كاسترو... ولابد من كلمة!
• جزيرة كوبا: ليست أهم الجزر في البحر الكاريبي، لكن كاسترو جعلها تحتل مكانة بارزة على خريطة العالم بأسره.• كوبا: ليست عاصمة في حجم العواصم التي تتحكم في القرارات السياسية والدولية، فجعلها كاسترو مركزاً مهماً لثورات أميركا اللاتينية، بل مدت يدها لدول العالم الثالث لتساعده في التحرر من طغيان الاستعمار.• كوبا: جزيرة صغيرة، وملاصقة للولايات المتحدة الأميركية، ومع هذا حمت زعيمها، وأفشلت 638 محاولة اغتيال خططت لها أعظم المؤسسات الاستخبارية في العالم (CIA)، وكلها باءت بالفشل!
• كوبا: بقوة صلابة قيادتها السياسية وقفت في وجه أحد عشر رئيساً أميركياً، فلم يملكوا غير اتخاذ إجراءات مقاطعة اقتصادية، وتضييق الخناق عليها، وجعلها كاسترو تتجاوز كل هذه التحديات بنجاح وثبات وفروسية. • كوبا: قبل مجيء كاسترو بثورته على من كان يحكمها -الدكتاتور باتيستا- كان شعبها يعاني الأمراض والأمية بنسبة 90 في المئة، فجعلها كاسترو تنتهج تعليماً يقضي على الأمية كاملةً في سنوات وجيزة، ثم يتطور التعليم فيها ليُفرز الأطباء المشهود لهم عالمياً، ويقضي على كل الأمراض المنتشرة فيها، فضلاً عن تطور الاختصاصات الأكاديمية الأخرى، مما جعلها تبني صروحاً أكاديمية عالمية بشهادة الأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية.• كوبا: كانت ترزح تحت ظلم العائلات الاقطاعية، جعلها كاسترو -وهو سليل أسرة إقطاعية- تنتصر لحقوق الفلاحين والعمال، وقضى على كل مظاهر الظلم والتفاوت الطبقي والاجتماعي، وحقق الاكتفاء الذاتي في الغذاء باتباع أساليب التنمية الاقتصادية المستقلة. • كوبا: لم يحدث لها انهيار، أو تهتز لسقوط حليفها الروسي عام 1991، لأن كاسترو أوجد لها البدائل في الصين، وفنزويلا، وكان هوغو تشافيز تلميذ كاسترو، قد نسّق ما بين كوبا وفنزويلا لكي لا تستسلم الجزيرة للضغوط الاقتصادية التي تمارسها عليها الولايات المتحدة الأميركية.• كوبا: فتحت جامعاتها لطلاب الشعوب المستضعفة، وأعطت النصيب الأوفر للدارسين العرب، والفلسطينيين على وجه الخصوص بالتزام أخلاقي اتخذه كاسترو مع القيادة الفلسطينية.• كوبا: ودعت بالأمس مواطناً لم يترك المليارات، أو القصور، أو الأرصدة في البنوك، بل لم يكن يسمح في حياته بتعليق صوره في الدوائر الرسمية، أو الشوارع، أو الميادين.عاش بسيطاً، ومات بسيطاً.***• ويوم صافحته شعرت أنني أصافح ثورة إنسانية على كل أشكال التخلف في العالم.