سليمان الديكان استلهم في «دساتين» التراث نغماً
قدم عبر فرقته 8 مؤلفات موسيقية متنوعة بين القديم والجديد
تنوعت مؤلفات سليمان الديكان الموسيقية الثمانية التي قدمها في دار الآثار بين الأجواء الروحانية والإيقاعات البصرية.
استدعى المايسترو د. سليمان الديكان وفرقته الموسيقية في الحفل الذي أقيم في مركز اليرموك الثقافي دار الآثار الإسلامية، التراث الإسلامي الموسيقي «دساتين»، وقدم 8 مؤلفات أنغامها مستوحاة من تاريخ الدين الحنيف، وعطر المكان بذكرى الحبيب المصطفى صلى الله وعليه وسلم.استقبل الجمهور الحاشد الذي ملأ جنبات المسرح بشقيه، بإجلال تام، مؤلفات الموسيقار الكبير سليمان الديكان التي نهلها من التراث الإسلامي الموسيقي وأئمته مثل الكندي وجمله اللحنية، وابن سينا وعلمه في توافق الأصوات، والفارابي وتنوع دروبه الإيقاعية.وطالب الحضور من الديكان وفرقته الموسيقية الرائعة بإعادة بعض مؤلفاته الموسيقية، وتفاعل معها مجددا تارة بالتصفيق المتواصل ومرات بترديد الكلمات على وقع الأنغام، مثل «طلع البدر» و»الحمد لمن».
واستهل المايسترو سليمان الديكان وفرقته الحفل بتقديم المقطوعة الموسيقية «الهجرة» التي نقل فيها المستمعين الى أجواء الاستقبال الحافل لسيد الخلق في المدينة المنورة بالدفوف وأهازيج الفرح وزغاريد النصر، وهم يتغنون بالأغنية التي باتت أنشودة في فم الزمن «طلع البدر علينا من ثنيات الوداع».وانتقل الديكان بمؤلفاته الموسيقية من الأجواء الروحانية الى الإيقاعات البصرية عبر «المنمنمات» التي صور فيها لحنيا الزخارف التي كانت وستظل واحدة من الفنون التي تجسد أرفع درجات التذوق في الفنون التشكيلية.وسافر الديكان بألحانه الى مرافئ القصيد ونقل بحس رفيع موسيقى أشطارها وجرس إيقاعها، ثم استلهم الحضارة العربية في بلاد الأندلس وألحانها وأنغامها وإيقاعاتها في مقطوعة «الوشاح». وتجلى التوافق في أسمى صوره في مقطوعة «السلام» بين ألحان الديكان وفرقته الموسيقية التي ضمت، على سبيل المثال لا الحصر، العازفين مصطفى عبدالخالق على «الناي» وشجنه، ورضا رجب على «الكمان» ورومانسيته، ورضا محمد على «القانون» ونغماته الأصيلة، وياسر السيد على «الشيلو» وصخبه، وديترو واليكسندر على «البيانو» الشجي، وماريا على «الفلوت» وعمق إحساسه.ثم قاد الديكان فرقته الموسيقية إلى عمق التراث الغنائي الكويتي بمقطوعة «يا مرحبا»، وبعدها «الحمد لمن» للراحل عبدالله الفرج، التي أعاد صياغة لحنها الموسيقار الكبير غنام الديكان.واختتم وفرقته الحفل بأنغام «غفار الزلة»، وهو من الألحان البحرية الكويتية القديمة التي كانت تحرك همة البحارة وتخفف من وطأة أعمالهم الصعبة في كل ظروف البحر.وشارك في بعض الفقرات بالغناء كل من سعد المزيعل «الأداء الديني»، وخالد بن حسين» الأداء البحري»، ومعهما المرددون سليمان معيوف ومحمد الحبيتر وثنيان العميري وعبدالله الخيرالله وعبدالله المطيري ومبارك الشطي وفهد المطر ومحمد البلوشي وفهد النافع وفيصل إبراهيم.
ريستاني قدم الموسيقى الكلاسيكية
في مسرح عبدالحسين عبدالرضا، قدم عازف البيانو الشهير باولو ريستاني أمسية موسيقية مساء أمس الأول تضمنها الكثير من المقطوعات الموسيقية، سواء التي يقف وراءها تأليفا أو تلك التي استوحاها من أعمال أشهر العازفين العالميين في الحقب الزمنية الماضية، أمثال رافيل وديبوسي وغيرهما.حلق ريستاني بالجمهور إلى عوالم بعيدة من الموسيقى الكلاسيكية بدأت بمقطوعة موسيقية ترحيبية من تأليف ريستاني، قبل أن يبدأ بتقليب تاريخ رافيل ويختار من بين أعماله الشهيرة أكثر من عمل، حيث اشتهر رافيل بكثير من المؤلفات منها التي تحتاج الى براعة مطلقة من العازف مثل «جو دو» و«ميروارز» و«لو تومبو دو كوبرين» و«جاسبارد دو لا نوي»، وقد تفاعل الجمهور مع عزف ريستاني، على الرغم من عدم وجود بروشور يوضح أسماء المقطوعات الموسيقية، لكن من المتعارف أن للموسيقى لغتها الخاصة التي يمكن التعامل معها بشكل مباشر، حيث إن الموسيقى لغة مفهومة نشعر ونحس بها ونتفاعل معها، لذا لم يكن غريبا انسجام الجمهور مع أنامل العازف الإيطالي من مقطوعة الى أخرى. الجميل في المقطوعات التي اختارها الإيطالي ريستاني أنها تناولت في أفكارها كثيرا من الموضوعات الإنسانية، حيث مزجت ما بين العاطفة والسلام والحب والهجران.
الفرقة قدمت ثلاث معزوفات من التراث الكويتي