عثمان الشطي: لا مسرح حقيقياً من دون تمرّد
• بدأ الكتابة منذ 2004 ولاقى تشجيعاً من الفنانة مريم الصالح
عثمان الشطي أحد الكتّاب الكويتيين الشباب في المسرح والأفلام السينمائية القصيرة، وكتابة الأغاني التي خاضها أخيراً بأغنية «ميلاد الحبايب» للمطربة رهف العنزي ومن ألحان عبدالله الشطي. كذلك يرغب في دخول مجال تأليف الدراما التلفزيونية من منطلق إيمانه بموهبته التي صقلها في أكاديميات مختلفة بدأها في الأكاديمية الدولية للإعلام ثم المعهد العالي للفنون المسرحية، اختصاص «نقد وأدب مسرحي».
في هذا الحوار، نتحدّث إلى عثمان الشطي في كثير من جوانب تجربته الفنية التي بدأها عام 2004، كذلك نستعرض نجاح تجربته المسرحية «الفيران»، ومشاركته في الدورة الأخيرة من «مهرجان أيام المسرح للشباب» بعرض «عوماس» من تأليفه وإخراج عبدالعزيز التركي، مع فرقة «باك ستيج قروب».
في هذا الحوار، نتحدّث إلى عثمان الشطي في كثير من جوانب تجربته الفنية التي بدأها عام 2004، كذلك نستعرض نجاح تجربته المسرحية «الفيران»، ومشاركته في الدورة الأخيرة من «مهرجان أيام المسرح للشباب» بعرض «عوماس» من تأليفه وإخراج عبدالعزيز التركي، مع فرقة «باك ستيج قروب».
حدثنا عن تجربتك المسرحية «الفيران».تمثّل «الفيران» العرض ما قبل الأخير لي خلال الفترة الراهنة، سبقته أعمال مسرحية عدة أوصلتني إليه، لذا لا أستطيع تجاهلها. كان ذلك منذ عام 2004 عندما اتجهت إلى الكتابة من خلال الأفلام السينمائية القصيرة. التحقت آنذاك بالأكاديمية الدولية للإعلام وتخرجت فيها، ثم عملت بها في التأليف، واكتسبت خبرة كبيرة. أذكر أنني قابلت آنذاك الفنانة الكبيرة مريم الصالح في إحدى المناسبات وشجعتني كثيراً وأشادت بموهبتي، حتى أنها قالت لي إنني أذكرها بالفنان داود حسين في بدايته، خصوصاً أنني كنت أمثّل أيضاً. فعلاً، التحقت بعد ذلك بالمعهد العالي للفنون المسرحية، قسم تمثيل وإخراج، إلا أنّ ظروفاً عائلية منعتني من إكمال هذا الاختصاص لأنني أنتمي إلى أسرة محافظة. اتجهت إلى دراسة النقد والأدب المسرحي، وأنا فخور بذلك لأن هذا القسم أضاف إليّ الكثير وتعلمت فيه أموراً عدة وزاد من ثقافتي ووعيّ الفني وعزّز تقنية الكتابة، فضلاً عن أنه قرّبني من المسرح أكثر لدرجة أنني كنت شغوفاً بمتابعة العروض والمهرجانات المسرحية كافة سواء داخل الكويت أو خارجها. شهد عام 2012 انطلاقتي الأولى في مجال الكتابة من خلال العرض المسرحي «لغز المغارة» لفرقة «كويت سين». عملت معها ثلاث سنوات قدّمت خلالها كذلك «حرب النينجا» و{جبل الذهب». انتقلت لاحقاً إلى فرقة «مسرح الخليج» وكتبت لها النصين «قصر الساعات» و{خميس كمش خشم حبش». بعد ذلك عملت مع شركة «أوريون» للإنتاج الفني عن طريق الفنان بدر الشعيبي. هنا نأتي إلى تعاوننا من خلال مسرحية «الفيران» التي كان من المفترض أن نقدّمها في فبراير الماضي خلال موسم احتفالات الكويت الوطنية، ولكن بسبب إعجاب القيمين بالنص رأوا ضرورة تأجيل المسرحية إلى موسم عيد الفطر، فقدمت نصاً آخر بعنوان «أليس في بلاد الأقزام» وحققت نجاحاً كبيراً، ثم كانت «الفيران».
