يستعد الناخبون الإيطاليون للتوجه لصناديق الاقتراع في استفتاء مصيري على إصلاحات دستورية تحد من صلاحيات مجلس الشيوخ إلى حد كبير، وتنقل الصلاحيات من حاكمي المحافظات إلى الحكومة.

وفي حال رفض الإصلاحات، التي يقترحها رئيس الحكومة ماتيو رينزي (يسار وسط)، قد يستقيل الأخير من منصبه، وإلى انتخابات مبكرة تفيد استطلاعات الرأي ان «حركة خمسة نجوم» الشعبوية قادرة على الفوز بها.

Ad

ويعول الشعبويون في «حركة خمسة نجوم» الذين أصبحوا على رأس نحو ثلاثين مدينة، على فوز خيار الـ«لا» في الاستفتاء المقرر إجراؤه بعد غد الأحد.

وفي الأيام الأخيرة قبل الاستفتاء، أصبحت الحملة حامية بين زعيم «حركة خمسة نجوم» الممثل الهزلي المتحدر من جنوى بيبي غريللو ورئيس الوزراء رينزي، بعد أن تبين أن حزبيهما متساويان في نوايا التصويت.

وزادت حدة التوتر تدريجياً بين الرجلين وذهب غريللو إلى حد وصف رئيس الحكومة بـ»الحيوان الجريح»، بعد استطلاعات رأي سلبية، فرد خصمه عليه بالإشارة إلى الفضائح التي لطخت أخيراً سمعة الحزب الشعبوي ونزاهته.

وخلال كل تجمع يؤكد بيبي غريللو «سننظم انتخابات مبكرة في حال فوز اللا في الاستفتاء»، وكان التجمع الأخير أمس في مدينة تورينو، المحطة الاخيرة في الرحلة بالقطار التي قادت أنصاره عبر كل أنحاء ايطاليا لدعم الـ«لا».

والإصلاح الذي يدعو اليه رينزي منذ اشهر بحماسة يرمي الى تأمين استقرار سياسي اكبر لإيطاليا التي توالت عليها 60 حكومة منذ 1946، من خلال الحد من صلاحيات مجلس الشيوخ الى حد كبير، ونقل الصلاحيات من حاكمي المحافظات الى الحكومة.

وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة التي يحظر نشرها منذ 10 أيام وحتى موعد الاستفتاء، تقدم الـ«لا» من 5 إلى 8 نقاط.

ويبدو أن دعوات الرئيس الأميركي باراك أوباما والمستشارة الألمانية انغيلا ميركل هذا الأسبوع للتصويت بنعم، صبت في مصلحة غريللو الخصم اللدود لكبار البيروقراطيين.

وبدفع من بريكست والاتجاه الشعبوي الذي برز عبر الأطلسي بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، تؤكد الحركة أنها قادرة على تولي السلطة في البلاد، وان لديها خبرة على الصعيدين المحلي والوطني.

إلا أن العديد من الخبراء في الحياة السياسية الإيطالية يشككون في ذلك، لأنهم يعتبرون ان الحركة الناشئة غير قادرة بعد على تحقيق طموحاتها. ويرى البعض أن «خمسة نجوم» يجب ان تكون في صفوف المعارضة الدائمة.

وقالت جوليا غريللو (41 عاماً) زعيمة كتلة «خمسة نجوم» في مجلس النواب، إن «غاية الذين يطلقون هذه المزاعم هي تشويه سمعتنا». وأضافت: «هناك قواعد في برلمان هذا البلد لا تسمح لأحزاب مثلنا بالتأثير فعلياً على حياة الإيطاليين، فالحل الوحيد بالنسبة لنا هي تولي السلطة».

وللذين يزعمون ان الحركة الشعبوية تفتقر الى الخبرة يذكر نوابها ان ماتيو رينزي، الذي كان رئيس بلدية فلورنسا خمس سنوات قبل ان يصبح رئيسا للوزراء، «لم يكن يوما نائبا في البرلمان».

وإضافة الى نوابه الأوروبيين الـ17، لـ«حركة خمسة نجوم» 91 نائبا و35 عضوا في مجلس الشيوخ، و88 مستشارا اقليميا ومئات المستشارين البلديين.

ويؤكد جان لوكا بيريللي المستشار الإقليمي للحركة في لاتسيو، إن «الاقتراحات العديدة التي قدمناها في البرلمان منذ ثلاث سنوات تثبت اننا قوة بنّاءة لتقديم اقتراحات، إضافة الى كوننا قوة معارضة». لكن الحركة تجد صعوبة في اقناع الناخبين في روما، حيث تواجه ممثلتها فيرجينيا راجي (38 عاما) التي انتخبت رئيسة لبلدية المدينة في يونيو، عملا شاقا.