أقامت رابطة الأدباء الكويتيين محاضرة بعنوان "التواصل بين دول الخليج وأميركا"، حاضر فيها رئيس المجلس الوطني للعلاقات العربية - الأميركية

د. جون دوك أنتوني، وقام بتقديمه د. خالد الجابر.

Ad

عرَّف د. الجابر المحاضر، وقال إن د. أنتوني ابن المنطقة، وربما أطلق عليه البعض "لورانس الخليج"، ومنذ الستينيات بدأ يزور المنطقة ويتعلم اللغة العربية، وخدم في أكثر من مؤسسة، سياسية واقتصادية، وأثمر هذا الجهد أن أنشأ مجلس العلاقات الأميركية - العربية، وعمر المجلس 25 سنة، ومن خلاله قدم خدمات كثيرة، وبنى جسورا تربط الولايات المتحدة الأميركية بطرح القضايا العربية.

دراسات وبحوث أكاديمية

من جانبه، قال د. أنتوني إن الخليج اليوم بالواجهة في وسائل الإعلام مع مراكز صنع القرارات، ومع ذلك هناك إهمال كبير في دراسة المنطقة، بل إن أغلب الدراسات والبحوث الأكاديمية خلال المسيرة التي عاشها، والتي تصل إلى 40 سنة، بعيدة عن تناول المنطقة الخليجية، وبالتحديد الكويت، بل هناك تصور نمطي غير واقعي لها.

وركز د. أنتوني في الدراسات التي قام بها شخصيا على طرح العديد من التحديات، وحاول نقل ثقافة المنطقة وتاريخها، خصوصا في الخليج، إلى المجتمع الأميركي والمؤسسات الأكاديمية والبحثية، والشباب.

وتناول المساهمات التي يقوم بها المعهد الثقافي العربي بواشطن في نقل المعرفة والحضارة العربية إلى الولايات المتحدة، ومساهمات العرب في العلوم والفلك والطب والرياضيات، والإرث الإنساني الذي نعيشه.

التصور المستقبلي

وأشار د. أنتوني إلى أن الزوار العرب يسعون إلى تغيير الصورة السلبية لدى الأميركيين، وهم يهدفون من خلال هذه الجهود إلى تغيير القناعات السلبية الموجودة عنهم إلى صورة إيجابية ترسم واقعا أكثر عمقا وفهما، بعيدا عن التصورات السلبية.

وأضاف: "المجلس أقام العديد من البرامج والندوات والمؤتمرات، بالتعاون مع المؤسسات الأكاديمية في الخليج، لتبادل التصورات والأفكار حول أغلب القضايا التي تطرح، والتي رسمت الكثير من القناعات المختلفة".

صورة نمطية

وأوضح د. أنتوني أن المنطقة الخليجية ارتبطت ولا تزال بشكل كبير بتصدير الغاز، وتلك صورة نمطية جامدة مازالت موجودة في العقلية الأميركية بشكل واسع، وربما وسائل الإعلام الكبيرة كانت سببا في رسم هذه الصورة، وهي تنقل ما يدور في المنطقة، رغم المساهمات والمساعدات التي تقدمها دول الخليج، وبالتحديد الكويت، إلى دول العالم والدول الفقيرة، مقارنة بالولايات المتحدة نفسها، مبينا أن الفارق ربما يقارب 1 – 50 في المئة، وهي نسبة كبيرة جدا مقارنة بأكبر دولة في العالم.

وأشار إلى أن هناك حضورا خليجيا برز في العقود الأخيرة،

فالكويت ترسل أبناءها لكي يتعلموا ويتدربوا ويكونوا جزءا من الحراك والتغيير، إضافة إلى الاقتصاد والاستثمارات الكبيرة في المحافظ وبناء المشاريع التي تقوم بها دول مجلس التعاون، وللأسف تلك الصورة الإيجابية غائبة، أما الصورة السلبية فحاضرة بقوة.

ولفت إلى أن المجلس درس هذه المواضيع، وربما ساهم في تغيير التصور النمطي الموجود في العقلية الأميركية، حيث تم التركيز على الجيل الجديد، وأخذوا مجموعة من القيادات المستقبلية التي تريد أن تدرس المنطقة وتتعرف عليها في جولات بدول الخليج والعالم العربي، لكي تتضح لهم الصورة بشكل كبير.

يشار إلى أن المحاضرة شهدت حضور عدد من المثقفين، في مقدمتهم د. خليفة الوقيان، والأمين العام لرابطة الأدباء الكويتيين طلال الرميضي، والشاعر والباحث خلف الخالدي.