عرس مبارك يا كويت الخير
إن الدوافع التي أدت إلى حل المجلس السابق كانت دوافع سياسية وأمنية مرتبطة بالأحداث التي تدور في المنطقة العربية، ومنها ما هو بالقرب من حدودنا، لذلك نأمل نحن المواطنين أن يعي كل من الحكومة والمجلس حجم الهاجس الذي ينتاب المواطن، ويعملا على تجنيب الكويت أي تأثيرات سلبية لما يدور بالقرب منا.
انتهى العرس الانتخابي، ونبارك للإخوة الفائزين بثقة الناخبين، وليعلموا أن الله قد أوكل لهم أمانة عظيمة، فليحافظوا عليها وإلا فإنها ستكون حسرة وندامة ووبالاً يوم القيامة، أما من لم يوفقوا للوصول إلى قبة عبدالله السالم فربّ ضارة نافعة، استفيدوا من هذه الكبوة وجددوا خطابكم وصلتكم مع أبناء وطنكم، وقبل هذا وذاك اعلموا أنها إرادة الله ليعفيكم من تحمل الأمانة، وهو الأعلم بمصالحكم، وخسارة انتخابات ليست نهاية المطاف في خدمة وطننا العزيز، وكل منا عليه أن يخدم وطنه من موقعه وعمله. فالوطن بحاجة إلى كل الجهود، ومن المهم أن جولة المعركة الانتخابية قد انتهت بكل ما رافقها، وألا تترك أثرا سلبيا، فالانتخابات يوم والأخوة وصلة الأرحام والعلاقات الاجتماعية ومصلحة الكويت دوم، وبهذه المناسبة أخص بالمباركة الأخت النائبة صفاء الهاشم التي أثبتت علو همتها، وأنها على قدر المسؤولية والمنافسة.
فقد تجاوزت كل العراقيل القانونية وغيرها لعرقلة ترشيحها ولإيمانها بسلامة موقفها وقدرتها العالية على خوض غمار المعركة الانتخابية، وبتعاون كامل من قواعدها الانتخابية من إحراز مركز متقدم، وعليها أن تواصل حملتها ضد الفساد والمفسدين مع وجود نسبة لا بأس بها من الأعضاء الذين نظن بهم خيرا، ونأمل أن يقدموا مصلحة الوطن أرضا ونظاما وشعبا على كل المصالح الشخصية والحزبية والطائفية. إن الفكرة والدافع والطريقة التي تم بها حل مجلس الأمة أساسا كانت سابقة في الحياة البرلمانية الكويتية، ولكن الرياح لم تأتِ كما اشتهى من سعى وراء الحل، فانتبهت أطياف من المعارضة لذلك، وقررت المشاركة بهدف التغيير من الداخل، لذلك جاءت المشاركة بنسبة وصلت إلى 70%، وباتت الآمال معقودة على النواب ورئيس الحكومة المقبلة المزيد من التعاون والعمل الجاد والمثمر وبروح المسؤولية لتحقيق الاستقرار السياسي، فنحن في هذا البلد قد ضربنا أرقاما قياسية في عدد الحكومات، والمجالس النيابية، بما ساهم بشكل رئيس في تعطيل التنمية على كل الصعد، وتأخرت الكويت على كل المؤشرات الاقتصادية والإدارية والتنموية، فإلى متى سنبقى على هذه الحال؟ ومتى وكيف تعود الكويت إلى مكانتها الريادية وتصبح مركزا ماليا واقتصاديا، في ظل عدم وجود استقرار سياسي وتشريعي؟ إن الدوافع التي أدت إلى حل المجلس السابق كانت دوافع سياسية وأمنية مرتبطة بالأحداث التي تدور في المنطقة العربية، ومنها ما هو بالقرب من حدودنا، لذلك نأمل نحن المواطنين أن يعي كل من الحكومة والمجلس حجم الهاجس الذي ينتاب المواطن، ويعملا على تجنيب الكويت أي تأثيرات سلبية لما يدور بالقرب منا، وأن يعمل نواب الأمة وخصوصاً العائدين على تصحيح بعض التشريعات التي ارتكبها المجلس السابق، فقد جاءتهم الفرص لتصحيح أوضاعهم، فالشعب لن يمنح فرصة أخرى لمن يتخاذل منهم.والحافظ الله يا كويت.