أكدت مصادر في مجلس الأمن القومي الإيراني لـ «الجريدة» أن المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، تدخل شخصياً لحسم الخلاف داخل المجلس، بشأن الطلب الذي قدمه رئيس لجنة الأمن والدفاع الروسي فيكتور آزيروف قبل أيام، لاستعمال روسيا قاعدة «نوجه» في همدان.

وكان قسم من أعضاء المجلس يعارض السماح لروسيا باستخدام القواعد الإيرانية، إذ إن الدستور الإيراني يمنع هذا الأمر منعاً تاماً. وحسم خامنئي هذه النقطة، مؤكداً أن «المصالح العليا للنظام هي فوق الدستور، وعليه فإنه يمكن تعليق الدستور أو أي بند فيه لمدة محدودة، إذا ما اقتضت ضرورات حفظ النظام والبلاد، وإذا ما كان هناك اتفاقية تعاون مشترك فليس هناك أي مشكلة».

Ad

وعلى أساس موقف خامنئي الإيجابي، صاغت الدوائر الإيرانية مسودة اتفاقية وصفتها مصادر دبلوماسية بأنها طموحة جداً، وأن شروطها تكاد تكون تعجيزية، وأوصلتها إلى موسكو ليدرسها الجانب الروسي.

وتنص المسودة على السماح لموسكو باستخدام مطار قاعدة همدان أو أي قواعد جوية أو بحرية أخرى في إيران، وفق الشروط التالية:

* تكون هناك اتفاقية تعاون مشترك بين البلدين، ويقوم الروس أيضاً بإعطاء إذن للإيرانيين باستخدام قواعد لهم في روسيا أو قواعد روسية خارج روسيا إذا كان هناك خطر مشترك يواجه البلدين.

* يقوم الروس بتزويد الإيرانيين بالأسلحة بالمواصفات التي يستخدمها الجيش الروسي، ومن ضمنها الطائرات، وهي تختلف بمواصفاتها عن الأسلحة التي يتم بيعها.

* تكون هناك اتفاقية صناعة وتجميع مشترك للطائرات والدبابات والأسلحة الروسية الثقيلة وصواريخ أرض-جو وأرض- بحر والرادارات في إيران.

* يتم السماح للروس باستخدام القواعد الإيرانية في ظروف تعتبر تهديداً مشتركاً للبلدين فقط، ولا يسمح لهم باستخدام القواعد الإيرانية ضد طرف ثالث لا مصلحة لإيران بالدخول في صدام معه.

* لا يقوم الروس بالإعلان عن القواعد التي يستخدمونها في إيران، وتبقى هذه المعلومات مطبقة وقيد السرية والكتمان، ويمكن لطهران التصرف بها حسب الحاجة.

وكانت مصادر أشارت إلى أن إيران غيرت موقفها المتردد من التعاون العسكري مع موسكو، خصوصاً بعد تصعيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطابه ضدها، وتهديده بتمزيق الاتفاق النووي معها، فضلاً عن تعيينه شخصيات معروفة بعدائها الشديد لطهران.

إلى ذلك، تقول مصادر إن توقيت الغارة الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت قافلة أسلحة لحزب الله في منطقة الصبورة قرب دمشق أحرج موسكو، وأن الغارة قد تودي بالمفاوضات العسكرية بين طهران وموسكو.

ولفتت المصادر إلى أن الغارة الإسرائيلية جاءت بالتزامن مع حديث طهران عن عملية إنسانية مشتركة في حلب مع موسكو قد تكون غطاء لتدخل عسكري إيراني نوعي بسورية، كما أنها جاءت بعد الحديث عن لقاء جمع للمرة الأولى ضباطاً روساً ومسؤولين ميدانيين في «حزب الله» الأسبوع الماضي.

وأكدت أن منظومة الـ«إس 400» الروسية تغطي كامل المنطقة، وليس فقط الأجواء السورية، وهي تمكنت بالتأكيد من رصد المقاتلات الإسرائيلية، مشيرة إلى وجود احتمالين: الأول أن يكون هناك تفاهمات روسية - إسرائيلية سمحت لإسرائيل بشن الغارة، وهذه ستكون ضربة قوية للعلاقات الإيرانية - الروسية، والاحتمال الثاني أن تكون إسرائيل قادرة تقنياً على تخطي المنظومة الروسية، وهذه ضربة تكنولوجية قوية لموسكو ستدفعها إلى مزيد من الحذر في موضوع تقنيات التصنيع العسكري.

كما أفادت المصادر بأن الغارة الإسرائيلية كانت قريبة جداً من حي يعفور الذي يضم منازل سفراء، مضيفة أن مسؤولاً رفيعاً في «حزب الله»، قد يكون الأمين العام للحزب حسن نصرالله، يملك منزلاً في هذا الحي.