الأسد ينتزع حي الباب بحلب الشرقية ويؤمن طريق المطار الجديد

● موغيريني: سقوط حلب لن ينهي الحرب
● لافروف يعرض على واشنطن التعاون لانسحاب المعارضة

نشر في 04-12-2016
آخر تحديث 04-12-2016 | 00:05
سوري يتجاوز بدراجته البخارية دبابة لفصائل المعارضة في أحد شوارع درعا أمس  (أ ف ب)
سوري يتجاوز بدراجته البخارية دبابة لفصائل المعارضة في أحد شوارع درعا أمس (أ ف ب)
بعد اشتباكات عنيفة أدت إلى فرار المدنيين إلى حي الشعار القريب، سيطرت قوات الرئيس السوري بشار الأسد ليل الجمعة- السبت على حي طريق الباب وأمّنت طريق مطار حلب الدولي لتوسع نطاق نفوذها في المنطقة المحاصرة إلى نحو 60% من حلب الشرقية.
مع فشل المباحثات المنعقدة في أنقرة بين مسؤولين روس وقيادات فصائل المعارضة في تحقيق أي خرق يضع حداً للمعارك المحتدمة، تمكنت قوات الرئيس السوري بشار الأسد ليل الجمعة- السبت من السيطرة على حي طريق الباب، وباتت تسيطر على نحو 60 في المئة من حلب الشرقية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان أمس: «بالسيطرة على حي طريق الباب، فإن النظام سيطر على نحو 60 في المئة من شرق المدينة، وتمكن من تأمين طريق مطار حلب الدولي الجديد».

وهذا يعني أن قوات الأسد، التي اصطحبت عدداً من الصحافيين، أمس الأول، لتفقد المناطق الشمالية الشرقية المدمرة، استعادت الطريق الرابط بين الأحياء الغربية للمدينة والمطار الواقع تحت سيطرتها أصلاً جنوب طريق الباب.

ووفق مراسل «فرانس برس»، فإن عدداً قليلاً من مسلحي المعارضة بقي في حي الشعار مع تقدم القوات الحكومية، بينما أغلقت المحلات التجارية والمخابز بسبب قصف عنيف، استهدف للمرة السادسة نازحين إلى الحي وأدى إلى سقود عدد غير محدد من القتلى والجرحى.

وفي محاولة للحفاظ على حي الشيخ سعيد الاستراتيجي، خاضت فصائل المعارضة معارك ضارية مع قوات النظام، وتمكنت، أمس الأول، بدعم من جبهة «فتح الشام» من قلب الوضع واستعادة 70 في المئة منه، بحسب مدير المرصد رامي عبدالرحمن، الذي أكد أن خسارة الحي «ستشكل ضربة قاسية للمقاتلين، وخصوصاً بعد خسارتهم» خلال الأيام الأخيرة.

محادثات واتهامات

ووسط استياء المجتمع الدولي، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، أن موسكو مستعدة لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة عن انسحاب كامل لكل مقاتلي المعارضة من شرق حلب، مؤكداً أنه تسلم من نظيره الأميركي جون كيري في روما، أمس الأول، حزمة مقترحات بخصوص سورية تنسجم مع مواقف يتمسك بها الخبراء الروس.

وإذ أعرب عن جاهزية بلاده إرسال دبلوماسيها وخبرائها العسكريين إلى جنيف في أي وقت لاستئناف المشاورات لتسوية الوضع، اتهم لافروف الجانب الأميركي، بأنه يحاول حتى آخر لحظة تجنيب جبهة «فتح الشام» الضربات.

حرب سورية

وبينما تمسكت الفصائل بالبقاء في حلب واعتبرت تصريحات لافروف نسفاً لنتائج اجتماعات أنقرة، شددت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني أمس، على أنها مقتنعة بأن سقوط المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة من حلب لن ينهي الحرب في سورية.

ومع رفضها الاعتبار أن حقق نصراً في حلب، خاطبت موغيريني، خلال نقاش بمؤتمر حول المتوسط في روما شارك فيه مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا، الأسد، بقولها: «تستطيع أن تكسب حرباً لكنك قد تخسر السلام»، متسائلة: «من لديه مصلحة في كسب حرب والحصول على جائزة تتمثل في بلد منقسم ومسلح ويضيق بالإرهابيين ومعزول على الساحة الدولية؟»

معركة رهيبة

من جهته، أعلن ديمستورا أنه سيتوجه للقاء الأمين العام للأمم المتحدة لمناقشة الخطوات القادمة بخصوص السياسات ووضع الحقائق على أرض الواقع، مؤكداً أن هناك مآسي تحدث، وأنه يأمل في التوصل إلى «صيغة ما» لتجنب «معركة رهيبة».

وعند سؤاله: «هل الحل لايزال بعيد المنال، أو يقترب رويداً؟»، أجاب الموفد الأممي بعد التطلع إلى السماء «الله كريم!، والحقيقة هي أن حلب لن تصمد طويلاً».

وشدد ديميستورا خلال المؤتمر نفسه على أنه «حان الوقت الآن للبدء بمفاوضات فعلية»، وأضاف متوجها بالحديث للأسد «اتصل بالأمم المتحدة لتقول: أنا مستعد لحكم انتقالي، ومفاوضات فعلية».

