي ليونس شلبي وشريهان.

لكن يبقى العمل الأنجح على الإطلاق هو مسرحية "ريا وسكينة" الكوميدية للنجوم الكبار شادية وعبدالمنعم مدبولي وسهير البابلي وأحمد بدير.

نص مختلف

وما حدث مع العوضي المؤلف، أخذ خيوط القصة وإطارها العام، وبدأ يشكل نصه الخاص والمختلف، مضيفا إليها شخصية "يوسف" ابن "ريا"، الذي ولد معاقا، فكرهته ولم تتقبله إلى أن كبر، ولم يلقَ منها حنان الأم منذ ولادته، لذا كان يجب على الكاتب أن ينتهز الفرصة في هذا النص المؤلف الجديد، وأن يكون أكثر جرأة في إطلاق عنوان آخر، بعيداً عن "ريا وسكينة"، وأن يقدم الشخصيات بأسماء مختلفة.

وعلى صعيد الإخراج، قدم العوضي معادلة إيقاعية سليمة لعناصر العرض المسرحي، وما ساعده في ذلك كثرة الشخصيات وتنوعها. ولكي يعطيها حقها الكامل، فرض ذلك إيقاعا سريعا وممتعا، على طريقة "الفلاشات"، واستغلاله المتقن لمناطق الخشبة وفضاءاتها.

مجانية القفشات

لكن المأخذ السلبي على العرض، هو السماح بمجانية القفشات الكوميدية في المسرح التجاري على حساب مأساوية الموقف الدرامي، ما أخلَّ بالسياق العام للعرض.

على صعيد الأداء، أجاد الفنان علي الحسيني تجسيده لشخصية "يوسف" وروحها، كما أحسن الفنان خالد السجاري تمثيله لشخصية "عامر" زوج "ريا" في وجهيها المأساوي والكوميدي، وكذلك الممثل محمد عاشور في دور خطيب "سكينة" والحس الكوميدي الجميل، بيد أن بعض الممثلين والممثلات كانت مخارج حروفهم تائهة، فصعب فهم ما تريد شخصياتهم إيصاله للمتلقين.

يبقى القول، إن مسرحية "ريا وسكينة" قدمت مؤلفا ومخرجا وممثلين جيدين ومتمكنين من أدواتهم.

طاقم المسرحية

تأليف وإخراج: أحمد العوضي، تمثيل: علي الحسيني، سماء العجمي، خالد السجاري، نوف السلطان، حسين الحداد، محمد عاشور، فرح الحجلي، رندا. إضاءة: عبدالله النصار، أزياء: رابعة اليوسف، ديكور: عبدالله الشطي، تأليف وتوزيع موسيقي: عبدالله عباس، تركيب الإيقاعات: د. عبدالحميد الصقر، عزف ناي: فهد البحري، عزف عود و"مكساج وماستر": صهيب العوضي، آهات: سيد الكاظمي، الصوت: منتظر الزاير، ماكياج: زينب المؤمن، مساعد مخرج: موسى كاظم.

back to top