في سابقة لم تتكرر منذ عام 1958، قرر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أمس الأول، عدم الترشح لولاية رئاسية جديدة عام 2017، فاتحاً الطريق أمام رئيس وزرائه مانويل فالس لخوض الاستحقاق المقرر في أبريل المقبل نيابة عن اليسار المشتت.

وفي كلمة متلفزة من الإليزيه، قال الرئيس الاشتراكي: «أنا مدرك للمخاطر التي يمكن أن تنجم عن خطوة من جانبي لن تلقى التفافاً واسعاً حولها. لذلك قررت عدم الترشح للانتخابات الرئاسية»، موضحاً أنه يريد تجنب هزيمة لليسار في مواجهة اليمين واليمين المتطرف، وذلك قبل خمسة أشهر من الاستحقاق الانتخابي.

Ad

واتهم هولاند، الذي تخللت ولايته عمليات عسكرية عدة في مالي وإفريقيا الوسطى والعراق وسورية، وشهدت أيضاً أسوأ هجمات ارتكبت في فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية وأدت إلى مقتل 238 شخصاً، اليمين بأنه يريد التشكيك بالنموذج الاشتراكي الفرنسي، وحذر من أن اليمين المتطرف «يدعو إلى الانطواء والخروج من أوروبا والعالم».

وانتخب هولاند رئيساً عام 2012 في مواجهة اليميني نيكولا ساركوزي، وبات الرئيس الأول الذي يرفض الترشح لولاية ثانية منذ عام 1958.

وأظهر آخر استطلاعات الرأي أن 13 في المئة فقط من الفرنسيين يثقون بهولاند، وأنه لن يحصل إلا على 7 في المئة من الأصوات خلال الدورة الرئاسية الأولى في أبريل وراء مرشح اليمين فرنسوا فيون وزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن.

ويأتي إعلان هولاند عدم ترشحه، بعد أربعة أيام من اختيار اليمين لرئيس الوزراء الأسبق فرنسوا فيون الذي يملك نظرة ليبرالية في الاقتصاد ومحافظة في القضايا الاجتماعية.

في الأيام الأخيرة، دارت حرب صامتة بين هولاند ورئيس حكومته فالس المحاصر بين واجبه بإظهار الولاء تجاه الرئيس وطموحه الرئاسي الذي لم يعد يخفيه.

وحيا فالس، الذي باتت الطريق أمامه سالكة، إعلان هولاند معتبراً أنه «خيار رجل دولة».

وأياً كان المرشح الاشتراكي المنبثق من الانتخابات التمهيدية، فلن يكون عليه أن يواجه مرشحي اليمين واليمين المتطرف فقط، بل أيضاً اليساري المتطرف جان لوك ميلانشون ووزير الاقتصاد اليساري السابق إيمانويل ماكرون.