تسوية ليبرمان

وفي منتدى «سابان» المنعقد بواشنطن، اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، أمس الأول، أن تسوية الأزمة في سورية تتطلب شرطين أساسيين ترك الأسد منصبه وانسحاب الفصائل الإيرانية. وفي حين أشاد بوجود «حوار شفاف وتنسيق مفيد» مع موسكو لاسيما في سورية، حث ليبرمان الرئيس الأميركي المنتخب دونالب ترامب على عدم النأي بالنفس عما يجري في الشرق الأوسط، مؤكداً أمل إسرائيل أن تبذل الإدارة الجديدة جهوداً نشيطة لتسوية الأزمة السورية.

الجمعية العامة

ومع إحباط الدول والجماعات المدافعة عن حقوق الإنسان من المأزق الذي وصل إليه مجلس الأمن، بدأت الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الأول، محادثات بشأن مسودة قرار يطالب بإنهاء القتال في سورية.

وكتبت كندا وكوستاريكا واليابان وهولندا إلى رئيس الجمعية العامة بيتر تومسون، بالنيابة عن 74 دولة تمثل ثلث أعضاء الجمعية العامة المؤلفة من 193 دولة: «نعتقد أن من الضروري للجمعية العامة أن تعبر عن إرادتها الجماعية وفقاً لميثاق الأمم المتحدة وأن تتخذ إجراءات بشأن الوضع في سورية».

وستعبر مسودة القرار عن الغضب حيال تصاعد العنف لاسيما في مدينة حلب وستطالب بدخول المساعدات ووقف الهجمات العشوائية وغير المتكافئة وإنهاء الحصار.

فرار وتهجير

وعلى وقع تحذير ووجه المتحدث باسم صندوق الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» كريستوف بولييراك، من أن الوقت ينفد لتزويد 20 ألف طفل فروا من منازلهم بحلب الشرقية وقتل البرد اثنين منهم، بالمساعدات، غادر نحو ألفي شخص مع عائلاتهم، أمس الأول، مدينة التل الواقعة تحت سيطرة المعارضة في شمال دمشق في إطار اتفاق مع النظام، هو السادس من نوعه خلال ثلاثة أشهر، سبقته بأيام عملية مماثلة في خان الشيخ.

موسكو ولندن

في غضون ذلك، انتقد المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف أمس، بأشد العبارات تصريحات المتحدثة باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، تتهم فيها موسكو بإعاقة إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة في حلب، مؤكداً عن أنها على مدى أكثر من 5 سنوات مرت منذ اندلاع الأزمة السورية، لم تقدم بريطانيا حتى غراماً واحداً من الطحين أو حبة دواء أو لحافاً لمساعدة المحتاجين. واتهم كوناشينكوف لندن بفقدان الرؤية الموضوعية لما يجري داخل حلب على وجه الخصوص، في ظل الروسوفوبيا «معاداة الروس» المؤججة داخل بريطانيا.

«داعش» يبحث عن بديل للبغدادي

كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، نقلا عن "مصادر موثوقة"، أن قيادة "داعش" في العراق دعت قيادة "ولاية الرقة" التي تعد معقلها في سورية للمجيء إلى العراق، موضحاً أنها طلبت من كل القيادات العسكرية والأمنية، ومن ضمنهم قائد "جيش الشام" وقائد "الولاية"، الاجتماع لاختيار بديل لزعيهم أبي بكر البغدادي.

وكان المرصد السوري قد وثق في الأشهر الماضية مقتل عدد من القيادات العسكرية البارزة في داعش، أبرزهم أبو عمر الشيشاني وأبو الهيجاء التونسي، وأبو أسامة العراقي وعدد آخر من القادة في سورية، معظمهم قتل في ضربات للتحالف الدولي استهدفت مواقع وجودهم.

أوروبا عرضت «رشوة» على الأسد لحل الأزمة

كشفت صحيفة «ذي تايمز» البريطانية أن الاتحاد الأوروبي اقترح تقديم الدعم المالي لسورية برئيسها بشار الأسد في محاولة جديدة لحل الأزمة التي دامت أكثر من 5 سنوات في البلاد.

وقال مسؤولون في الاتحاد الأوروبي إن المطالب الغربية السابقة بتنحي الأسد غير واقعية، مضيفين أن هناك شعورا متزايدا بأن أميركا تم تهميشها كشريك في المفاوضات الغربية. في خضم هذا، قدمت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، مقترحات جديدة لزعماء المعارضة في اجتماع قبل أسبوعين، من بينها عرض يضم مساعدات مالية واستثمارات كحل لجميع الاطراف. وجاءت المقترحات وفقا لقرارات الأمم المتحدة التي تدعو إلى «انتقال سياسي»، وهو الأمر الذي تدعمه الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا من خلال إزالة الأسد من منصبه. ونقلت «ذي تايمز» عن مصدر مقرب من المعارضة أن مقترحات الاتحاد الأوروبي تنطوي على نقل السلطة إلى المحافظات السورية، مبينة أن موغيريني تريد، من خلال هذه الخطة، حل الصراع في البلاد. وذكر المصدر ذاته أن «هناك مرحلة انتقالية، لكن التفاصيل غامضة. إذا وافقت جميع الأطراف على هذه المقترحات، فإن هناك قدر كبير من المال سيقدمه الاتحاد الأوروبي».

ديميستورا يناجي «الله الكريم» لتجنب معركة رهيبة
back to top