يقام مساء اليوم الاحتفال الأول لـ«جائزة الملتقى للقصة العربية». يرى البعض أنها قفزت خلال فترة وجيزة لتكون في مصاف أهم الجوائز العربية. كيف حققتم ذلك؟

بداية، يجب التأكيد أن «جائزة الملتقى» مرّت بالمراحل كافة المطلوبة إلى حين رأت النور. انطلقت الفكرة من الملتقى الثقافي، ثم جاء توقيع مذكرة التفاهم مع الجامعة الأميركية في الكويت، وبعدها تشكّل مجلس أمناء للجائزة من الكويت، وتالياً مجلس استشاري عربي عالمي، وعقد المجلسان اجتماعاً موسعاً في الكويت لوضع اللائحة الخاصة بالجائزة. كذلك فُتحت صفحة للجائزة على موقع الجامعة الأميركية. تلاها فُتح باب الترشيح للجائزة للفترة من 1 يناير حتى 31 مارس، وحال إغلاق باب الترشيح، وفي سابقة حميدة على مشهد الجوائز العربية تدلل على الشفافية العالية، أُعلن عن لجنة التحكيم لتكون معروفة للجميع؛ الكاتب والناشر وجمهور القراءة. ثم صدرت القائمتان الطويلة والقصيرة، وها نحن نصل إلى احتفال إعلان الفائز.

Ad

لا تفوتني هنا الإشادة بالدور الكريم والمهم والكبير الذي نهض به مشكوراً معالي وزير الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد، في دعم الجائزة وتشجيعها، وتبني احتفاليتها بوصفها تقدم أحد الوجوه المشرقة لدعم دولة الكويت للإبداع الثقافي العربي، وتأكيد حضورها في مشهد الجوائز العربية.

هل ستشهد لجنة التحكيم في النسخ التالية من المسابقة دخول بعض الأسماء الجديدة، أم تفضلون الاحتفاظ بالأسماء المشاركة؟

كما هو معروف، لكل دورة لجنة تحكيم جديدة تخصّها، يختارها مجلس الأمناء والمجلس الاستشاري للجائزة. وبالتالي، لجنة تحكيم الدورة الثانية 2016/2017 جديدة لا علاقة لها البتة باللجنة الراهنة، ومؤكد أنها ستعمل وفق قناعاتها ومعاييرها لفن القصة القصيرة. وبخصوص المتسابقين، فمن الطبيعي أن بإمكان الذين وصلوا إلى القائمتين الطويلة والقصيرة المشاركة في الدورة التالية، ولكن بمجموعة قصصية جديدة لم تسبق لهم المشاركة فيها ضمن المسابقة.

شهدت النسخة الأولى تفوق المشاركين من الدول العربية وحضوراً خجولاً للمشاركين من دول الخليج. ما السبب؟

بالإمكان الترشح للجائزة من 1 يناير حتى 31 مارس من كل عام. وحسب لائحة الجائزة، يحق لكل ناشر المشاركة بمجموعتين قصصيتين، كذلك يحق لكل كاتب أن يشارك مستقلاً، لذا فإن المشاركة في الجائزة متاحة للناشرين والكتّاب كلهم. وحقيقة، لا أعلم سبباً لتدني عدد الأعمال الخليجية المشاركة في الدورة الأولى من الجائزة. ربما بسبب جدة المسابقة، وعدم معرفة البعض بها. مع العلم بوجود أعداد كبيرة من المجاميع القصصية المحلية والخليجية التي كان بإمكانها المشاركة. ولكن شكّل إجمالي عدد المجموعات القصصية المشاركة مفاجأة سارة لنا، إذ بلغ 189 عملاً وهو رقم مرتفع قياساً بالدورة الأولى، ويدلل على حيوية المشهد القصصي العربي، وعلى تلهفه لجائزة يلتف من حولها.

مكانة مرموقة

ما الجديد الذي ستقدمه الجائزة في النسخ المقبلة، لا سيما أنها تبوأت مكانة مرموقة في المشهد القصصي العربي؟ ألا تعتقد أن هذا الأمر يضعكم إزاء تحديات أكبر؟

نشعر بالاعتزاز والفخر لأن الجائزة، وفي سنة ميلادها، تبوأت مكانة عربية مرموقة، وأصبحت حاضرة في مجالس ولقاءات الكتّاب والمثقفين العرب وحوارتهم، خصوصاً أن كثيرين يُشيرون إليها بوصفها جائزة الكويت للقصة القصيرة العربية.