منافسة قوية
كيف تنظر إلى المنافسة بينك وبين جيلك من الشباب، خصوصاً على مستوى الكُتاب؟ المنافسة جميلة وقوية، فكل منّا يودّ تقديم أفضل ما لديه، وهو أمر يصبّ في مصلحة الساحة الفنية. من هذا المنطلق، حضرت معظم العروض المسرحية خلال الفترة الماضية للإطلاع على تجارب الآخرين، فخالجني شعور بالفخر بأننا نملك هذه الطاقات المبدعة كافة من الشباب الكويتي على مستويات الكتابة والإخراج والتمثيل والإنتاج. واللافت أن كل عرض كان يحمل خطاً فنياً خاصاً به بعيداً عن التشابه أو التكرار. والأهم أنني لاحظت أن معظم التجارب المسرحية الأخيرة يمزج بين متطلبات العروض الجماهيرية وبين القواعد والتطبيقات الأكاديمية، وهو أمر أحرص عليه شخصياً في أعمالي. لذلك عندما لمسته في عروض الآخرين سعدت كثيراً لتحقيق ما كنت أسعى إليه. أتمنى استمرار هذا المستوى والتنافس الشبابي الجميل لرفعة الفن ليظلّ المسرح في دولتنا الكويت الحبيبة الرقم واحد في الخليج. هل تستطيع أن تحدّد الأسماء الشبابية التي ترى أنها فاعلة في المشهد المسرحي راهناً؟على مستوى الكتابة جاسم الجلاهمة، وفاطمة العامر، ومريم نصير، وأحمد العوضي وفلول الفيلكاوي. على مستوى المخرجين يوسف البغلي، ومحمد الحملي، وعبد المحسن العمر، وبدر الشعيبي، ويوسف الحشاش، وعبدالله عباس. بالطبع ليس التخصص الأكاديمي ضرروة هنا لأنني أؤمن بالموهبة في الأساس، ثم تأتي مرحلة صقلها بالدراسة. والأهم أن نحمل داخلنا كشباب رغبة التغيير، بل التمرّد وهو سمة الشباب في كل عصر، خصوصاً أن لا مسرح حقيقياً من دونه. من مثلك الأعلى في مجال الكتابة والفن؟مثلي الأعلى نفسي بلا غرور. من الجيد أن يملك الفنان ثقة في نفسه كي يكون مختلفاً عن الآخرين. في تاريخ المسرح نجد أن المبدعين كلهم لم يتميزوا إلا لأنهم جاؤوا بالجديد والمختلف فنسفوا القواعد الفنية السائدة. أنا حريص على ذلك، ولكن الأهم أن لا يكون في ذلك كسر للعادات والتقاليد أو خدش للحياء العام. كشباب يهمنا تقديم أفضل ما لدينا رغم قلة الإمكانات الفنية المتاحة أمامنا، خصوصاً ضعف المستوى الفني والتقني للمسارح الكويتية. إلا أننا متفائلون بمسارح جديدة تعمل الدولة على افتتاحها وأولها «مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي» وما يتضمنه من دور عرض مسرحية وأوبرالية، وأتمنى أن تكون مثل هذه المباني والصروح الجديدة مهيأة عملياً لاستقبال جهود الشباب وإبداعاتهم. من خلال هذا اللقاء، أوجّه دعوة إلى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لتبني العروض المسرحية المتميزة للشباب وإتاحة عرضها طوال العام وعلى مسارح مختلفة. فعلاً، تحتاج الطاقات الشبابية إلى دعم الدولة كي لا تلجأ إلى الهجرة.الحسّ الأكاديمي
ما أكثر ما تحرص عليه في نصوصك؟أن تتضمّن الحس الأكاديمي والرسائل الإنسانية والجانبين الوطني والسياسي. أحرص في معظم أعمالي على توافر هذه التوليفة، مفضلاً الابتعاد عن المباشرة في الطرح. ما مشاريعك التي تعكف عليها؟بين يدي نصوص عدة أحدها شاركت به في «مهرجان أيام المسرح للشباب» بعنوان «عوماس» من إخراج عبدالعزيز التركي مع فرقة «باك ستيج قروب»، وآخر نحضّر لتقديمه خلال الفترة المقبلة. كذلك ثمة نص من المفترض عرضه في مملكة البحرين قريباً، ولدي مشاركة في «مهرجان المسرح المحلي» وعمل آخر يخرج إلى النور خلال شهر فبراير المقبل، فضلاً عن نصين لفيلمين سينمائيين. كذلك أهدف خلال الفترة المقبلة إلى الاتجاه إلى كتابة الأعمال الدرامية التلفزيونية. سبب نجاح «الفيران»
تحدّث المؤلف الشاب عثمان الشطي عن سبب نجاح العرض المسرحي «الفيران» قائلاً: «توافرت له عوامل نجاح كثيرة من كتابة وإخراج للفنان بدر الشعيبي، والبطولة لمجموعة من الشباب الطموحين. كذلك لا ننسى الإنتاج الضخم، خصوصاً الديكور والأكسسوارات. لذلك بعد نجاح المسرحية في عيد الفطر الماضي أعدنا تقديمها في عيد الأضحى المبارك مع تعديلات وإضافات على العرض الأول. عموماً، تميّزها روح الفريق الواحد الطموح الذي يحبّ الفن ويأمل في تقديم جديد إلى الساحة الفنية وبلدنا الكويت». يتابع: «حفلت المسرحية بإسقاطات سياسية واجتماعية، وتميّزت بمضامين عميقة تتجاوز القصة. ولا أستطيع القول إن «الفيران» عرض للأطفال، إنما يصلح للشباب ولكل أفراد الأسرة، لذلك أحب تصنيفه كعرض عائلي، لا سيما أنه يتضّمن أغاني ممتعة صاغ كلماتها بدر الشعيبي ولحّنها صهيب العوضي. والجميل أن الجمهور حفظها لدرجة أنه كان يرددها مع الممثلين. والأهم في ذلك كله الإشادة الكبيرة بالعرض من كبار الفنانين والأكاديميين، ونأمل كفريق عمل أن نعيد تقديمه من خلال جولة مسرحية خارج الكويت خلال الفترة المقبلة، وهو أمر يعكس تقدّم مستوى المسرح في الكويت».
عائلتي المحافظة منعتني من العمل في مجال التمثيل
عوامل كثيرة ساهمت في نجاح عرض «الفيران»
الطاقات الشبابية تحتاج إلى دعم الدولة كي لا تلجأ إلى الهجرة
عوامل كثيرة ساهمت في نجاح عرض «الفيران»
الطاقات الشبابية تحتاج إلى دعم الدولة كي لا تلجأ إلى الهجرة