قالت الشرطة الألمانية اليوم الخميس إن مداهمات نفذتها أجهزة الشرطة في عشر دول نجحت في تفكيك واحدة من أكبر شبكات أجهزة الكمبيوتر التي تعرضت للقرصنة في العالم والتي يشتبه في أنه جرى استغلالها لمهاجمة عملاء مصرفيين على الانترنت.

وأضافت الشرطة وممثلون للادعاء في شمال ألمانيا أنه في الحملة المنسقة دوليا نفذت الشرطة المداهمات أمس الأربعاء وضبطت خلالها أجهزة خوادم ونطاقات مواقع إلكترونية واعتقلت زعماء مشتبها بهم لمنظمة إجرامية.

Ad

وقال مسؤولون إنهم ضبطوا 39 من أجهزة الخادم وبضع مئات الآلاف من نطاقات مواقع الانترنت مما حرم المجرمين من السيطرة على أكثر من 50 ألف جهاز كمبيوتر في ألمانيا وحدها. أجهزة الكمبيوتر تلك التي تعرضت للقرصنة استخدمت لتشكيل ما يسمى "بوت نت"- وهو استخدام برمجيات خبيثة لربط أجهزة كمبيوتر جرى التسلل إليها- لضرب مواقع إلكترونية أخرى.

وأضاف المسؤولون أن شخصين اعتقلا في أوكرانيا يعتقد بأنهما كانا من يديران البنية التحتية لشبكة البوت نت التي تعرف باسم "أفالانش" (الانهيار الجليدي). وقالوا إن شخصا آخر اعتقل في برلين.

ونفذت هذه الضربة في نفس الأسبوع الذي حاول فيه قراصنة تشكيل أكبر شبكة بوت نت في العالم من خلال إصابة أجهزة التوجيه (الراوتر) لتسعمئة ألف عميل لدى دويتشه تليكوم ببرمجيات خبيثة.

وقال مسؤولون بالشركة إن الهجوم باء بالفشل لكنه تسبب في تجميد أجهزة التوجيه مما أدى لانقطاع الخدمة في منازل وشركات ومكاتب حكومية في أرجاء البلاد يومي الأحد والاثنين.

وقالت الشرطة إن المجرمين استخدموا شبكة "أفالانش"- التي استهدفت في مداهمات يوم الأربعاء- منذ 2009 لإرسال بريد إلكتروني خداعي. وجرى إرسال أكثر من مليون بريد إلكتروني أسبوعيا تتضمن روابط أو عناوين خبيثة.

وعندما يفتح المستخدمون الروابط أو ينقرون على العناوين يصبح جهاز الكمبيوتر جزءا من هذه الشبكة.

وقال المحققون إن المشتبه بهم أداروا الشبكة وأتاحوا للمنظمات الإجرامية الأخرى استغلالها.

وقدر المسؤولون الأضرار على مستوى العالم ببضع مئات الملايين من اليورو.

وحددت السلطات هوية 16 من الزعماء المشتبه بهم للمنظمة ينتمون إلى عشر دول.

ونفذت المداهمات بعد أكثر من أربع سنوات من التحقيقات المكثفة أجراها متخصصون في 41 دولة.