وثيقة لها تاريخ : فهد عبدالمحسن الفهد في قصيدة شَرَهْ: عِفْت الشّعِر ما لي ابنظم القِصايد

نشر في 02-12-2016
آخر تحديث 02-12-2016 | 00:05
باسم اللوغاني
باسم اللوغاني

اليوم نتناول حواراً جديداً بين الشاعر فهد العبدالمحسن الفهد والشاعر عبدالله السعد اللوغاني، رحمهما الله، ورد في قصيدتين جميلتين تحكيان طبيعة العلاقة الحميمة بين هذين الشاعرين الكبيرين اللذين ينتميان إلى جيل ما قبل النفط.

وردت قصيدة الفهد في مخطوط الشعر الذي أشرت إليه من قبل، والذي خطه بيده عبدالله اللوغاني، وجاء عنوانها "من ما قال فهد العبدالمحسن الفهد في الشَرَهْ على عبدالله السعد"، وتبدأ بالأبيات التالية:

عِفتْ الشّعِر مالي ابْنَظم القِصايد

حِيثه ايورّث في ظميري تناكيد

ان هاظْ كسّر فرحتي والسدايــد

يا ما رماني في ابْحورٍ مساويد

اليَا طَرالي قِلت ما جِنتْ رايِـد

حَلَفت في نَظم التِماثيل ما زيد

ويبدو أن الشاعر الفهد قد بلغ حداً شديداً من الحزن والزعل لسبب ما سيكشف عنه لاحقاً جعله يحلف أنه لن ينظم الشعر بعد ذلك، لأن الشعر مصدر من مصادر التعاسة (تناكيد)، وأنه يقود صاحبه إلى المشاكل (بحورٍ مساويد).

وبعد ذلك قال:

مِن عِزّ نفسه عِزّته في الوِعايِد​​

والصّجْ يرفع حالة العبد والسّيد

والّا صبّي الجذب ما له شرايــد

مثل الذي يشرب عصير العناقيد

جم واحدٍ مثلي طريح الوسايـــد

​​يروي حديثٍ ما لقالــه تفانيد

ورغم أنه في هذه الأبيات أشار ضمنياً إلى سبب الزعل الكامن فيه، فقال إن عزة الإنسان بالتزامه بالصدق ووفائه لوعوده، قإنه لم يوضح ماذا يقصد بذلك، ولم يزح النقاب عن تفاصيل حزنه الذي يعتريه. بل إنه قال في بيت لاحق إنه حزين جداً، ولكن حزنه ليست له علاقة بالعشق والهيام، فقال:

الْهَمّ سوّا في ظميري وقايـــد

​​لا تحسبوني مولعٍ في هَوا الغِيد

راعي الهوا لو صاد ما هو بفايـد

العز في ظر النّمَش والبـواريد

ويكشف في البيت الذي يليه عن سبب حزنه فيقول:

إنْ قلت ما تلقون عندي زوايـد​​

أشْره على اللّي ما يِتِمْ المواعيد

مَلزومْ ينصادْ مِن بَات صايِد​​

الحق تدي جملته والتفاريــــد

حقٍ سمينٍ ما نحب الزهايــد​​

رِدْ الجواب وخَلْ عنك التلاديـد

إذا فالشاعر الفهد يلوم صاحبه الشاعر اللوغاني على عدم الوفاء بالوعد ويطالبه بالدفاع عن نفسه وإبداء أسباب عدم الوفاء بالوعد، لكنه في الأبيات التالية يخفف من حدة العتاب واللوم، ويمدح صاحبه ويبرر موقفه بأنه لولا المعزة الكبيرة بينهما لما شعر بهذا الشعور المحزن، فيقول:

حِيثك صبّيٍ ثابتٍ للشدايــــد

​​ما هو ابلاشٍ بالملاقات رعديد

تر الشّرَهْ ما هو لنا بالعوايـــد

الّا عليكم يا حروز التواليـــد

كلّفت روحي في صنوف الموايـد

​​راحت خسارة يا عيال الأجاويـد

يا بن سعد كل التبذر نفايــــد​

​لا خير في فعلٍ بليّا شواهيـــد

عارٍ على مثلي يدور الرفايـــد

​​لي باتعٍ يمضي على كل ما ريـد

في المقال المقبل سننشر، إن شاء الله، رد الشاعر اللوغاني على شرهة الشاعر الفهد.

back to top