أبلغت الصين أميركا من جديد أن تبتعد عن بحر الصين الجنوبي "الخاص بها". في هذه المرة جاءت الرسالة من المعهد الوطني لدراسات بحر الصين الجنوبي الذي يتخذ من هينان مقراً له. وقال مركز التفكير المدعوم من بكين، إن البحرية وسلاح الجو الأميركي أجريا أكثر من 700 دورية مراقبة في منطقة بحر الصين الجنوبي خلال السنة الماضية.
وحذر مسؤولون في المعهد من أن بكين مستعدة لإقامة منطقة تعريف للدفاع الجوي في بحر الصين الجنوبي، إذا استمرت واشنطن في وجودها العسكري في تلك المنطقة.وأضافت التوترات بين بكين وواشنطن حول بحر الصين الجنوبي المزيد من قلق المستثمرين، إزاء مصير الأسواق الآسيوية في أعقاب الارتفاع الحاد في معدلات الفائدة الأميركية في الأجل الطويل.وبدأت النزاعات في بحر الصين الجنوبي على شكل صراع عنيف بين الصين وعدة دول مجاورة، ولكنها تحولت بسرعة الى مواجهة قوة اقتصادية وعسكرية بين واشنطن وبكين، مع سعي كل جانب الى وضع قوانينه الملاحية الخاصة حول أكبر ممر بحري تجاري في العالم.وقبل عامين رفعت بكين التوترات من خلال بناء جزر اصطناعية في البحر. وقد واجهت واشنطن ذلك بطريقتين – بتصعيد وجودها البحري حول تلك الجزر وإعلان أن تلك الجزر مياه دولية، وبرفع قدراتها الصاروخية في كوريا الجنوبية.ثم جاء حكم من هيئة تحكيم دولية في شهر يوليو الماضي وجد أن الصين لا تملك حقاً تاريخياً في مياه بحر الصين الجنوبي. وكان ذلك انتصاراً كبيراً للولايات المتحدة وحليفتها الفلبين التي تقدمت بدعوى التحكيم. وعلى الرغم من ذلك قرر الرئيس الفلبيني رودريغو ديوترتي الوقوف إلى جانب الصين في هذا النزاع، وسعى الى "طلاق" من الولايات المتحدة، ومن الواضح أنه فكّر أن بلاده ستكون في وضع أفضل عبر استرضاء الصين لا مواجهتها.وكان ذلك بالتأكيد انتصاراً دبلوماسياً كبيراً لبكين و"رفع حدود اللعبة" بالنسبة الى الصين، وزاد من فرص وقوع "حادث" يمكن أن يفضي الى زعزعة استقرار المنطقة الأسرع نمواً اقتصادياً في العالم، وأصبح على المستثمرين توخي الحذر.
اقتصاد
قلق المستثمرين يتصاعد مع ارتفاع حدة التوتر بين واشنطن وبكين
03-12-2016