كلاسيكو منتظر في مسرح «كامب نو»

نشر في 03-12-2016
آخر تحديث 03-12-2016 | 00:05
No Image Caption
تتجه الأنظار اليوم إلى ملعب كامب نو في برشلونة، الذي سيكون مسرحا للكلاسيكو الأكثر شعبية في العالم بين الغريمين التقليديين برشلونة، حامل اللقب، وريال مدريد، المتصدر، في افتتاح المرحلة الـ 14 من الدوري الإسباني لكرة القدم.

وكما درجت العادة منذ بدء "الحرب الكروية" بين الناديين الكاتالوني والملكي، تكتسب مواجهات الكلاسيكو أهمية كبيرة بالنسبة إلى الفريقين، وتحفل دائما بالندية والإثارة واللعب القتالي الذي يتخطى الحدود القانونية أحيانا.

وغالبا ما يعتبر الفائز بمثابة "بطل"، أكان في الدوري أو مسابقة الكأس، وحتى المسابقة القارية العريقة دوري أبطال أوروبا، حيث تشتد المنافسة بين الناديين الأكثر تتويجا في إسبانيا محليا وقاريا.

والتقى الفريقان 264 مرة في كل المسابقات والمباريات الودية، ففاز ريال مدريد 97 مرة، وبرشلونة 109، وتعادلا 58 مرة.

ولا تختلف مواجهة اليوم عن سابقاتها، وستكون حاسمة للطرفين، خصوصا برشلونة، الذي يدخلها تحت ضغوط كبيرة، بسبب نتائجه المخيبة في الآونة الأخيرة، آخرها سقوطه في فخ التعادل في مباراتيه الاخيرتين بالدوري امام ملقة وريال سوسييداد، إضافة إلى تعثره المخيب امام هيركوليس المتواضع 1-1 الاربعاء في ذهاب الدور الاول لمسابقة كأس إسبانيا.

وأهدر برشلونة 4 نقاط في المرحلتين الاخيرتين، ما وسع الفارق بينه وبين ريال مدريد إلى 6 نقاط، وبالتالي فإن اي تعثر غدا سيعزز فرص النادي الملكي في الظفر باللقب الذي يلهث وراءه منذ عام 2012.

وكسب ريال مدريد، بقيادة مدربه الفرنسي زين الدين زيدان، 15 نقطة اكثر من برشلونة في "الليغا" منذ الكلاسيكو الأخير بين الفريقين في ابريل الماضي، والذي حسمه النادي الملكي لمصلحته 2-1 على ملعب كامب نو. كما حافظ على سجله خاليا من الهزائم في مبارياته الـ 31 الاخيرة في مختلف المسابقات.

عودة إنييستا

وعانى برشلونة كثيرا من الاصابات في صفوفه، خصوصا صانع العابه الدولي أندريس إنييستا، الغائب منذ 22 اكتوبر الماضي، لكنه سيسجل عودته اليوم، ما يرجح ان يعطي دفعة معنوية كبيرة للاعبي المدرب لويس انريكي.

وشدد مدافع برشلونة جيرار بيكيه على اهمية مباراة اليوم، قائلا: "نحن مطالبون باللعب افضل من ريال مدريد. يمكن ان يخسروا، لكن ليس نحن".

ويحقق برشلونة أسوأ بداية له منذ تسعة مواسم، بيد ان مدربه قلل من شأن الانتقادات التي توجهها وسائل الاعلام إلى فريقه، مذكرا بالبداية المخيبة لموسم 2015، والذي أنهاه بإحراز الثلاثية.

وقال إنريكي: "ما زلنا مرشحين لنيل كل الالقاب، لكن بالطبع يتعين علينا تأكيد ذلك"، مضيفا: "نحن نعاني بالفعل، لكن لا يجب المبالغة".

ويسابق الجهاز الطبي لبرشلونة الوقت من أجل تأهيل بيكيه وجوردي البا، لخوض المباراة، بعدما عانيا في المباراة الاخيرة ضد ريال سوسييداد.

وحرص انريكي على إراحة ابرز نجومه في المباراة الاخيرة ضد هيركوليس في الكأس، وفي مقدمهم قوته الهجومية التي سيعول عليها كثيرا في الكلاسيكو: الارجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار دا سيلفا والاوروغوياني لويس سواريز.

ويدرك برشلونة ان اي تعثر قد يكلفه المركز الثاني، خصوصا ان شريكه اشبيلية يخوض اختبارا سهلا امام مضيفه غرناطة الاخير.

في المقابل، يحل النادي الملكي ضيفا في "كامب نو" لتأكيد نتائجه الرائعة في الآونة الاخيرة وبهدف تحقيق الفوز السابع تواليا في "الليغا"، وقطع خطوة كبيرة في استعادة اللقب الغائب عنه منذ 2012.

إلا أن النادي تلقى ضربة موجعة قبل "الكلاسيكو"، بإصابة جناحه الويلزي غاريث بايل، الذي خضع لجراحة، وسيغيب اربعة اشهر.

