معارك بقاء في حلب الشرقية... ولا نتائج لمحادثات الروس والفصائل

لافروف يلتقي كيري وديميستورا في روما... و200 منظمة تطالب بنقل ملف سورية للجمعية العامة

نشر في 03-12-2016
آخر تحديث 03-12-2016 | 00:04
آليات النظام تدخل حي الشبابي بحلب الشرقية أمس    (أ ف ب)
آليات النظام تدخل حي الشبابي بحلب الشرقية أمس (أ ف ب)
دافعت الفصائل المقاتلة بشراسة أمس عن حي الشيخ سعيد الكبير في حلب الشرقية، التي شهدت معارك ليلية ضارية، في مواجهة القوات النظامية السورية، التي استعادت نحو نصف المنطقة منذ أربعة أشهر والمحرومة من الغذاء والكهرباء والدواء.

وتمكن المقاتلون بعد الهجوم، الذي شنته القوات النظامية وتقدمها السريع في شرق المدينة، من صد هذه القوات خلال الليل في حي الشيخ سعيد، وخاضوا معها معارك ضارية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأمطرت القوات النظامية، المدعومة من إيران وروسيا، الأحياء الشرقية بوابل من البراميل المتفجرة والصواريخ منذ أكثر من أسبوعين، ما أدى إلى تدمير كبير في هذه الأحياء، ونزوح اكثر من 50 الف شخص، وسط استنكار غربي، وتجاهل لدعوة الأمم المتحدة، لإرساء هدنة.

وذكر المرصد أن المعارك العنيفة لا تزال متواصلة في محور الشيخ سعيد بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها والفصائل المقاتلة، وبينها جبهة فتح الشام من طرف آخر. وتمكنت الفصائل من استعادة 70 في المئة من الحي، بعد ان كانت القوات النظامية هي التي تسيطر على 70 في المئة منه.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن: "يريد النظام وحلفاؤه الذين يقومون بقصف حي الشيخ سعيد بأي ثمن استعادة الحي"، مشيرا إلى "ان استعادته تهدد مباشرة سائر الأحياء الشرقية الاخرى"، مضيفا أن خسارة الحي "ستشكل ضربة قاسية للمقاتلين، وخصوصا بعد خسارتهم"، جزءا واسعا من الاحياء الشرقية للمدينة خلال الايام الاخيرة. وقال إن هؤلاء "يقاومون بشراسة، لأنهم يعلمون انهم سيقعون بين فكي كماشة اذا سقط الشيخ سعيد".

وأمام المأزق الذي وصلت اليه المحادثات للتوصل إلى حل سياسي للأزمة، وقَّعت أكثر من 200 منظمة غير حكومية تعمل في المجال الانساني والدفاع عن حقوق الإنسان على نداء يطالب بأن تتسلم الجمعية العامة للأمم المتحدة الملف السوري، بسبب عجز مجلس الأمن عن اتخاذ أي خطوة بشأن هذا الملف.

وكشفت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، أمس، عن محادثات سرية تجريها فصائل سورية مع روسيا، لإنهاء القتال في حلب برعاية تركية.

وقال أحد مسؤولي المعارضة، إن "الأتراك والروس منخرطون في محادثات دون الولايات المتحدة التي لا تعرف حتى ما يجري في أنقرة".

وإذ اعتبر المتحدث باسم كتائب "نورالدين زنكي" ياسر اليوسف، المحادثات بأنها "استشارات، وليست مفاوضات لا تزال مستمرة، لكنها لم تحرز تقدما"، وجه مسؤول كبير بالمعارضة أمس الاتهام لروسيا بالمماطلة وعدم الجدية، في مؤشر على أن الاجتماعات المنعقدة في تركيا لن تحقق أي تقدم.

وقال المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه لسرية الاجتماعات، إن مقاتلي المعارضة انضموا للمحادثات مع مسؤولين روس كبار قبل حوالي أسبوعين في محاولة لتأمين توصيل المساعدات ورفع الحصار عن شرق حلب، مضيفا أن "الدول العربية والولايات المتحدة إذا ما دخلت على الخط نحن أمام مأساة حقيقية إذا الأمور استمرت على نفس الوتيرة".

وفي روما، أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لقاء أمس مع نظيره الأميركي جون كيري على هامش مؤتمر الحوار المتوسطي، لبحث الوضع في سورية، كما التقى كذلك مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا.

في غضون ذلك، قررت حكومة الدنمارك سحب مقاتلاتها الحربية المشاركة في التحالف الدولي في سورية والعراق. وأوضحت القناة الثانية في التلفزيون الرسمي، أن وزيري الخارجية أندرس سامويلسن والدفاع كلاوس هيورت فريدريكسن اتخذا قرار سحب المقاتلات السبع من طراز "إف- 16".

وتأتي الخطوة، بعد أن 3 أيام من إعلان نتائج تحقيق بأن مقاتلات للتحالف شنت غارات ارتكبت خلالها "أخطاء بشرية غير مقصودة" أدت إلى مقتل مسلحين موالين للحكومة السورية، عوضا عن "داعش"، وشاركت في هذه الغارات مقاتلات دنماركية.

back to top