الربو يفضح «الصحة»

• الكمامات نفدت من أقسام الطوارئ فغُسلت المستعملة وأُعطيت للمرضى
• الأمطار أظهرت غياب خطط الوزارة وفشلها في التعامل مع أزمة بسيطة
• نواب: لا يمكن السكوت عن ازدحام المستشفيات... ويجب اختيار وزير صاحب رؤية

نشر في 04-12-2016
آخر تحديث 04-12-2016 | 00:14
No Image Caption
رغم أن موجة الأمطار التي شهدتها الكويت على مدار اليومين السابقين لم تكن خارقة أو ظاهرة استثنائية، فإن وزارة الصحة عجزت عن مواجهة الحدث وغرقت في «شبر ماء» من المشاكل التي خلفتها تلك الأمطار، التي تكثر خلالها مشاكل الحساسية والتنفس والإنفلونزا الموسمية، وهو ما استدعى إعلان حالة الطوارئ في جميع أقسام ووحدات الحوادث في المستشفيات الحكومية.

وقالت مصادر صحية لـ«الجريدة» إن الوزارة فشلت في التعامل مع هذه الأزمة البسيطة لافتقارها إلى خطط تواكب الأعداد الكبيرة من المراجعين مع دخول موسم الشتاء، مبينة أنه كان حرياً بها وضع خطط للتعامل مع الحالات المصابة، خصوصاً أن في الكويت نسبة كبيرة من المصابين بأمراض مزمنة غير معدية كالسكري والضغط، والتي تؤدي إلى ضعف المناعة ما يعرض المريض لأزمات صحية خطيرة.

وكشفت المصادر أن معظم الأعداد التي استقبلتها أقسام الحوادث في المستشفيات الحكومية الخمسة (مبارك، والأميري، والفروانية، والعدان، والجهراء) كانت تعاني مشاكل الربو والحساسية وضيق التنفس والاختناق، كما أسفرت موجة الأمطار عن 5 وفيات، ودخول أكثر من 100 حالة العناية المركزة، ومثلها في الأجنحة، فضلاً عن المئات الذين عولجوا في المستشفيات وخرجوا عقب ساعات قليلة.

وأشارت إلى أنه رغم استدعاء الطاقمين الطبي والتمريضي فإن الأعداد الكبيرة من المراجعين خلقت زحاماً شديداً، وتجمهراً أمام المستشفيات، مضيفة أن المستلزمات الخاصة بمرض الربو، خصوصاً الكمامات نفدت من أقسام الطوارئ، ما حمل القائمين على تلك الوحدات إلى الإيعاز للممرضين بغسل الكمامات وإعطائها لأكثر من مريض، ما قد يؤدي إلى نقل الأمراض وحدوث عدوى بين المصابين، وهو ما يشكل فضيحة صحية من العيار الثقيل في دولة مثل الكويت.

ولفتت إلى أن «الصحة» استدعت كل أطقمها العاملة، من أطباء الطوارئ والممرضين وفنيي الأشعة، للعمل خلال العطلة بسبب ذلك الزحام على أقسام الحوادث.

نيابياً، أكد النائب خالد الشطي أن ما شهدته مستشفيات الكويت في اليومين الماضيين من ازدحام بسبب حالات الربو «أمر لا يمكن قبوله أو السكوت عنه، وهو ما يضع على وزير الصحة الجديد مسؤولية إيجاد حلول جذرية للتعامل مع الحالات الطارئة».

وقال الشطي لـ«الجريدة»: «على الحكومة اتخاذ خطوات سريعة وعاجلة في إصلاح الملف الصحي، من خلال العمل على بناء مستشفيات جديدة في كل المحافظات، مع التوسع في الهيئة التمريضية والكادر الطبي بما يتناسب مع الوضع المادي للكويت»، معتبراً أنه من «غير المقبول أن يقف المواطن في طابور الانتظار الطويل ساعات لمقابلة الطبيب دقائق معدودة».

ودعا الشطي رئيس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك إلى «اختيار وزير صحة على مستوى الطموح، قادر على إصلاح الوضع الصحي بشكل سريع»، مشدداً على أن «الثروة الحقيقية للوطن هي الشعب، والاهتمام بصحته من أولى أولوياتنا».

بدوره، قال النائب عادل الدمخي: «نحن بحاجة إلى فتح مستشفيات جديدة، وتأهيل الكادر الطبي ومراعاة التوزيع الجغرافي»، مبيناً أن «مسؤولية تنفيذ ذلك تقع على عاتق وزير الصحة في الحكومة المقبلة».

وتعقيباً على زحام المستشفيات، قال النائب ماجد المطيري: «نأمل في التشكيلة الحكومية الجديدة اختيار وزير صحة صاحب رؤية، قادر على معالجة الوضع الصحي والارتقاء بمستوى الخدمات الطبية»، لافتاً إلى أن «عدد المستشفيات في الكويت لا يتناسب الآن بأي حال مع عدد السكان، الأمر الذي يلقي بمسؤولية مضاعفة على الوزير المقبل».

back to top