تعويض المصابين

ولن يكون بايل الغائب الابرز عن الكلاسيكو، فهو لحق بصانع العاب المنتخب الالماني طوني كروس، بيد ان زيدان نجح في ايجاد التوليفة في غيابهما، من خلال الدفع بلوكاس فاسكيز وايسكو، اللذين نجحا بشكل كبير في سد الفراغ، على غرار الكرواتي ماتيو كوفاسيتش، الذي أبدع في خلافة البرازيلي كاسيميرو المصاب.

وعاد كاسيميرو إلى الملاعب الاربعاء، وخاض مباراة الاياب ضد كولتورال ليونيسا من الدرجة الثالثة (6-1)، وسيكون احدى الاوراق الرابحة في الكلاسيكو إلى جانب الثنائي البرتغالي كريستيانو رونالدو هداف الليغا (10 اهداف) والفرنسي كريم بنزيمة.

ويبرز اليوم ايضا "الكلاسيكو المصغر" بين اتلتيكو مدريد وإسبانيول برشلونة. فالاول يحتل المركز الرابع واستعاد التوازن بعد خسارتين متتاليتين، فيما يقبع الثاني في المركز الثاني عشر، لكنه لم يخسر مبارياته السبع الاخيرة (3 انتصارات و4 تعادلات).

مبارزات ثنائية منتظرة

مما لا شك فيه أن أهم مبارزة في مواجهة ريال مدريد وبرشلونة يختصرها لاعبان استحوذا على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم في نسخها الثماني الأخيرة: البرتغالي كريستيانو رونالدو، والارجنتيني ليونيل ميسي.

وفي ما يأتي ابرز المواجهات الثنائية المرتقبة على ملعب "كامب نو" في برشلونة، بدءاً من الساعة 1515 بتوقيت غرينيتش اليوم.

يأتي توقيت المباراة مثاليا، اذ يسبق بزهاء 10 أيام موعد منح الكرة الذهبية لأفضل لاعب كرة قدم في العالم 2016، وهي جائزة احرزها ميسي (5) مرات اعوام 2009 و2010 و2011 و2012 و2013، ورونالدو (3) في 2008 و2014 و2015.

يتنافس النجمان في كل شيء: الملعب، الاستقطاب المالي والاعلاني، ورمزية تحقيق انجازات غير مسبوقة. استحوذ اللاعبان بلا منازع على جائزة أفضل لاعب في العالم منذ 2008. ورغم علاقتهما الجيدة خارج المستطيل الاخضر، فإن المنافسة بينهما تبلغ اوجها في الملعب، سواء أكان على مستوى النادي أم المنتخب.

في مايو، أحرز ميسي مع برشلونة ثنائية الدوري والكأس في اسبانيا، فرد رونالدو في نهاية الشهر نفسه بإحراز دوري ابطال اوروبا مع ريال مدريد. في يونيو، خسر ميسي مع الارجنتين نهائي "كوبا اميركا"، ومنح رونالدو بلاده بعد شهر، أول القابها في بطولة الأمم الأوروبية.

ويقر مدرب ريال مدريد الفرنسي زين الدين زيدان بمكانة اللاعبيْن.

ويقول "في اي حال من الأحوال، سيكونان لاعبين استثنائيين، ولكل منهما طريقته"، مرجحا نيل رونالدو هذه السنة جائزة افضل لاعب.

يضيف "رونالدو يحقق أمورا غير معقولة. آمل في ان يواصل ذلك ويظهر اليوم أيضا ما هو قادر على تحقيقه".

ويتصدر رونالدو حاليا ترتيب هدافي "الليغا"، بفارق هدف واحد عن ميسي. إلا أن الأخير لايزال افضل مسجل في تاريخ الكلاسيكو (21 هدفا)، متفوقا بخمسة اهداف على غريمه البرتغالي.

صراع الوسط

يمتلك الناديان اثنين من افضل لاعبي الوسط وممرري الكرات في العالم: اندريس انييستا (32 عاما) مع برشلونة، وفرنسيسكو الاكرون "ايسكو" (24 عاما) مع ريال مدريد.

ينظر الى ايسكو بشكل كبير على انه خليفة انييستا في وسط منتخب اسبانيا. انضم الى النادي الملكي في 2013 مقابل 30 مليون يورو، ويرجح ان يشارك اساسيا اليوم في غياب الويلزي غاريث بايل.

قدم ايسكو اداء جيدا في "دربي" العاصمة الاسبانية الشهر الماضي ضد اتلتيكو مدريد، والذي حسمه ريال 3-صفر. ووصف زيدان اداء ايسكو في المباراة بالاستثنائي، مشيرا إلى انه "لم يخسر اي كرة في الشوط الأول. هذا افضل مركز له، خلف كريستيانو".

أما انييستا، فأصيب في ركبته اليمنى في نهاية اكتوبر، الا انه تمكن من الابلال منها والتحضر للمشاركة في مباراة اليوم، علما انه يحظى بأكبر عدد من المشاركات في الكلاسيكو (33 مباراة) من بين اللاعبين الحاليين في الناديين.

