لعل فوز النصر على القادسية بنتيجة هدف دون رد يعد النتيجة الأبرز في الجولة السابعة لدوري ڤيڤا لكرة القدم، والمفاجأة الأكبر في البطولة حتى الآن، خصوصاً أن أكثر المتفائلين في العنابي كانوا يمنون النفس بتحقيق التعادل، كما أن أكثر المتشائمين في القلعة الصفراء كانوا يعتقدون أنه من الصعوبة بمكان تعادل فريقهم.

كما أن ثمة نتيجتين لفتتا انتباه الجميع بشدة، هما فوز الصليبيخات على الجهراء 5-1، والخسارة الجديدة للسالمية على يد كاظمة، ما يؤكد أن النتائج تمنح البطولة الإثارة، بفضل تطبيق نظام الهبوط في الموسم الجاري.

Ad

ويبدو أن الضغط على المنافس في كل أرجاء الملعب يُعد كلمة السر الحقيقية في الجولة السابعة، فالنصر فاز على القادسية بالضغط، وكاظمة هزم السالمية بنفس الأسلوب، وكذلك الصليبيخات واليرموك والعربي، ما يعني أن الضغط يولّد الانتصار، لا الانفجار!

في هذا التقرير نلقي الضوء على أبرز أحداث الجولة السلبية والإيجابية، وتقييم أداء بعض الفرق، والتغييرات الطفيفة التي طرأت على جدول الترتيب.

النصر هزم القادسية

هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى فوز النصر، لعل أهمها الضغط على لاعبي الأصفر بقوة طوال زمن المباراة، الأمر الذي أصابهم بالارتباك، لاسيما أن كل فرق الدور لم تلعب بهذا الأسلوب، إلى جانب رغبة لاعبي العنابي في تأكيد أن احتلالهم للمركز الثالث في الترتيب لم يأتي مصادفة أو ضربة حظ، فضلاً عن اعتماد المدرب المتألق، الذي أكد أنه من العيار الثقيل ظاهر العدواني اللعب بأسلوب يحقق له الفوز.

في المقابل ترجع أسباب خسارة القادسية إلى غياب أبرز ثلاثة لاعبين هم: بدر المطوع العقل المفكر والمدبر، وأحمد الظفيري مهندس منطقة المناورات، ومساعد ندا صخرة الدفاع، إلى جانب عدم قدرة داليبور على قيادة الفريق وإحداث تغييرات نموذجية في المراكز وطرق اللعب.

ونتيجة اللقاء، تؤكد أن الأمور في النصر تسير على ما يرام، والقادم سيكون أفضل، بينما تؤكد أن القادسية في خطر، والقادم قد يكون أسوأ ما لم يتم تدارك الأخطاء مبكراً.

أرقام من الجولة
• شهدت الجولة السابعة إحراز 21 هدفا بمعدل 3 أهداف في المباراة، وهو معدل جيد جدا.

• انتهت 6 مباريات بالفوز، فيما انتهت مباراة واحدة بالتعادل، وهي التي جمعت الفحيحيل مع الشباب.

• احتسب الحكام في هذه الجولة 3 ركلات جزاء، أحرزت منها اثنتان بنجاح عبر محترف العربي أمين الشرميطي، ومهاجم السالمية فيصل العنزي، بينما أهدر محترف اليرموك البرازيلي اوليفيرا الركلة الثالثة.

• أشهر الحكام ثلاث بطاقات حمراء، لمحترف خيطان الإيفواري سلامون، ولاعب الجهراء فيصل زايد، ولاعب برقان يوسف زايد.

• بالهزيمة التي نالها القادسية على يد النصر، بات الكويت الفريق الوحيد صاحب السجل الخالي من الهزائم.

• تصدر مهاجم الصليبيخات بدر المطيري قائمة الهدافين برصيد 5 أهداف، وتبعه لاعب السالمية نايف زويد، ومحترف العربي الإيفواري داماو في مركز الوصافة، ولكل منهما 4 أهداف، وجاء في المركز الثالث 7 لاعبين أحرز كل منهم 3 أهداف وهم: يعقوب الطراروة (التضامن)، ومحمد العلاطي وفهد نايف ومشعل ذياب (الصليبيخات) والبرازيلي باتريك فابيانو (كاظمة)، وبدر المطوع (القادسية)، والبرازيلي اوليفيرا (اليرموك).

الكويت يواصل الانتصارات

من جهته، يواصل الكويت تحقيق الانتصار تلو الآخر، مع تحسن ملموس في المستوى تحت قيادة مدربه القدير محمد عبدالله، الذي يعلم تماما من أين تؤكل الكتف، والدليل نجاحه في جميع المهام التي أسندت عليه في ظروف غاية في الصعوبة.

فوز الكويت على التضامن جاء عن جدارة واستحقاق شديدين، ولعل اكبر مكاسب الفريق استعادة الإيفواري جمعة سعيد مستواه المعروف، إلى جانب ارتفاع مستوى السيراليوني محمد كمارا من مباراة إلى أخرى، كما أن المدافع فهد الهاجري يستحق الإشادة لقدرته على التهديف وأداء أدوار غير دوره الرئيسي كمدافع.

وعلى الرغم من البداية الجيدة للتضامن في الدوري، فإن الفريق بدأت نتائجه تتراجع، ليدخل ضمن الأندية المهددة بالهبوط، لذلك على جهاز الكرة الذي يترأسه عضو مجلس الإدارة دعم الفريق بقوة في فترة الانتقالات الشتوية المقبلة، بالتعاقد مع مهاجمين على أقل تقدير، لاسيما أن الفترة الماضية أكدت أن التضامن يصل إلى مرمى المنافسين كثيراً، لكنه يهدر الفرص بشكل غريب ومبالغ فيه!

