قدمت فرقة المسرح الكويتي عرض «عطسة» للمخرج عبدالله التركماني في المسابقة الرسمية لمهرجان أيام المسرح للشباب، وهو يتناول معاناة الإنسان المعاصر.

ومن اللافت أن يقيد اسم محمد المسلم في خانة التأليف في كتيب العرض، لا في خانة الإعداد الدراماتورجي أو القراءة الدراماتورجية أو الإعداد المسرحي أو التوليف، خاصة أن العمل مقتبس من القصة القصيرة «وفاة موظف» للكاتب الروسي أنطون تشيخوف، إضافة إلى مشهد مسرحي من «الدب» لتشيخوف أيضاً، والمعروف أن برتولت بريشت كان أول من طبق مفهوم دراماتورج فعليا في تحليله للنص مع الممثل في إعداد الكلاسيكيات للمسرح.

Ad

وكان على المُمسرِح أو المُعد أن يذكر أن ثمة اقتباسا أو إعدادا من قصة ومشهدا لمسرحية تشيخوف، خاصة أنه اعترف بذلك عند استخدامه لتقنية «مسرح داخل مسرح» بالقول نحن أمام عرض «الدب»، لذا يجب الاهتمام بذكر المصدر.

نأتي إلى المخرج الذي قدم عرضاً متكاملاً، بيد أن الإطالة وبطء الإيقاع فيه يؤكدان مسألة واحدة هي التأثر بمسرحيات تشيخوف، حيث يخلق هذا الإيقاع الإحساس بمرور الزمن بلا جدوى وبالملل وعدم القدرة على الفعل، وكل ذلك من مكونات المعنى، خاصة في إطالة مشهد دخول الموظف المحترم الذي يجلس في الصف الثاني إلى حين وصول المسؤول المهم الذي يجلس في الصف الأمامي ويتلقى آثار عطسة ذلك الموظف على صلعته. وكذلك مشهد ذهابه للاعتذار من المسؤول المهم إذ تضمن أغنية «يا منيتي» في إطالة لا داعي لها.

وعلى الرغم من كل الملاحظات إلا أن التركماني استطاع أن يطلق العنان لإبداعاته كمخرج محترف يجيد اللعبة المسرحية، وهذا العمل يستحق أن يمثل الكويت في المهرجانات.

أما الممثلون فقد أجادوا تأدية أدوارهم، كما أظهر الفنان عبدالعزيز النصار براعة كبيرة في لعب الكوميديا والتراجيديا في آن واحد، لذا سيغدو نجماً لأنه يمتلك كل المقومات.