في تشكيلة المنتخب، يشكل سيرخيو راموس (ريال مدريد) وجيرار بيكيه (برشلونة) ثنائيا من الأصلب في قلب الدفاع: ثبات في المواجهات مع المهاجمين، سرعة في الانطلاق، وسيطرة على المبارزات الهوائية.

أما في "الكلاسيكو"، فتفرض شخصية كل من اللاعبين نفسها على ارض الملعب، من دون ان تنعكس سلبا على علاقتهما الشخصية. فعلى رغم اصابتيهما، راموس في الركبة وبيكيه في الكاحل، خلال الاسابيع الماضية، شجع اللاعبان بعضهما عبر "تويتر".

وقال راموس متوجها لبيكيه "نعتمد عليك بطبيعة الحال، الا ان النقاط الثلاث ستكون لنا"، ليرد الأخير "سنكون كلنا هنا وليفز الأفضل".

أبرز المباريات بين الغريمين

تحمل مباراة الكلاسيكو بين فريقي برشلونة وريال مدريد، اليوم، في بطولة إسبانيا لكرة القدم رقم 233. وفيما يأتي أبرز اللقاءات بينهما:

اللقاء الأول

التقى ريال مدريد وبرشلونة للمرة الأولى في 13 مايو 1902 بمدريد، في نصف نهائي كأس التتويج، التي أصبحت لاحقا كأس الملك. وفاز برشلونة 3-1.

مهرجان أهداف

شهدت مباراة الإعادة في نصف نهائي كأس الملك عام 1916 استعراضا للأهداف، بتسجيل 12 هدفا مناصفة بين الفريقين.

المواجهة الأولى في «الليغا»

تناوب الفريقان على الفوز في أول مباراتين لهما بأول موسم للدوري (1928-1929)، ففاز الريال في برشلونة 2-1، وبرشلونة في مدريد 1-صفر.

نتيجة كارثية لبرشلونة

كان اللقاء عاصفا جدا في 13 يونيو 1943 في نصف نهائي كأس الملك، الذي اكتسحه ريال مدريد 11-1، وترافق مع أجواء مثيرة للجدل في فترة ما بعد الحرب الأهلية في إسبانيا (1936-1939)، وتحدث مؤرخون عن تهديدات تلقاها لاعبو برشلونة.

انتقال دي ستيفانو

مع انتقال المهاجم الأرجنتيني الموهوب الفريدو دي ستيفانو في الخمسينيات، اتخذ التنافس بين الفريقين بُعدا سياسيا. كان يمكن ان يؤول به المطاف في برشلونة، لكن ريال ظفر به في نهاية المطاف بمساعدة الاتحاد الإسباني التابع لنظام فرانكو (1939-1975).

وفي أول كلاسيكو شارك فيه دي ستيفانو (25 اكتوبر 1953)، خسر برشلونة بخمسة أهداف نظيفة، اثنان منها للأرجنتيني.

وصول كرويف

شكَّل انضمام الهولندي يوهان كرويف علامة فارقة في برشلونة الذي اكتسح ريال مدريد بخماسية نظيفة على أرضه في 17 فبراير 1974، وسجل كرويف الهدف الثاني وساعد زملاءه في الأخرى.

وتوج برشلونة بطلا لإسبانيا في ذلك الموسم للمرة الأولى منذ 1960.

فريق الأحلام

شهدت فترة التسعينيات بروز "فريق الاحلام" لبرشلونة الذي تفوق بإشراف المدرب كرويف على الريال 5-صفر في يناير 1994، لكن الفريق الملكي رد بنتيجة مماثلة في العام التالي، بعد تألق نجمه الدنماركي مايكل لاودروب لاعب برشلونة السابق.

فيغو الخائن

في 2002، استقبل البرتغالي لويس فيغو المنتقل قبل عامين من برشلونة إلى ريال مدريد في كامب نو كخائن. مرَّ ريال مدريد بلحظات عصيبة، صيحات استهجان من الجماهير التي رمت المقذوفات على ارض الملعب، ما ادى إلى توقف المباراة لدقائق، قبل ان تستكمل وتنتهي بتعادل سلبي كان الأول بينهما في 25 عاما.

انتصارات كاتالونية

في العقد الأخير، حقق برشلونة العديد من الانتصارات الكبيرة على غريمه، ففاز 6-2 في سانتياغو برنابيو في مايو 2009، و5-صفر في كامب نو بنوفمبر 2010، لكن وقع الخسارة برباعية نظيفة في مدريد في 21 نوفمبر 2015 كان ثقيلا، ما اطاح المدرب رافايل بينيتز، واستبداله بزين الدين زيدان.

الكلاسيكو الأول لزيدان

أقيمت مباراة الكلاسيكو الاخيرة في ابريل 2016 بعد ايام من وفاة اسطورة برشلونة كرويف عن 68 عاما. وكانت المواجهة الأولى بين الغريمين التي يخوضها زيدان كمدير فني للريال، الذي فاز بالمواجهة 2-1 بهدف حاسم لكريستيانو رونالدو.

back to top