كاظمة مازال لغزاً!

من جهته، واصل كاظمة تصدير الألغاز إلى الجميع، فالبرتقالي يقدم مستويات جيدة مصحوبة بنتائج إيجابية، لكنه يتراجع بسرعة بعد مستويات دون المستوى ونتائج سلبية، لذلك يمكن القول إن نتائجه خارج نطاق التوقعات تماماً.

كاظمة تفوق على السالمية من خلال الضغط القوي، الذي أربك المدافعين بقوة ليقعوا في أخطاء فادحة كلفتهم اهتزاز شباكهم بهدفين، ويحسب للجهاز الفني بقيادة المدرب الروماني فلورين ماتروك اللعب بأسلوب هجومي في جميع المباريات، لكن ما لا يحسب له هو تذبذب المستوى والنتائج!

أما السالمية فيبدو أنه ضل الطريق وخرج مبكراً عن سباق المنافسة على الدوري، وهو كلام غير سابق لأوانه بالتأكيد، خصوصا أن كل المؤشرات تؤكد أن السماوي سيشهد تراجعا في النتائج في الفترة المقبلة، في ظل وجود مشكلات عديدة أسبابها مالية في المقام الأول، والفريق ضغط بقوة في الشوط الثاني، لكنه لن يتمكن من إدراك التعادل ليخسر ثلاث نقاط ثمينة.

صحوة العربي

أما العربي فاستعاد عافيته إلى حد كبير تحت قيادة المدرب الصربي ميودراج، وتغلب الفريق على خيطان ونجاحه في تحويل الخسارة بهدف إلى الفوز بأربعة أهداف يعني استعادة الروح القتالية مجدداً، لكن الروح لا تصنع الانتصارات بشكل مستمر، لذلك يتعين على الجهاز الفني ضرورة العمل بشكل مستمر على الارتقاء بكل المراكز بلا استثناء، في ظل وجود أخطاء في معظم المراكز تقريباً.

ويبدو أن الإيفواري داماو نجح في إحراج جهاز الكرة في النادي بالأهداف التي أحرزها مؤخراً، وهو الأمر الذي سيدفع الجميع وفي مقدمتهم ميودراج إلى الإبقاء عليه حتى نهاية عقده، وعدم التخلي عنه، فيما يواصل التونسي أمين الشرميطي تقديم مستويات رائعة وإحراز أهداف مؤثرة، مستثمراً خبرته العريضة في الملاعب كمهاجم قناص.

في المقابل، دخل خيطان مرحلة الخطر، وبات يحتاج إلى معجزة للبقاء في الدوري، وإحقاقا للحق فإن المدرب أنور يعقوب تسلم المهمة والفريق قد تُوفي إكلينيكيا، بعد أن قضى المدرب السابق الصربي الكسندر على الأخضر واليابس.

خيطان يفتقد الضغط على لاعبي المنافس، وبناء الهجمات بشكل صحيح، وهي أخطاء فادحة يتعين على يعقوب تصحيحها قبل فوات الأوان.

الصليبيخات يعاود تألقه

بدوره، استعاد الصليبيخات نغمة الانتصارات مكتسحاً الجهراء بخماسية دون رد. الصليبيخات لم يتأثر بالهدف الذي منيت به شباكه، وهاجم بقوة وضراوة، محرزاً خمسة أهداف يستحق عليها الإشادة ومعه مدربه أحمد عبدالكريم، الذي يعلم كل كبيرة وصغيرة عن فريقه السابق!

يبدو أن الجهراء قارب على حافة الانهيار بهذه النتيجة غير المتوقعة، ومن ثم يتحمل مجلس الإدارة الخطأ الفادح بإقالة مدربه محمد الشيخ بعد الخسارة في الجولتين الأولى والثانية.

لقطات
• برز خلال الجولة السابعة لاعب النصر الصاعد الواعد يوسف الرشيدي، وهو موهبة سيكون لها شأن كبير في الكرة الكويتية إذا تم الاعتناء بها وصقلها بشكل مدروس.

• صرفت إدارة النصر مكافأة مالية فورية لكل لاعب بالفريق قدرها 100 دينار، لتحفيزهم على الاستمرار على نفس المستوى والأداء في الجولات المقبلة.

• أعادت إصابة حارس خيطان أحمد الدوسري بفقدان الوعي ونقله للمستشفى بسيارة الإسعاف إلى الأذهان إصابة محترف العربي الأردني السابق أحمد هايل خلال لقاء الكويت في الموسم قبل الماضي، الأمر الذي أصاب الجماهير بالقلق.

• شهدت الجولة انتقادات للحكام في العديد من المباريات من بينها مباراتا القادسية والنصر وكاظمة والسالمية، ويعد الحكم الدولي علي محمود الذي أدار لقاء خيطان والعربي هو الأفضل.

• حالة من الاستياء سيطرت على جماهير القادسية بعد الخسارة من النصر، ووجهت الجماهير أسهم الانتقادات إلى إدارة النادي التي وافقت على احتراف أكثر من لاعب دون إيجاد البديل، إذ تخشى على فريقها من الانهيار في الفترة المقبلة.

• يبدو أن العقل المفكر والمدبر لفريق الجهراء فيصل زايد يمر بمرحلة انعدام وزن أثرت على سلوكياته في الملعب، والدليل طرده أمام الصليبيخات وهو الطرد الثاني له في الموسم الحالي.