جاءت جوائز «آفاق السينما العربية» متوافقة مع الأفلام التي لاقت استحسان الحضور، من بينها المصري «لحظات انتحارية» للمخرج إيمان النجار، والسعودي «بركة يقابل بركة» للمخرج محمود الصباغ، وحصلا على شهادة تقدير وإشادة من لجنة التحكيم.

وحصد الفيلم السوري «حرائق» للمخرج محمد عبد العزيز جائزة لجنة التحكيم الخاصة، فيما ذهبت «أفضل فيلم» إلى التونسي «زيزو» للمخرج فريد بو غدير.   

Ad

اللافت أن غالبية الأفلام التي عرضت في المسابقة تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن المرأة كانت وستظل الحافز إلى التغيير الذي تهدف إليه المُجتمعات العربية.

«حرائق»

يرصد السوري «حرائق» الحرب بعيون النساء من خلال قصص أربع نساء من شرائح اجتماعية مختلفة استطاعت الحرب أن تتحكّم في مصيرهن. تعمل وداد (نانسي خوري) في مزرعة لتسمين الدواجن، وهي تحبّ ابن خالها، بينما تريد أمها أن تزوّجها برجل ثري يكبرها كثيراً في السن. أما خولة (رنا ريشة) فتدخلها أمها السجن لتحميها من بطش أخيها. نرى أيضاً الفتاة المسعفة (جفرا يونس) التي تنتمي إلى أسرة ميسورة الحال، وتكتشف أنها حامل من صديقها، فتخوض معركة لرغبتها في الاحتفاظ بالجنين. ولا ننسى أم علي (أماني إبراهيم) التي يريد تنظيم الدولة الأسلامية استغلالها في تنفيذ تفجير انتحاري في العاصمة دمشق.

استطاع المُخرج محمد عبد العزيز أن يبيّن لدى النساء الأربع، رغم وجودهن في بيئة مليئة بالحروب والحرمان، رغبة في الحصول على حياة تسود فيها «الحرية والكرامة».

«بركة يقابل بركة»

يناقش «بركة يقابل بركة» حرية المرأة، وضرورة كسر التابوهات المُجتمعية، وكيف يمكن لمشاعر الحب أن تنمو في ظل تقاليد منغلقة تتحكّم في آليات الأمور في المجتمع من خلال حبكة درامية طغى عليها الجانب الإنساني.

«لحظات انتحارية»

المرأة في «لحظات انتحارية» تعني بقاء الوطن في ظلّ تقلبات سياسية ترصدها الأحداث، من خلال شابة مصرية تضيق بالأحوال الاجتماعية والسياسية في بلادها فتقرر السفر، ولا يمنعها من تنفيذ قرارها إلا اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير. 

يرصد الفيلم نماذج أشخاص شديدي الخصوصية مبيناً رؤية كل منهم للأحداث من حوله، لعل أبرزهم «الخادمة» التي اختارت أن تداوي الجرحى في الميدان، وجعلت منها المُخرجة أيمان النجار محركاً أساسياً للأحداث تشدّ البطلة وغيرها إلى البقاء في الوطن.  

«زيرو» 
يرصد الفيلم التونسي «زيرو» لفريد بوغدير رحلة «عزيز» أو «زيزو» بحثاً عن عمل ومورد رزق في مدينة تعج بالانتهازية. يتحوّل المسار ويصير الشاب بطلاً وطنياً رغماً عنه في مصادفة خلال أحداث تدور في حي سيدي بوسعيد سنة 2010، ذلك في فترة فاصلة بين الثورة التونسية وما بعدها. تحوّل الشاب الساذج «زيزو» في نهاية الفيلم بفضل محاولته تخليص حبيبته من سجنها إلى بطل وطني يرفع فوق الأعناق. في صورة كاريكاتورية تشبث بصورة ضخمة للرئيس معلقة على الجدار الخارجي، وهو ينزل إلى الأرض فتمزقت وصار الشاب الأبله بطلاً دون اختيار منه.

لم تحظ بقية العروض للأسف بحضور جماهيري كبير، فيما أبدى الحضور استياء من قلة جودة الصورة في بعض الأعمال أو عدم توفير شاشة مناسبة للعرض.