دعوة مهمة... ولكن!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
كانت هناك صيغة حق الاعتراض (الفيتو) التي كانت تلجأ إليها الدول التي اتفقت على أن من حقها أن تتحكم في مصير العالم كله على اعتبار أنها دولٌ عظمى، وكانت تقتصر على الولايات المتحدة وبريطانيا (العظمى) وفرنسا وروسيا (الاتحاد السوفياتي) قبل أن تنضم إليها الصين الشعبية التي كانت فرضت نفسها على هذه المعادلة بقوة الأمر الواقع، لكن، في كل الأحوال، كان انهيار الدول السوفياتية وانفراط عقد المنظومة الاشتراكية يجب أن يدفع الدول الصاعدة إلى فرض وجودها، وكان يجب أن يُعاد النظر في هذه المعادلة كلها، وأن يبنى النظام الدولي وفقاً لبروز دول جديدة كالبرازيل والهند... والمجموعة العربية، لو أنها منضوية في إطار واحد هو هذه "الجامعة" التي لم تعد تجمع دولها ولو بالحدود الدنيا. المهم... مع بقاء الأوضاع في مجلس الأمن الدولي على ما هي عليه، حسب نظامه الموروث من القرن الماضي، بإمكان أيٍّ من دوله تعطيل قراراته، وحيث إنَّ فلاديمير بوتين المُنفلت من عقاله تمكّن من منع هذا المجلس من اتخاذ أيّ قرار جديٍّ وفعليٍّ يضع حداًّ للمجازر التي ارتكبها نظام بشار الأسد، ومعه الروس والإيرانيون ضد الشعب السوري الذي غدا موزعاً بين المقابر والمعتقلات وبين التشريد، والذي تحول بلده سورية العظيمة إلى أكوام من الحجارة والدمار، وإلى مخيمات ذل في الدول القريبة والبعيدة . الآن هناك دعوة وجهتها أربع دول، حتى الآن، هي المملكة العربية السعودية وتركيا وقطر والإمارات لأنْ تأخذ الجمعية العامة للأمم المتحدة دورها المفترض في ظل "تعطيل" قيصر روسيا الجديد فلاديمير بوتين لمجلس الأمن الدولي بالنسبة للأزمة السورية التي غدت بسبب هذا التعطيل مأساة عالمية فعلية، وحقيقية فإن الاستجابة لهذه الدعوة ليست مشكوكاً فيها فقط بل قد تكون مستحيلة و"دونها خرْط القتاد"، وبخاصة إذا سارت الإدارة الأميركية على طريق سابقتها، وإذا ثبت أن "شهاب الدين أسوأ من أخيه"!