الجديد المقبل انفتاح الجائزة على مشاركات بأعمال قصصية جديدة، وبالتالي لقاء متجدد مع القارئ والمهتم على امتداد الوطن العربي. كذلك توقيع مذكرة تفاهم بين إدارة الجائزة، ممثلة بالجامعة الأميركية في الكويت، ومعهد العالم العربي في باريس، لترجمة المجموعة الفائزة إلى اللغة الفرنسية ونشرها، ما يعني وصول القص العربي، والكاتب العربي، إلى قراء مختلفين، ومد جسر من التواصل مع الثقافات الأخرى. وأخيراً، أهم جديد بالنسبة إلينا هو مزيد من الوصل مع الكاتب والناقد والقارئ والمثقف العربي، وربطهم بأعمال قصصية عربية لافتة. كذلك نحن في صدد دراسة فتح مكتب إعلامي للجائزة يغطي نشاطاتها من جهة ويكون صوتها إلى جمهور الكتّاب والناشرين وجمهور القراءة من جهة ثانية.

نعم، يشكّل المستقبل تحدياً حقيقياً لنا، وهو أمر مطروح على جدول اجتماع مجلس الأمناء والمجلس الاستشاري، كذلك على استفتاء سنعرضه قريباً على صفحة الجائزة، للتواصل مع الكاتب والناشر والقارئ والمثقف المعني بفن القصة القصيرة العربية للاستماع إلى آرائهم واقتراحاتهم في تطوير الجائزة وتجويدها. وبالتالي، تعمل إدارة الجائزة من الداخل لتحقيق الجديد والمغاير في مشهد الجوائز العربية، وتثابر من جهة ثانية لمد جسورها إلى المعنيين بالكتابة الإبداعية كلهم، لا سيما في مجال القصة القصيرة.

يرافق احتفال الجائزة نشاط ثقافي مكثف. ما الهدف منه؟

يأتي النشاط الثقافي الخاص بالجائزة على امتداد يوم كامل، الثلاثاء 6 ديسمبر، وفي قاعة الجامعة الأميركية الرئيسة، ذلك لتقديم شهادات قصصية لأهم كتاب القصة العرب، وللاحتفاء بفن القصة القصيرة العربية، ومحاولة إعادة الحيوية إلى هذا المشهد. كذلك تقديم كاتب القصة العربية بما يستحق من اهتمام ولفت النظر إلى نتاجه بوصفه إبداعاً مهماً بملامح فنية ناجزة. وأخيراً، يأتي هذا النشاط الثقافي العربي، بوصفه أحد روافد العمل الثقافي على الساحة الثقافية الكويتية، خصوصاً وصلها في المشهد العربي والعالمي.

المؤسسات الثقافية

عن سؤال حول إمكان التنسيق مع المؤسسات الثقافية المحلية بشأن الجائزة، لتكون ضمن الموسم الثقافي الرسمي كمعرض الكتاب أو مهرجان القرين الثقافي، أجاب الروائي طالب الرفاعي: «في ما يخص التنسيق مع المؤسسات الثقافية الرسمية والأهلية، تجاوزنا مرحلة التفكير إلى الممارسة العملية. في احتفالية الجائزة لدورتها الأولى نسقنا مع كل من؛ «المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب»، و«رابطة الأدباء الكويتيين»، ومجلة «العربي»، ودار «سعاد الصباح»، ومؤسسة «عبدالعزيز البابطين»، ذلك لتنظيم معرض كتاب بالمجان للسادة ضيوف الندوة، وبما يظهر التعاون الأجمل بين الجائزة والمؤسسات الثقافية».

تابع: «أما إدراج الجائزة لتكون ضمن الموسم الثقافي لأي من المؤسسات الثقافية، فلا يخفى عليكم أن الجائزة ولدت في حضن الجامعة الأميركية في الكويت، وليس لها سوى احتفال سنوي واحد، لذا يرى القيمون عليها أن يبقى حدثاً ثقافياً مستقلاً ومشعاً يُعقد في قاعات الحرم الجامعي بين الكاتب والناشر والقارئ من جهة، وبين الأساتذة والطلبة من جهة ثانية. وبما يعني بين أمور أخرى، الصلة الوطيدة بين الإبداع والثقافة والعلم وبين مشاريع مؤسسة أكاديمية رائدة، وأعني بها الجامعة الأميركية في الكويت».