بدأ الناخبون الايطاليون الإدلاء بأصواتهم الأحد في استفتاء حول اصلاح دستوري تحول مع صعود الشعبويين إلى تصويت على رئيس الحكومة اليساري ماتيو رينزي.

Ad

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة السابعة (06,00 ت غ) ليستمر التصويت حتى الساعة 23,00 (22,00 ت غ) لأكثر من 46 مليون ناخب بينما انتهى الاقتراع لنحو أربعة ملايين ايطالي في الخارج صوتوا بالمراسلة.

ويتوقع أن تعلن النتائج الأولية للتصويت عند مغادرة المقترعين مراكز الانتخاب، والنتائج الأخيرة ليل الأحد الأثنين.

وأكد رينزي على أنه سيستقيل إذا رفضت الإصلاحات.

وفي غياب بديل واضح، يثير غموض النتيجة قلقا في أوروبا وفي أسواق المال التي تخشى بعد صدمة قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي وصعود الحركات الشعبوية، مرحلة جديدة من عدم الاستقرار في ثالث اقتصاد في منطقة اليورو.

ويتعلق التصويت بإصلاح دستوري يقضي بتقليص صلاحيات مجلس الشيوخ بشكل كبير والحد من صلاحيات المناطق والغاء الأقاليم.

ويدعو جزء كبير من الطبقة السياسية، من اليمين إلى شعبويي حركة خمسة نجوم او رابطة الشمال مروراً بكل التيارات المتطرفة وحتى «متمردين» من الحزب الديموقراطي الذي ينتمي اليه رينزي، إلى رفض هذه الإصلاحات التي يرون أنها تؤدي إلى تركيز مفرط للسلطات بيد رئيس الحكومة.

هذه المعارضة توحدها أيضاً الرغبة في طرد رينزي الذي وصل إلى السلطة في فبراير 2014 ويهيمن على وسائل الإعلام وشبكات التواصل الإعلامي في تصريحاته للدفاع عن إصلاحاته التي تهدف إلى تبسيط الحياة السياسية في بلد شكلت فيه ستون حكومة منذ 1948.

شخصنة

قالت ايلينا بيكولو (21 عاماً) الطالبة في نابولي أن «رينزي اخطأ منذ البداية بشخصنته هذا التصويت عندما قال أنه سيستقيل في حال فوز معارضي الإصلاحات».

وأضافت أنه «يركز بذلك كل الاستياء في البلاد بما في ذلك استياء الشباب، على شخصه».

وتشير استطلاعات الإخيرة إلى فوز «اللا» بفارق يتراوح بين خمس وثماني نقاط، لكن عدد المترددين كبير، ونشرت نتائج هذه الاستطلاعات قبل أسبوعين لأنها محظورة قبل 15 يوماً على التصويت.

قال انديلو انجيلاتشيو (77 عاماً) لوكالة فرانس برس عند مغادرته أحد مراكز التصويت في العاصمة «صوت بلا»، وأضاف «الدستور لا يمس، رينزي يريد مزيداً من الصلاحيات فقط، وقضيته الأولوية هي انقاذ المصارف وليس المتقاعدين».

أما انطونيو (84 عاما) فقد صوّت بنعم، وقال بحماس «ننتظر اصلاحاً منذ أربعين سنة ولم يفعل أحد شيئاً»، وأضاف «نحتاج إلى حكومة تملك عدداً كافياً من الأصوات يمكنها الاستمرار خمس سنوات، وبعد ذلك فقط يمكننا التغيير».

قال روبرتو بينيني الذي يعمل في الاتصالات في روما أنه مقتنع بأن «هذا الإصلاح هو خطوة صغيرة لكنها خطوة مهمة، مع النعم سيكون لدينا حكومة أقوى، أنها ليست ثورة ولا الجنة، لكن البديل هو ابقاء الوضع على حاله، وهذا اسوأ بكثير».

من جهته، بدا انطونيو كانيستري الذي يعمل في بيع اللحوم في حي راق في العاصمة، أكثر تشكيكاً، وقال «نعرف ماذا لدينا الآن ونعرف ما سيكون لدينا مع الاستفتاء، لكن لا نعرف ماذا سيكون لدينا مع الاصلاح وأخشى الفوضى الاقتصادية إذا فاز المعارضون».

وأكدت كارلا ديافيريا التي كانت في محلها وستصوت «بلا» أن «هذا الإصلاح لا معنى له»، وأضافت «هناك نقاط أوافق عليها لكن كان عليهم السير خطوة خطوة».

ونظراً للقلق في الخارج، دعا الرئيس الأميركي باراك اوباما والمستشارة الألمانية انغيلا ميركل ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، علناً الايطاليين إلى قبول الإصلاحات.

وفي حال رفضت الإصلاحات، سيدعو حزب خمسة نجوم على الأرجح إلى انتخابات مبكرة، لكن يتوقع ألا يحل الرئيس سيرجيو ماتاريلا البرلمان قبل تعديل القانون المتعلق بانتخاب النواب.

وكان مؤسس هذه الحركة بيبي غريلو دعا الجمعة الإيطاليين إلى رفض الإصلاحات دفاعاً عن حرياتهم واستقلالهم.

ومسألة استقالة رينزي تتعلق بنسبة التأييد له في الاستفتاء، وحتى إذا قدم استقالة حكومته، يمكنه البقاء على رأس الحزب الديموقراطي والعودة حتى إلى رئاسة الحكومة، لكنه أكد مراراً أنه لن يترأس حكومة «تقنية» مكلفة تعديل القانون الانتخابي فقط.